بين الصين وأميركا .. “هولندا” تدلو بدلوها في إشعال “حرب الرقائق” الإلكترونية !
وكالات – كتابات – نسيم كربلاء :
في صراع امتلاك التكنولوجيا المصنّعة للرقائق الإلكترونية، تتوسّع الآن ما يُشبّه التحالفات بين فريق من الدول تقوده “الولايات المتحدة”، وآخر تقوده “الصين”، سّعيًا لإنفراد كل فريق بهذه التكنولوجيا التي وصف خبراء من يُسّيطر عليها بأنه سيكون: “الأقوى في التاريخ” خلال الفترة المقبلة.
ومنذ عام 2020، فرضت “واشنطن” قيودًا على تصدير الشركات الأميركية تكنولوجيا الرقائق إلى “بكين”، واتفقت مع حلفائها في “أوروبا” ومع “كوريا الجنوبية واليابان وتايوان”، على تقليل تعاونهم مع “الصين” في هذا المجال.
ومن أحدث هذه الاستجابات إعلان “هولندا”، الجمعة، أن الشركات التي تُنتج آلات صنع رقائق المعالجات المتقدمة مُلزمة بالحصول على رخصة تصدير للخارج، اعتبارًا من أيلول/سبتمبر المقبل، في إشارة لـ”الصين” بشكلٍ خاص، بحجة: “حماية الأمن القومي”.
الأقوى في التاريخ..
بتعبير خبير تكنولوجيا المعلومات؛ “عبدالرحمن داوود”، فإن “الصين” و”الولايات المتحدة” أكبر المتنافسّين الآن بمجال الرقائق، ومن يُسّيطر على هذا المجال: “سيكون القوة الأكبر في التاريخ”، لافتًا إلى أن صناعة الرقائق حول العالم تتكلّف أكثر من: 600 مليار دولار.
ووفق “داوود”؛ فإن “واشنطن”: “هي أم هذه الصناعة، وتوزّعها على حلفائها، وكانت تسّمح بتمرير محدود للصين مقابل مزايا تجارية تحصل عليها من بكين”.
وفي عهد الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”، شدّدت “واشنطن” القيود على وصول هذه التكنولوجيا لـ”الصين”، خاصة مