مركز النسيم للدراسات الاستراتيجية

“داعش” وايديولوجيا الإرهاب.. دراسة تحليلية عن “اشبال الخلافة”

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

حسيني الاطرقجي صحفي وباحث

المباحث

المبحث الأول: المفاهيم والمصطلحات ( داعش، أيديولوجيا الإرهاب، اشبال الخلافة)

المبحث الثاني: ادبيات تنظيم “الدولة الإسلامية.. داعش” من إقامة الخلافة “التمكين” حتى تجربة تكتيكات تنظيم القاعدة “الذئاب المنفردة” انموذجا

المبحث الثالث: اهتمام التنظيم بصناعة “اشبال الخلافة”.. أيديولوجيا تنشئة الأجيال في زمكانيّة إقامة الخلافة “التمكين” وما بعدها 

ملخّص البحث

انبثق عن تنظيم داعش الإرهابي ولادة تكتيك قتالي غير مالوف تمثل بايديولوجيا “اشبال الخلافة”، التي عمل التنظيم من خلالها على استغلال واستثمار فئات مختلفة من القاصرين، وشكل بهم جنبة دعائية إعلامية وقتالية تكتيكية حديثة، أسهمت في اثراء التنظيم قتاليا ودعائيا، وكونت ركيزة من ركائز التنظيم المستقبلي، تحت شعاره الرامي الى بقاء نفوذه او وجوده.. سواءً على مستوى التمكين “الخلافة الترابية او المكانية” او ما بعدها كما يسميه التنظيم “الانتشار والتمدد”، فحتى بعد خسارته للتمكين في مدينة القائم العراقية، ومدينة الباغوز السورية، طور التنظيم ماكنة دعائية من الرسوم المتحركة؛ لتعبئة الأجيال الفتية والقاصرة “اشبال الخلافة” لتنفيذ العمليات بالايحاء وعن بعد، او التهيئة الى المستقبل، في حال استعاد التنظيم نشاطه كما يامل بذلك.

المقدمة

سجّل تنظيم داعش الإرهابي انتقالة نوعية وولادة غير جينيّة في مسيرة الإرهاب، فـ “داعش” الذي ابصر النور منتصف العام 2014 لم يكن شبيها بكل الحركات الإرهابية السابقة، بل انه حقق حلما عسيرا على تلك التنظيمات، ترجمه بالخلافة والسيطرة على الأراضي، متكئا على أيديولوجيا حديثة ومعاصرة، فهو لم يكتفِ بتكتيكات “النكاية والانهاك” أي عمليات الاغارة والكمائن التي اعتاد عليها تنظيم القاعدة والتنظيمات المتطرفة الأخرى

فتنظيم داعش قد استند على منظّرين حداثويين ومعاصرين، واعتمد على استراتيجيات ونظريات حديثة ومتقدمة، لا على غرار سيد قطب وأبو الأعلى المودودي، عبد السلام فرج، او أبو محمد المقدسي………….الخ

بل غاص في الاطروحات “الجهادية” التي جمعت بين التكتيكات العسكرية والاستراتيجيات الفكرية السياسية، والديناميكيات المعاصرة الموضوعة على دراسات اجتماعية وسياسية، مثل منهاج إدارة التوحش لابي بكر ناجي، الذي يوصف بالدستور الأسود للتنظيمات الإرهابية، ومنهاج دعوة المقاومة الإسلامية العالمية لابي مصعب الزرقاوي (مصطفى ست مريم).

حتى ان رجالات التنظيم بقيت خلف ستار الحقيقة، مثل عراب ومؤسس تنظيم داعش المكنى “حجي بكر” المعروف باسم (العقيد سمير محمد بكر الخليفاوي) الذي يُعد مهندس التنظيم، والمخطط العبقري بلا منازع، والذي عمل على تأسيس توليفة ما بين “العناصر الجهادية” أي المتطرفة وبعض قيادات من حزب البعث المنحل، وتجار الازمات وامراء الدم، فضلا عن القوى السياسية الإقليمية وغيرها، وهذا ما لم يعهد به أي تنظيم متطرف على مر التاريخ والجغرافيا.

لذا، ومن هذه التوليفة الفكرية المعاصرة والرامية للمستقبل، انبثق تشكيل “اشبال الخلافة” الذي رسم شكلا جديدا غير معهود من الإرهاب النامي، والذي عوّل عليه التنظيم ابان تشكيله وبعد الانكسار الكبير لخلافته المزعومة.. وهنا يجب الوقوف مليا تجاه هذه الحركات المتفوقة على القدرات النمطية، وخاصة استراتيجيا مقاتلي الغد “اشبال الخلافة”.

الاشكالية والتساؤل:

يتساءل البحث عن ظاهرة “اشبال الخلافة” التي انبثقت ابان سييطرة تنظيم “داعش” وإعلان الخلافة “دولة التمكين”، والأسباب في تناول مثل هذا الملف في دراسة الإرهاب والتطرف العنيف، فارضا بذلك مجموعة من الاحتمالات والفرضيات المبنية على احداث ووقائع منظَّمة في مصادر ومراجع وشهادات حية، كون هذه الدراسة تتعلق بحقبة زمنية معاصرة ومكانية جغرافية محلية او ضمن الجوار الإقليمي، مستندا الى الأسئلة الصحافية: (من، ماذا، اين، كيف ولماذا؟).

الأهمية:

تكمن أهمية هذا البحث في تلبية الاحتياجات التي تستند عليها مؤسسات الدولة في حل مشكلة ما، او مواجهة معضلة ما كالارهاب مثلا، فالحلول التي تتبعها المؤسسات تكمن في أهمية البحوث المستقاة من تحليل وتشخيص ابعاد المشكلة ووضع المقترحات والمعالجات المناسبة لها.

منهج البحث:

يعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي، في التعرف على ظاهرة الدراسة ووضعها في اطارها الصحيح، وتفسير وتحليل الظروف المحيطة بها، للوصول الى النتائج التي يتناولها البحث، وبلورة الحلول التي تتعلق بالتوصيات والمقترحات او النتائج والحلول.

المبحث الأول: المفاهيم والمصطلحات ( الدولة الاسلامية، أيديولوجيا الإرهاب، اشبال الخلافة)

أولا/ تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”

الدولة بين التعريف والمفهوم:

الدولة لغةً/

تعود جذور كلمة الدولة الى اللغة اللاتينة وبمعناها الخاص (بوزيشن)، والتي تعني القيام والوقوف في إشارة رمزية الى القوة، ومن هذه الفكرة استمدت تسمية الكيان الجغرافي المستقل عن غيره بتسمية الدولة[1]، لمن المشكلة في التعريف ان الدولة تُعرف وفق الأيديولوجيات والموروثات والمصالح الخاصة والمختلفة للسلطات.

الدولة مفهومًا/

عُرفت الدولة تعريفات متعددة، لعل اقربها تعريف المفكر الألماني وعالم الاجتماع (ماكس فيبر) الذي عرفها بانها: “منظمة سياسية الزامية مع حكومة مركزية، تحافظ على الاستخدام الشرعي للقوة في اطار معين للأراضي”[2].. وفي مفهوم اخر للدولة يتناول التعريف الوارد في اتفاقية مونتفيديو في العام 1933، الذي تناول مفهوم الدولة على انه: “مساحة معينة من الأرض تمتلك سكانا دائميين، إقليم محدد وحكومة قادرة على المحافظة والسيطرة الفعالة على أراضيها، واجراء العلاقات الدولية مع الدول الأخرى”.

دولة العراق الإسلامية”

ظهر مصطلح “الدولة” لدى الجماعات الجهادية ـ حسب المنهج البحثي ـ في العام 2006 بعد مقتل (أبو مصعب الزرقاوي)  زعيم “تنظيم التوحيد والجهاد” الفرع العراقي لـ “تنظيم القاعدة” الام  بغارة جوية استهدفته شمال شرق العراق في محافظة ديالى تحديدا، الامر الذي استدعى ما يعرف آنذاك “مجلس شورى المجاهدين” المكون من سبع حركات متشددة الى اعلان “دولة العراق الإسلامية” واعتمدت مدينة بعقوبة في محافظة ديالى عاصمة لها، فيما بايعت “مجلس شورى المجاهدين” المُكنى “أبو عمر البغدادي” اميرا لها، ورسمت حدودها الجغرافية ضمن الدولة العراقية الممتدة من بغداد وصعودا نحو ديالى الانبار كركوك نينوى صلاح الدين ونزولا باتجاه مناطق من محافظتي واسط وبابل[3].

الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”

تنظيم مسلح جهادي متطرف، غير مُعترف به دوليا، يهدف مؤسسوه حسب زعمهم الى إعادة إقامة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية، واختار في باديء الامر رقعة جغرافية لها تاريخ إسلامي مثل اسيا الوسطى وشمال افريقيا، ثم امتد صوب جغرافيات أخرى، اعلن هذا التنظيم خلافته المزعومة في 29 حزيران من العام 2014، ونصّب التنظيم “أبو بكر البغدادي” زعيما له “خليفة المسلمين”، واتخذ من محافظة نينوى العراقية  “عاصمة الخلافة الإسلامية”[4].

ثانيا/ أيديولوجيا الإرهاب

تعريف الأيديولوجيا:

يرجع مصطلح الأيديولوجيا الى الحضارة اليونانية، حيث تتكون من مقطعين بمعنى علم الأفكار، وتطور المصطلح لاحقا نتيجة تطور الفكر السياسي، واصبح احد التمظهرات في السياسة العالمية والمحلية، وعرف اكثر من تعريف معاصر هو “النسق الكلي للافكار، الكامن في سلوكيات معينة”[5].

مفهوم الأيديولوجيا:

ورد مصطلح الايديولوجيا في كتاب مشروع مباديء الأيديولوجيا  للفرنسي (ديستوت دي تريس) وهو: “انشاء علم أفكار يقوم على دراسة مدى صحة او خطا الأفكار التي يؤمن بها الناس، حتى تكون دعامة فلسلفية للعلوم، ومرشد لمقومات التفكير السليم، وتُخلص الفرد والمجتمع من الأفكار التي قد تحول دون اظهار الحقائق بشكلها الصحيح.. وقد عمل عليه عدد من فلاسفة التنوير في أوروبا وعرفوا آنذاك بالايديولوجيين.

أيديولوجيا الإرهاب المعاصر

تميّز الإرهاب المعاصر المتمثل بتنظيم داعش عن غيره بانه نوع من أنواع العنف المدفوع سياسيا، وبغطاء وتحفييز دوليين، فضلا عن ان اذكاءه في العراق خاصة مر بمراحل معقدة ولم يخضع لايديولوجيا واحدة فحسب، كون القوى المشكلة لها من مختلف الأيديولوجيات، ويذهب جان بودريان احد منظري علم الاجتماع الحداثويين الى فهم مغاير للارهاب في كتابه روح الإرهاب، يتنبا بكتابه صعود “الجهادية العالمية” كتنظيم داعش وعولمة الإرهاب تحت غطاء العقيدة، بل يذهب الى فك العلاقة الشرطية بين داعش والتطرف الإسلامي ويرى ان الإرهاب القادم سيكون فقط بعباءة إسلامية وبمحتوى سياسي بحت[6].

 الإرهاب

عُرّف الارهاب 108 تعريفًا، حسب اختلاف الزمان والمكان ونظام الحكم في دول العالم، ونظرة الحكومات اليه، فقد اختلفت التعريفات حتى وصلت الى هذا العدد، ولعل اكثر التعريفات المتفق عليها للارهاب هو تعريف “ستويل” له, تعريف “ستويل” للارهاب هو: “إن الإرهاب هو العمل الإجرامي المصحوب بالرعب أو العنف أو الفزع بقصد خدمة هدف محدد”[7].

 اما تعريف “جيفا نوفيتش” فقد عرفه على انه: “اعمال عنف من طبيعتها ان تثير لدى شخص ما الإحساس، مما ينتج عنه الإحساس بالخوف باي صورة كانت”.

بينما ذهب (عبد العزيز محمد سرحان) الى تعريفه بانه: “كل اعتداء على الأرواح الأموال والممتلكات العامة او الخاصة بالمخالفة للقانون الدولي باحكامه المختلفة”،  عربيا كذلك فقد ذهب (صلاح الدين عامر) الى تعريف الإرهاب على انه: ” اصطلاح معاصر يشير الى الاستخدام المنظم للعنف، التي تقدم منظمة سياسية بممارستها على المواطنين وخلق جو من عدم الامن

التعريف الدولي للارهاب

يحاول المجتمع الدولي تعريف الإرهاب سياسيا فيتفق على صيغة معينة لوصفه: “جميع الممارسات والوسائل غير المبررة التي تشير إلى رعب الجمهور أو مجموعة من البشر لأسباب سياسية وبصرف النظر عن بواعثه المختلفة”.  منذ العام 1947 حتى يومنا هذا، جاء هذا التعريف بعد حادثة اختطاف “ثوار” من البيرو لطائرة مدنية  لغرض الهرب بها  خارج البلاد عام 1930، وتمخضت عن ذلك جملة من الاحداث، و بعد نقاش دام 7 سنين في عصبة الامم المتحدة برزت الضرورة الى تعريف الارهاب في العام 1973.

مفهوم الإرهاب

ان اصل  مفهوم (الإرهاب)  من الناحية التاريخية  يعود إلى المخاض الذي عرفته الثورة الفرنسية، حيث استُعمل للتنديد بالرعب الذي مارسه “روبسبيير” ضد من كان يعتبرهم “أعداء الجمهورية”[8]. لقد استُعمل مفهوم (الإرهاب) حينذاك دفاعًا عن الحياة، ووُظّفه كتنديد سياسي ضد آلة الحكم، عَرفَ الإرهاب منحىً آخر في روسيا القيصرية أيام “الثورة البلشفية”، حيث تصدى البلاشفة للقمع المسلط عليهم. لقد كانوا ينظرون إلى ما يمارسونه من أعمال العنف، باعتباره تكتيكًا يُراد من خلاله الدفاع عن المشروع الثوري. لقد اشتغل العنف السياسي “البلشفي” كتجهيز لا بد منه ضد أعداء الطبقة العاملة وجمهور الكادحين.

 تطلق الباحثة فيرانا أندرسون مفهوم “الإرهاب الاستراتيجي” على انه: ” العنف السياسي الذي تصرف من خلاله البلاشفة على شاكلة ردود فعل الحيوانات ضد “السيد جونز” في رواية مزرعة الحيوانات الشهيرة للروائي العالمي جورج أورويل

أما مرحلة ما بعد هجوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001، وما تلاها من ترتبات عالمية تحت قيادة الولايات المتحدة، ومن هجمات إرهابية انعكاسية في دول عديدة..  كالعراق ومصر والمغرب، فيمكن قراءة ذلك في خضم الانتشار منقطع النظير للرأسمالية الجديدة والتناقضات التي أفرزتها، وخاصةً مع الاندماج المتصاعد للمحلي والعالمي على مستوى الثقافة والاقتصاد والاجتماع[9].

وتعبِّر التجهيزات الأمنية المستعملة والترتيبات الشرطوية المحبوكة عبر أنحاء العالم والمدعومة من طرف الولايات المتحدة عن الرغبة الحثيثة في الدفاع عن الاجتماع في سياق اقتصاد كوني للسلطة، يعطي الحق في المراقبة والقتل داخل البلد أو خارجه لفائدة الأذرع العسكرية والمخابراتية لليبرالية الجديدة.

  ثالثا/ “اشبال الخلافة”

برز مصطلح “اشبال الخلافة” بعد حقبة سيطرة تنظيم داعش وإقامة “الخلافة”[10]، واعتمد التنظيم فكرة الاشبال في من هم دون سن التكليف الشرعي “البلوغ وظهور شعر العانة” حسب مفاهيم  وادبيات التنظيم، وشهد نشوء ما يعرف بـ”اشبال الخلافة” مطلع العام 2015، اذ نفذ مجموعة قاصرين اعدامات بحق مدنيين اسرى حكم عليهم داعش بالاعدام على يد اشبال الخلافة.

المبحث الثاني: ادبيات تنظيم “الدولة الإسلامية “داعش” من إقامة الخلافة “التمكين” حتى تجربة تكتيكات تنظيم القاعدة “الذئاب المنفردة”

 (مراحل بناء التنظيم).. المرحلة الأولى “دولة العراق الإسلامية”

مرّت مراحل تأسيس التنظيم الإرهابي “داعش” بثلاث محطات او بناءات، كان البناء الأول الذي شكل قاعدة الأساس واللّبنة الأولى التي استند عليها هرم التنظيم، وكانت بعد مقتل الزرقاوي[11]

 في العام 2006 بعد مقتل (أبو مصعب الزرقاوي)  زعيم “تنظيم التوحيد والجهاد” الفرع العراقي لـ “تنظيم القاعدة” الام  بغارة جوية استهدفته شمال شرق العراق في محافظة ديالى تحديدا، الامر الذي استدعى ما يعرف آنذاك “مجلس شورى المجاهدين” المكون من سبع حركات متشددة الى اعلان “دولة العراق الإسلامية” واعتمدت مدينة بعقوبة في محافظة ديالى عاصمة لها، فيما بايعت “مجلس شورى المجاهدين” المُكنى “أبو عمر البغدادي” اميرا لها[12]، ورسمت حدودها الجغرافية ضمن الدولة العراقية الممتدة من بغداد وصعودا نحو ديالى الانبار كركوك نينوى صلاح الدين ونزولا باتجاه مناطق من محافظتي واسط وبابل.

المرحلة الثانية “الخلافة المكانية”

ابتدات المرحلة الثانية بعد اعلان تأسيس “الخلافة الإسلامية”، انطلاقا من اعلان دولتي العراق وسوريا ضمن حدود الخلافة المزعومة التي اسماها البغدادي آنذاك “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، والتي اسميت آنذاك بالتمكين او الخلافة الترابية، خاصة بعد ان سيطر التنظيم على أجزاء واسعة من العراق وسوريا لاعلان خلافته، شارفت هذه المرحلة قرابة الأربع سنين، ابتدأت منتصف حزيران من العام 2014 حتى نهاية العام 2017 في القائم العراقية، ومطلع العام 2018 في الباغوز السورية، لتنتهي بذلك الحقبة الأهم في حياة التنظيم السياسية (حقبة الخلافة الترابية او المكانية)[13]

المرحلة الثالثة “الانتشار والتمدد وتوسيع رقعة الخلافة الافتراضية”

“باقية وتتمدد”.. شعار تنظيم داعش

في دراسة لمركز الاهرام ظهرت قراءات جديدة تمثلت بانماط التنظيم المتغيرة، فمع انهيار استراتيجية التمكين التي تبناها تنظيم “داعش” في أعقاب سقوط ما يسمى “الخلافة الداعشية” في الموصل في تموز 2017، والباغوز في اذار 2019، بدأ التنظيم الإرهابي في وضع استراتيجية بديلة أطلق عليها استراتيجية “فترات عدم التمكين”، والتي تنطلق من التعطيل المؤقت لما يسمى “الخلافة المكانية[14]، وهي كالاتي:

مفهوم “حتمية الصدام”، عبر اتباع ثلاثة تكتيكات رئيسة: الأول، تكثيف معدل العمليات الإرهابية في مجمل أفرع التنظيم مع اختيار أهداف ومناطق جديدة للقيام بتلك العمليات الإرهابية.

والثاني، الظهور المتكرر للمتحدث الرسمي لتنظيم “داعش” المهاجر أبو حمزة القرشي، حيث بث خمس رسائل منذ توليه المنصب في أعقاب مقتل زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي والمتحدث الرسمي السابق أبو حسن المهاجر في اب 2019، بهدف ترويج مزاعم بشأن تماسك التنظيم من ناحية وحشد وتعبئة المقاتلين سواء في المركز أو الفروع المختلفة التابعة له من ناحية أخرى.

والثالث، الإعلان عن استراتيجية جديدة مغايرة للاستراتيجية القديمة “إدارة التوحش والتمكين”، إذ يحاول “داعش” من خلالها رسم ملامح المرحلة الجارية والقادمة من حيث التكتيكات القتالية والعملياتية وطبيعة المستهدف، تحت مسمى استراتيجية “الظهور والتلاشي”، والتي تعتمد على العملية المفاجئة التي تقوم على محدودية النطاق واتساع التأثير والبدائية في التكتيكات والأسلحة المستخدمة، وتحويلها إلى عمليات انتقامية أو استنزافية بعد أن كانت عمليات ذات أهداف توسعية، وأصبحت تعتمد بصورة أكبر على “الذئاب الغاضبة” وليس “الذئاب المنفردة”، حيث يسعى التنظيم عبر التكتيكات الثلاثة السابقة إلى تكوين “أهِلَّة داعشية” في بعض الأقاليم بقارتى آسيا وأفريقيا، وهو ما حاول تحقيقه خلال النصف الأول من العام الجاري 2021، بتأسيس ثلاثة “أهِلَّة داعشية[15]

1-  الهلال “الداعشي” (الساحل الأفريقي): ويبدأ من نقطة الارتكاز في جنوب غرب ليبيا مروراً بتشاد والنيجر وشمال نيجيريا وشمال بوركينافاسو ومالي وصولاً إلى المحيط الأطلنطي، وهو ما يطلق عليه التنظيم الإرهابي “داعش غرب أفريقيا”، والتي تعتبر واحدة من أهم مناطق ارتكاز التنظيم وأكثرها نشاطاً من حيث عدد العمليات الإرهابية والعناصر التابعة للتنظيم. وقد أشارت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، في التصريحات التي أدلت بها في 4 نيسان الجاري، إلى أنه من بين القتلى من قيادات التنظيم المحمود الباى الذي يلقب بـ”الكاري”، وكان يؤسس ويقود فرعاً جديداً للتنظيم في منطقة ميناكا التي تقع على الحدود بين النيجر ومالي.

2-  الهلال “الداعشي” (وسط أفريقيا): وهو الهلال الممتد من الكونغو ويمر بموزمبيق ويصل إلى تنزانيا، وهى إحدى المناطق المستحدثة لسيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي في قارة أفريقيا، حيث يسعى التنظيم إلى توسيع نطاق هذه المنطقة لتصل إلى الصومال مروراً بكينيا، على نحو يمكن أن يجعل الهلال “الداعشي” الأوسط ممتداً إلى المحيط الهندي.

3-  الهلال “الداعشي” (الآسيوي): تمكن تنظيم “داعش” من تنفيذ ثلاث عمليات إرهابية خلال شهرى نيسان وايار من العام الجاري، ضد قوات الأمن الهندية، في منطقتى ناتي بورا وسرينجار، على نحو أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن الهندية، وهو ما توازى مع عمليات إرهابية أخرى قام التنظيم بتنفيذها في دول الجوار لاسيما أفغانستان، حيث يسعى إلى تأسيس محور “داعشي” آسيوي يمتد من الهند ويمر عبر كل من باكستان وأفغانستان ويصل إلى دول وسط آسيا.[16]

المبحث الثالث: اهتمام التنظيم بصناعة “اشبال الخلافة”.. أيديولوجيا تنشئة الأجيال في زمكانيّة إقامة الخلافة “التمكين” وما بعدها 

“إنّ 185 طفلاً أجنبياً، على الأقل، قد أدينوا بتهم تتعلق بالإرهاب، وحُكم عليهم بالسجن بحلول نهاية عام 2018”.. المجلس القضائي الأعلى في العراق حظر القانون الدولي مشاركة الأطفال في الحروب والنزاعات

إنّ مشاركة الأطفال في النزاعات معروفة تاريخياً، على الأقل، في العصر الحديث، منذ الحرب في فيتنام والصراعات المسلحة في إفريقيا وجنوب شرق آسيا. وهناك معاهدة دولية موقعة من 170 دولة تحرّم مشاركة الأطفال في الحروب وأماكن الصراع في العالم تحت مسمى “البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة”[17]، وتنص المعاهدة على:

1ـ حظر تجنيد الأطفال دون سن 18 عاماً في الجيش.

2ـ ضمان إعفاء المتطوعين العسكريين تحت سن 18 عاماً من المشاركة مباشرة في الأعمال العدائية.

ولقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة على المعاهدة على أنّه بروتوكول إضافي لاتفاقية حقوق الطفل التي كتبها القرار 54/263 في 25 أيار 2000. ودخل البروتوكول حيز النفاذ في 12 شباط 2002.

إلا أنّ الظاهرة التي جلبت الاهتمام لموضوع الأطفال هي الدعاية التي قام بها تنظيم داعش منذ عام 2014، والتي فاقت حقيقة استخدام هؤلاء الأطفال في المعارك الحقيقية، وهو ما يدفع باتجاه ترجيح أن يكون هؤلاء الأطفال ضحايا للإرهاب وتنظيم داعش.[18]

 فئات اشبال الخلافة

لم يكن بمقدور الجهات الحكومية إعطاء حصيلة واضحة لشرائح “اشبال الخلافة” وتوزيعها الجغرافي في العراق وسوريا، خاصة في الوسط العراقي، لكن اقرب التقديرات اشارت الى ان اعدادهم الفعلية حوالي 3000 عنصرا ممن يتمكنون من حمل السلاح[19]، فضلا عن الاف أخرى من المهيأين للانضمام.. وللضرورة، لا بد من تقسيم مقاتلي “اشبال الخلافة” القاصرين ضمن مقاتلي تنظيم “داعش” لاستيضاح العملية التي تمت على أساسها تأسيس تكتيك مقاتلي “اشبال الخلافة”، وتم تقسيمهم على خمس فئات[20]، كالاتي:

1ـ أبناء مقاتلي تنظيم “داعش” من العناصر  غير المحليين “المهاجرين”

2ـ أبناء مقاتلي تنظيم “داعش” من العناصر المحليين “الأنصار”

3ـ الأطفال في دور الايتام والمتسولون

4ـ الأطفال المنتزعون قسرا من ابائهم

5ـ الأطفال المنضمون طواعيّة لصفوف التنظيم

منذ أواخر العام 2014 مطلع العام 2015، عمد تنظيم “داعش” الى اظهار ما اسماهم آنذاك “اشبال الخلافة”، وكان اظهارهم في باديء الامر قد اقتصر على دور الطهاة والمرافقين وعناصر في الدعم اللوجستي، يزودون المقاتلين بالماء والغذاء ويناولوهم الأسلحة والاعتدة، أي اظهارهم بالدور غير القتالي (الخدمي)، وكانت الصورة النمطيّة والدعائيّة التي أراد التنظيم ارسالها  الى العامة على في الداخل والمجتمع الدولي ان “داعش” لم يقتصر دوره على البالغين، انما امتد الى الصبية والفتية في الرقعة الجغرافية المعروفة بـ “دولة الخلافة”

يعتقد “داعش” ان مثل هذه الصورة يشكل عامل قوة له بالدرجة الأساس، كذلك هو يجري بصورة ناجحة محاكاة للقاصرين دون سن البلوغ (الأطفال) من الداخل والخارج، وبعد نجاح هذه التجربة واستقطابه للفئات المراد استدراجها ضمن حقل الفئات الخمس لاشبال الخلافة، اطلق التنظيم مطلع العام 2015 إصدارا مرئيّا كمسابقة عقائديّة، وكان الإصدار عبارة عن تنفيذ عمليات اعدام بحق الاسرى الذين اعتقلهم التنظيم في سوريا، فيما اوكل التنظيم مهمة تنفيذ عمليات الإعدام لاشبال الخلافة، واتسم هذا الإصدار بسمات عدة؛ كان على راسها اطلاق التسمية الرسمية “اشبال الخلافة” على المقاتلين القاصرين في صفوف التنظيم، اظهار الاشبال من جنسيات واعراق مختلفة عربية واجنبية، واعاقة المجتمع الدولي على التعامل مع “داعش” كتنظيم إرهابي يقاتل في صفوفه البالغون، بل انه تنظيم مجتمعي يحوي الرجال والنساء والشيوخ ومؤخرا الأطفال، فضلا عن إشاعة حالة من الخوف والهلع[21].

وكان تنظيم “داعش” قد اطلق الاصدارات المرئيّة والمقروءة كصحيفة النبا ودابق، من خلال تدريبه واعداده لمجموعة من الأطفال الايزيديين بعد ان اقتادهم قسرا من ذويهم،  وكمثال على ذلك؛ أطفال الإيزيديين في العراق أواخر آب 2014، عندما اجتاح التنظيم المنطقة؛ حيث تشير تقارير إعلامية بناءً على شهادات أطفال من الإيزيديين أنّه تم إرسال 200 طفل إيزيدي لمخيم تدريب في تلعفر؛ حيث كان يبدأ يومهم في الصباح الباكر بالتدريبات العسكرية. وكان التدريب العسكري للأطفال يتضمن تجاوز حواجز من الإطارات المحترقة بالزحف أو القفز من أماكن عالية.

الأبنية الخمسة في سلوك الأطفال المقاتلين.. على راسهم “اشبال الخلافة”

تناول المجتمع الدولي بصورة خاصة  ملف “اشبال الخلافة”، اعقبه اهتمام بالغ من قبل مراكز الدراسات والبحوث المهتمة بالإرهاب والمجتمع، كذلك الصحافة ومنظمات المجتمع المدني، فضلا عن عدد قليل من الباحثين في السلك الأمني ونادرا من المدنيين، فخرجوا بعدة مخرجات وابنية في دراسة ظاهرة اشبال الخلافة، ولعل كتاب “الأسلحة الصغيرة: الأطفال والإرهاب” لكل من البروفيسورة مايا بلوم وجون هوريغان، ضمن سلسلة الأدبيات الحديثة التي جذبتها ظاهرة مشاركة الأطفال في تنظيم داعش. وهي أول مراجعة باللغة العربية للكتاب الصادر باللغة الإنجليزية في 15 أيار 2019 عن منشورات جامعة كورنيل-أتيكا-نيويورك، اذ يعد هذا الكتاب ـــ حسب باحثين ــــ  مهتمين في هذا الشأن في منتدى حفريات المختص بشؤون الإرهاب والتطرف[22]. .

ويتألف الكتاب، الذي يقع في 248 صفحة، من ثمانية فصول تناولت:  تقييماً عن المقصود بالأطفال، الأطفال الجنود ضد الأطفال في الجماعات الإرهابية، تعلم الكراهية، التأثيرات الاجتماعية والثقافية، مسارات التجنيد والتورط مع الجماعات الإرهابية من خلال القسر والإكراه، أو من خلال الثقافة الجمعية حول مفهوم الشهادة، وكان على راسها الأبنية الخمسة الاتية:

البناء الأول: الأطفال لا يولدون إرهابيين، بل يتم تعليمهم وصناعتهم ليكونوا كذلك، سواء بمعرفة ودراية عائلاتهم أم لا[23].

الجماعات الإرهابية ربما تنظر إلى الأطفال كذخيرة بديلة للبالغين وتحاول تجنيدهم بعد خسائرها في المعارك

وكثير من أطفال تنظيم داعش كانوا في سن الدراسة، حينما أخذهم آباؤهم إلى أرض “الخلافة” المزعومة للدولة الإسلامية في العراق والشام. حيث وُلد آلاف آخرون هناك. ويشير الكتاب الى ظهور الأطفال في فيديوهات مرعبة مع بداية الصراع في سوريا 2015. ثم انتشرت صور الأطفال عبر وسائل إعلام داعش.[24]

البناء الثاني: أنّ الجماعات الإرهابية تنظر إلى الأطفال كذخيرة بديلة للبالغين

وتحاول تجنيدهم بعد خسائرها في المعارك. ثم الإشارة إلى الخلافات الموجودة بين استخدام الأطفال في الجماعات الإرهابية، والجماعات المسلحة في الحروب، وأنّ هناك بعض أوجه الشبه بين الرأيين لكنهما مختلفين في النهاية من حيث: المحتوى، ودور العائلة والتعليم، واستخدام المخدرات وهل يتم استخدام الفتيات في المعارك أم لا؟ ودرجة تشجيع العائلات لكل مجموعة.

البناء الثالث: مختلف الظروف القاسية وصناعتها للطفل المقاتل

الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصراعات والمآسي الناتجة عن الحروب والصراعات التي تترك العائلات والأطفال نهباً للتشريد والهجرة القسرية وخراب التعليم في المدارس، وحسب تقرير نشر عام 2016 للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين كان هناك أكثر من 3.7 مليون طفل لاجئ سوري خارج مقاعد الدراسة، وأنّ الأطفال خاصة في الأماكن التي تشهد مثل هذه الصراعات يكونون عرضةً وأهدافاً سهلة للتجنيد من قبل التنظيمات الإرهابية، وبالتالي فإنّ الأطفال لا يولدون إرهابيين؛ بل يتعلمون كيف يصبحون جزءاً من حركة إرهابية.

البناء الرابع:  اكراه الطفل واجباره في المجتمعات غير المستقرة

قضيّة إكراه الأطفال وإجبارهم على تنفيذ العمليات الإرهابية، ويعطي أمثلة على ذلك خاصة في أفغانستان، وكيف أنّ أفراد العائلة أحياناً ممكن أن يتورطوا في هذه العملية.

البناء الخامس:  ثقافة الفداء او الاستشهاد

كيفية اندماج الأطفال مع مرحلة البلوغ، فيما أُطلق عليه “ثقافة الشهادة” التي تكونت حصيلة مجموع الظروف والمآسي التي مر بها الطفل في حياته في أماكن الصراع ومعاناته من الفقر والجوع والحرمان والتهميش والعنف. ثم يؤكد الكتاب في الفصل السادس أنّه ليس هناك سبب واحد ومحدد لتفسير لماذا يتم استهداف الأطفال للتجنيد في الجماعات الإرهابية، فهناك الكثير من الأسباب والدوافع.[25]

إنعاش الإرهاب بإصدار رسوم متحركة تحاكي الاشبال

عمل التنظيم على الاستفادة من الدروس الناجحة التي خاضها قرابة أربعة أعوام من انشاء “دولة الخلافة”، ابتداءً من إعلانها منتصف العام 2014 حتى سقوط التنظيم في القائم العراقية أواخر العام 2017 والباغوز السورية مطلع العام 2018، واستانف نشاطه بتكتيك الذئاب المنفردة وما رافقها من تكتيكات تم ذكرها سابقا، غير ان الماكنة الدعائيّة والإعلامية للتنظيم كان لها راي اخر، فبعد نجاح التجربة المتمثلة بانشاء تكتيك “اشبال الخلافة” المعولم، عادت الماكنة الى تناول هذا الملف وتسويقه بصورة مختلفة هذه المرة.

من خلال إصدار حلقات كارتونية (رسوم متحركة) للأطفال، تبث جوانب إيجابية من أيديولوجيا التنظيم، في محاولة سيبرانية وإعلاميّة لاستقطاب شريحة الأطفال “دون سن 18 عاما حسب القانون الدولي”، لغزو عقول الأطفال والشباب واليافعين، وصب التركيز على عودة الدوران في عجلة التجنيد التي تعطلت بنسبة كبيرة، فضلا عن تهيئة وتغذية الجيل القادم من الأطفال بالالهام واعدادهم بالالهام للمستقبل، المستقبل الذي يراه التنظيم قريبا، مستفيدا من تجربة القاعدة في موقع “انسباير”[26] والذي يعني الالهام.

إنسباير.. بالرجوع الى ابرز الادبيات المعاصرة للتنظيم وأهدافها، فان تنظيم “القاعدة” اطلق منصة على شبكة المعلومات حملت عنوان “انسباير” أي الالهام، اشرف عليها الأميركي ذو الأصول اليمنية (أنور العولقي)،  خاطبت بها شرائح معينة من الشباب المتطرف، والمراهقين في الولايات المتحدة وبريطانيا، في محاولة منها للتجنيد عبر الالهام وتنفيذ العمليات الإرهابية ولو تطلب تنفيذها بالسلاح الأبيض او الدهس بالمركبات، هذه المحاكاة سجلت نجاحات كبيرة استفاد منها تنظيم “القاعدة” وطورها “داعش” في اصداراته الإعلامية، وبالمحصلة فان الهدف الاسمى لهذه العملية هو الهام الجماعات المتشددة والمتطرفة بتنفيذ ضربات قاصمة تجاه القوى الأمنية والسلطات والمدنيين، وهذا ما قد تترجمه الأيام في قابل المدد الزمنية الضيقة والمفتوحة، فضلا عن ان التنظيم سجل حضورا صعبا وبالغا في الأهمية بتنفيذه لهذه العملية الكبرى، اذا ما اخذنا بالحسبان ان التنظيم قد عزز صفوفه بقيادات ذي خبرة ميدانية عالية وطويلة في المعارك المختلفة “حرب العصابات وحماية دولة التمكين”، او ما بعد التمكين[27].

استبدل داعش أدواته التقليدية المعتادة، وأبرزها المقاطع المصورة التقليدية لمشاهد القتل والتعذيب أو مقاطع لحياة مجتزئة داخل جدران “الخلافة الإسلامية”، بالإضافة إلى بيانات قصيرة عبر وكالة “أعماق” وصحف متخصصة مثل “رومية ” و”نبأ”، ليلجأ إلى أداة جديدة لـ”البروباغندا” مستعيناً بأفلام الرسوم المتحركة.

اخترع داعشيون شخصية كارتونية تدعى “العابد لله” ترتدي ملابس التنظيم التقليدية من جلباب واسع ورأس حليق ولحية كبيرة بالإضافة إلى علم داعش الأسود. وتقوم في كل حلقة بزيارة منطقة رمزية هامة، أبرزها البيت الأبيض في الولايات المتحدة وقصر وستمنستر في بريطانيا وبرج إيفيل في فرنسا وسور الصين العظيم.[28]

ويدعو الشخص الكارتوني أنصاره من المسلمين إلى فهم مؤامرات تلك الدول الغربية على الإسلام وضرورة دحر خططها ومهاجمتها في عقر دارها. وينتهي كل مقطع بتفجير المكان الذي يبث منه الحلقة. وتشمل حلقات الكارتون أيضا حكايات أخرى تكرم بعض قتلى داعش وقادته وتتحدث عن أهم العمليات الإرهابية التي ارتكبوها. استعان داعش بسلاح مضاد استخدم ضده في عام 2015 مع زيادة عدد المنضمين إليه من أوروبا ودول الاتحاد السوفييتي السابق. وقامت وقتها بعض الدول بإنتاج رسوم متحركة لتوعية الأطفال والشباب بمخاطر الانضمام إلى الكيان الإرهابي.

حاولت الباحثة النمساوية كيندل ريوزك الإجابة عنه في سلسلة مقالات منشورة بالمجلة العلمية “ميموري”. وقالت “قادة داعش لا يمتلكون فقط فرق إعداد وتقديم مواد إعلامية جيدة، لكن ما يتميز به أنصار التنظيم هو تنوع الأفكار والقدرة على خلق أدوات إبداعية[29]، مثل الرسوم المتحركة للترويج لأفكارهم بشكل مباشر وجذاب[30]

ربطت ريوزك بين ما صنعه وزير الإعلام النازي جوزيف غوبلز خلال الحرب العالمية الثانية، والمعروف بأنه أحد أشهر مهندسي البروباغندا في العالم، وما يقوده إعلاميو “داعش” في الوقت الحالي، مؤكدة أن النازيين أول من استخدموا الرسوم المتحركة كأداة للدعاية، والتي وجهت إلى الألمان لتعزيز الأفكار النازية والترويج لفكرة السيادة على العالم وحماية الدولة والشعب.

يبقى السؤال الأهم يدور حول هوية منتج تلك الأعمال الجديدة، حيث تمهر كافة المقاطع المتحركة لداعش باسم “مؤسسة العبد الفقير”، وحسب ما أعلنه أحد حسابات داعش على تلغرام هي وكالة رسمية جديدة أطلقها التنظيم بداية عام 2018 ومختصة بصناعة المواد الإعلامية الموجهة إلى الشباب والأطفال. وإلى جانب الأفلام المتحركة، تنتج المؤسسة مجلة شهرية باسم “شباب الخلافة” بالإضافة إلى كتيبات غير منتظمة للأطفال باسم “أشبال الأمة”. ورغم حداثة المشروع الداعشي الجديد حقق صدى واسعاً بين العديد من الفئات، لأنه يبث لفئة واضحة من المتابعين ويحمل أهدافا رئيسية، مثل الدفاع عن التنظيم الدموي والتأكيد على قوته وهيمنته، وتعزيز الكراهية للغرب والحكومات بشكل عام، وهو ما يصب في النهاية لصالح استقطاب الشباب

ازمة احتواء “اشبال الخلافة”.. مخيم الهول السّوري ومخيمات التاهيل المحلية انموذجا

مخيم الهول العلامة الفارقة في امن العراق والمنطقة

في أوائل عام 1991، إبان حرب الخليج، أنشأت  المفوضية العليا مخيماً للاجئين على المشارف الجنوبية لبلدة الهول شرق سوريا، وتم تشغيله بالتنسيق مع الحكومة السورية إلى جانب مخيم آخر في الحسكة، موفراً ملاذاً إلى ما لا يقل عن 15,000 لاجئ من العراق. في أعقاب حرب العراق 2003، أعيد افتتاح المخيم لاحقاً كأحد ثلاث مخيمات على الحدود السورية العراقية، عندما طرد العراق  آلاف الفلسطينيين، بما في ذلك أولئك الذين طردوا من الكويت إبان حرب الخليج 1991

 بعد طرد تنظيم “داعش” من الاراضي العراقية واعلان بيان النصر اواخر العام ٢٠١٧ اتجهت عوائل تنظيم “داعش” في الى المخيم، وانضمت لهم عوائل افراد التنظيم سوريو الجنسية تبعهم بذلك عوائل ما يعرف بـ “المجاهدين المهاجرين، اي عوائل افراد التنظيم غير العراقيين والسوريين، فيما اشرف على التنظيم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ذات الاصول الكردية والذي اصبحت فيما بعد قوة اقليمية شرقي سوريا[31].

اذ يقدر عدد اللاجئين في المخيم بسبعين الفا، غالبيتهم من النساء والاطفال مقسمين على ثلاثة تقسيمات، ١٠٠٠٠ الاف من المهاجرين و٦٠٠٠٠ الفا من العراقيين والسوريين

اتفقت الحكومة العراقية في مطلع العام ٢٠١٩ برئاسة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي مع بعثة الامم المتحدة على ارجاع جزء من اللاجئين الى مخيم “العَملة” ، ونظرا للتحفظات والتخوف المشروع من ارجاعهم الى المخيم أجلت الحكومة قرار ارجاعهم رغم الدعوات المتكررة من جانب بعثة الامم المتحدة.

مطلع العام الجاري إرتأت مستشارية الامن القومي برئاسة مستشار الامن القومي العراقي (قاسم الاعرجي) ارجاع عدد من عوائل عراقية من مخيم “الهول” الى مخيم “الجدعة” في محافظة نينوى بالتداول مع بعثة الامم المتحدة في العراق وسوريا وقيادة التحالف الدولي، بعد دراسة مستفيضة تم البت بالقرار وسط مخاوف سياسية واجتماعية من عودتهم، فيما كانت العودة طواعية وليست قسرية[32].

بقي من العراقيين في مخيم الهول قرابة 55000 عنصر، اذ اعادت الحكومة العراقية وعلى مدى 3 سنين 2500 فردا من اصل 3090 عراقيا في المخيم المذكور، بعضهم لم يسجلوا دخولا في الأراضي العراقية، فيما سجل الباقون حضورا في مخيمي الجدعة والعملة للتاهيل النفسي بواقع 90 الى 120 يوما من العمل على إطفاء جذوة الإرهاب واثارها عليهم، وكانت غالبية العناصر من النساء واكثر من نصف الباقين من الأطفال دون سن 12 عاما.

كانت فكرة وجود الأطفال (دون 18 عاما) امرا محيرا ومهددا للامن والسلم الأهلي، خاصة ممن جايلوا وعاصروا حقبة اشبال الخلافة، ورضخوا تحت المد التكفيري داخل مخيم الهول الموصوف بـ “جامعة الجهاديين”، كانت الحيرة الأكبر بين ابقائهم تحت طائلة الاذكاء المتطرف لنساء التنظيم داخل المخيم، او اعادتهم للعراق وسط أجواء شاقة بين رفضين؛ مجتمعي وسياسي، فضلا عن المخاوف الأمنية من تحولهم الى قنابل نامية في المجتمع.

 التوصيات:

محليا:

1ــ إيلاء ملف “اشبال الخلافة” أهمية كبرى الى جنب اهتمام مستشارية الامن القومي ووزارة الهجرة والمهجرين، من خلال رصد برامج خاصة للتاهيل النفسي والمجتمعي لاعادة ادماجهم في المجتمع العراقي بعد إتمام المهام الموكلة.

2ــ تقييم المتخرجين “اشبال الخلافة” وشرائح الأطفال المعاصرة لهم والمتاثرة بافكارهم قييما دقيقا وفتح مسارات إطفاء جذوة السلاح والدم وتكون كالاتي:

ـــ ارسال العناصر غير القابلة للاطفاء والتاهيل الى اصلاحيات خاصة لابعاد خطرهم عن المجتمع والنظر في امرهم قضائيا بعد فترة متابعة.

ـــ إعادة دورات وبرامج التاهيل لمن بلغوا نجاحات متدنية او غير مكتملة؛ لغرض مواصلة تاهيل هذه الفئات من شرائح “اشبال الخلافة” والمتاثرين بها.

ـــ إعادة ادماج المتاهلين نفسيا من شرائح اشبال الخلافة الى المجتمع، مع ابقائهم تحت العناية والمراقبة والتقويم الحكومي.

ـــ وجوب وجود أدوار إيجابية تكميلية للحكومة تتمثل برجال الدين وشيوخ القبائل والمنظمات المجتمعية والمدونين المؤثرين؛ لغرض احتوائهم مجتمعيا واشعارهم بالمواطنة.

3ـــ  لزاما على صانع القرار ان يبقي ملف معالجة شرائح “اشبال الخلافة” فعلا وتحت المواقبة والشراف الحكومي، واجراء دراسات حديثة ومعاصرة، خاصة الميدانية منها، لاتمام المعالجات حتى اخر مجموعة.

دوليا:

1ـــ الزام المجتمع الدولي باستعادة الأطفال من غير الجنسية (العراقية والسورية) وإعادة تاهيلهم اميركيا واوروبيا في مراكز تاهيل لها باع طويل في عملية التاهيل النفسي، ونقل التجربة للداخل العراقي للاستفادة منها، خاصة ان العراق مر بمرحلة فتية لعملية التاهيل.

2ـــ عملية تشاركية للجهود الأممية والمحلية واجراء دراسات مقارنة، للوقوف على حيثيات أيديولوجيا تجنيد الأطفال في الحروب والنزاعات غير النظامية، في العراق والعالم.

3ــــ وضع برامج واليات تتصدى للحركات غير السوية “الإرهابية والمتطرفة” تمنعهم من تجنيد الأطفال عسكريا وفكريا، من خلال الزام المجتمع الدولي بسن قوانين وتشريعات صارمة للتعامل مع أي جهة توظف فكرة تجنيد الأطفال او اذكاء العنف.

 

 

المصادر

 1ــ د. وجيه قانص،2020، الدولة بين تعريفها ومفهومها،  الدولة الحديثة: الخصائص والوظائف، ص7

2ــ ماكس فيبر، نظرية الدولة الحديثة، التعريف الحديث للدولة، مراجعة الموسوعة السياسية (مجلة دولية محكّمة) ص

3ــ د. عمار علي حسن، 2021، البناء الأول لولة الإرهاب الحديث، دولة العراق الإسلامية من الخلافة الى الشتات، ص13

4ــ د. هشام الهاشمي، 2019،اعلان “الخلافة الإسلامية وعاصمتها نينوى”،  داعش من الداخل، ص19

5ــ عبد الله إبراهيم، 2017، ماهي الأيديولوجيا؟ علم الأفكار ام الأفكار من دون علم، هامش ب ص

6ــ جان بودريان، 2008، صعود الجهادية العالمية، روح الإرهاب، ص9،الهياة المصرية العامة للكتب 2020

7ــ بن علي الاقرع، لماذا دراسة قضايا التطرف، مجلة قضايا التطرف والجماعات المسلحة، العدد 1، ص6

8ــ مليكة عفون، مرجعيات العقل الإرهابي: المصادر والأفكار، مجلة قضايا التطرف والجماعات المسلحة، العدد1، ص121

9ــ محمد أبو رمان، الكولونيالية الجديدة والإرهاب، 2019، محاضرة بعنوان اصل الإرهاب الحديث.

10ــ هشام الهاشمي، 2019، عالم داعش، اشبال الخلافة .

11ــ ماهر فرغلي، 2020، داعش من التمكين الى الانتشار.. البناء الثالث

12ــ  ماهر فرغلي، كيف ارتد سلاح التكفير الى داعش، موقع حفريات، 2020

13ــ مازن خالد البناء، البناء الهيكلي لداعش، المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب،2018

[1] 14ــ زهير جمعة المالكي، داعش الاستراتيجية العسكرية، موقع الحوار المتمدن، 2015

 15ــ احمد كامل البحيري، الظهور والتلاشي استراتيجية داعش الجديدة، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 2021

16ــ مصدر سابق

[1] 17ــ توصيات منظمة نداء جنيف في سويسرا خلال المؤتمر المنعقد في أيلول 1977، القاضي بحظر تجنيد الأطفال في الحروب والنزاعات المسلحة، وتعريف الأطفال بانهم من هم دون سن 18 عاما.

18ــ محمد سليمان أبو رمان، سر جاذبية داعش في التجنيد والدعاية، مؤسسة فريدريتش ايبر 2014، ص17

19ــ حسن أبو هنية، جاذبية الدولة الإسلامية: نظريات الاستقطاب، 2016، ص9

20ــ ميا بلوم، اشبال الخلافة أطفال داعش، فئات داعش الخمسة، مركز البيان للدراسات الاستراتيجية، 2015

[1] 21ــ مصدر سابق

 22ــ  مايا بلوم وجون هاريغان، الأسلحة الصغيرة الأطفال والإرهاب، منشورات جامعة كورنيل ـ اتيكا ـ نيويورك، 2019، ب ص لعدم توفر الكتاب بالنسخة العربية.

[1] 23ــ مايا بلوم وجون هاريغان، الأسلحة الصغيرة الأطفال والإرهاب، الأطفال الجنود ضد الأطفال في الجماعات الارهابية

 24ــ اصدار اشبال الخلافة في العام 2015 وهم ينفذون عمليات اعدام بحق اسرى من معسكر سبايكر في العراق، وجنود ومقاتلين سوريين في الرقة، متاح فيديويا على اليوتيوب.

[1]  25ــ احمد الرمح، الانسان القربان من جنايات الإسلام السياسي، دراسة تحليلية، مركز حرمون، 2020

26ــ بيسان الشيخ، “داعش موظة الشباب المعاصر.. ومرآة امراضه، دراسة تحليلية عن قضية ومعنى في ظل خواء الأيديولوجيا وفشل قيم الحداثة، سر جاذبية داعش في الدعاية والاعلام، 2016، ص41

[1] 27ــ ماركو لومباردي، الدعاية والاعلام أدوات توغل في يد “داعش”، مفاهيم التنظيمات حول خلق بيئة مناسبة للارهاب، 2019، ص12

28ــ  محمود زكي، داعش ياجأ الى الرسوم المتحركة لاعادة دوران حركة التجنيد، موقع حفريات، 2018

[1] 29ــ كيندل ريوزك (باحثة نمساوية في مجال الإرهاب)، الأدوات الإبداعية للارهاب، مجلة ميموري، 2019

30ــ مصدر سابق

[1]  31ــ فولكر تورك، بعثة الأمم المتحدة، دراسة عن مخيم الهول واخطاره المستقبلية، 2022

32ــ سرهنك حمه سعيد (مدير برامج الشرق الأوسط في معهد السلام الأمريكي)، داعش مشكلة الامس واليوم والغد، مركز البيان للدراسات والتخطيط، دراسة تحليلية عن الإرهاب، 2022.

 [1] د. وجيه قانص،2020، الدولة بين تعريفها ومفهومها،  الدولة الحديثة: الخصائص والوظائف، ص7

 [2] ماكس فيبر، نظرية الدولة الحديثة، التعريف الحديث للدولة، مراجعة الموسوعة السياسية (مجلة دولية محكّمة) ص40

 [3] د. عمار علي حسن، 2021، البناء الأول لولة الإرهاب الحديث، دولة العراق الإسلامية من الخلافة الى الشتات، ص13

 [4] د. هشام الهاشمي، 2019،اعلان “الخلافة الإسلامية وعاصمتها نينوى”،  داعش من الداخل، ص19

 [5] عبد الله إبراهيم، 2017، ماهي الأيديولوجيا؟ علم الأفكار ام الأفكار من دون علم، هامش ب ص

 [6] جان بودريان، 2008، صعود الجهادية العالمية، روح الإرهاب، ص9،الهياة المصرية العامة للكتب 2020

 [7] بن علي الاقرع، لماذا دراسة قضايا التطرف، مجلة قضايا التطرف والجماعات المسلحة، العدد 1، ص6

 [8] مليكة عفون، مرجعيات العقل الإرهابي: المصادر والأفكار، مجلة قضايا التطرف والجماعات المسلحة، العدد1، ص121

 [9] محمد أبو رمان، الكولونيالية الجديدة والإرهاب، 2019، محاضرة بعنوان اصل الإرهاب الحديث.

 [10] هشام الهاشمي، 2019، عالم داعش، اشبال الخلافة .

 [11] ماهر فرغلي، 2020، داعش من التمكين الى الانتشار.. البناء الثالث

 [12]ماهر فرغلي، كيف ارتد سلاح التكفير الى داعش، موقع حفريات، 2020

 [13] مازن خالد البناء، البناء الهيكلي لداعش، المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب، 2018

 [14] زهير جمعة المالكي، داعش الاستراتيجية العسكرية، موقع الحوار المتمدن، 2015

 [15] احمد كامل البحيري، الظهور والتلاشي استراتيجية داعش الجديدة، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 2021

 [16] مصدر سابق

 [17] توصيات منظمة نداء جنيف في سويسرا خلال المؤتمر المنعقد في أيلول 1977، القاضي بحظر تجنيد الأطفال في الحروب والنزاعات المسلحة، وتعريف الأطفال بانهم من هم دون سن 18 عاما.

 [18] محمد سليمان أبو رمان، سر جاذبية داعش في التجنيد والدعاية، مؤسسة فريدريتش ايبر 2014، ص17

 [19] حسن أبو هنية، جاذبية الدولة الإسلامية: نظريات الاستقطاب، 2016، ص9

 [20]  ميا بلوم، اشبال الخلافة أطفال داعش، فئات داعش الخمسة، مركز البيان للدراسات الاستراتيجية، 2015

 [21] مصدر سابق

 [22] مايا بلوم وجون هاريغان، الأسلحة الصغيرة الأطفال والإرهاب، منشورات جامعة كورنيل ـ اتيكا ـ نيويورك، 2019، ب ص لعدم توفر الكتاب بالنسخة العربية.

 [23] مايا بلوم وجون هاريغان، الأسلحة الصغيرة الأطفال والإرهاب، الأطفال الجنود ضد الأطفال في الجماعات الارهابية

 [24]  اصدار اشبال الخلافة في العام 2015 وهم ينفذون عمليات اعدام بحق اسرى من معسكر سبايكر في العراق، وجنود ومقاتلين سوريين في الرقة، متاح فيديويا على اليوتيوب.

 [25]  احمد الرمح، الانسان القربان من جنايات الإسلام السياسي، دراسة تحليلية، مركز حرمون، 2020

 [26] بيسان الشيخ، “داعش موظة الشباب المعاصر.. ومرآة امراضه، دراسة تحليلية عن قضية ومعنى في ظل خواء الأيديولوجيا وفشل قيم الحداثة، سر جاذبية داعش في الدعاية والاعلام، 2016، ص41

 [27] ماركو لومباردي، الدعاية والاعلام أدوات توغل في يد “داعش”، مفاهيم التنظيمات حول خلق بيئة مناسبة للارهاب، 2019، ص12

 [28] محمود زكي، داعش ياجأ الى الرسوم المتحركة لاعادة دوران حركة التجنيد، موقع حفريات، 2018

 [29] كيندل ريوزك (باحثة نمساوية في مجال الإرهاب)، الأدوات الإبداعية للارهاب، مجلة ميموري، 2019

 [30]  مصدر سابق

 [31]  فولكر تورك، بعثة الأمم المتحدة، دراسة عن مخيم الهول واخطاره المستقبلية، 2022

 [32] سرهنك حمه سعيد (مدير برامج الشرق الأوسط في معهد السلام الأمريكي)، داعش مشكلة الامس واليوم والغد، مركز البيان للدراسات والتخطيط، دراسة تحليلية عن الإرهاب، 2022.

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
بحضور شخصيات أكاديمية وسياسية المعهد التقني النجف يشهد افتتاح النادي الطلابي مجلس المحافظة يصوت على اختيار المحافظ ونائبيه بلدية العمارة جهد مستمر في اعمال الصيانة والأكساء لشوارع مناطق المحافظة الزهيري يطلق نظام إدارة ومتابعة خطة البحث العلمي في جامعة الفرات الأوسط التقنية السيد الصافي: وجود السيّد السيستاني في العراق يمدّ المواطنين بالطمأنينة وكلامُه بلسم للجراح المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظلّه) يعزي بوفاة العلامة الشيخ محسن علي النجفي (رحمه الله تعالى) خلال لقائه “اللامي” .. “السوداني” يؤكد حفظ حق الصحافيين في الوصول إلى المعلومة ! رئيس الوزراء يحذر من الردّ المباشر على استهداف السفارة الأمريكية من دون موافقة الحكومة محمود المشهداني يزور نقابة الصحفيين العراقيين ويشيد بالدور الفاعل للنقابة والأداء المهني والإداري في... الشيخ الكربلائي يتشرف باستقبال نجل المرجع الديني الاعلى سماحة السيد محمد رضا السيستاني في منزله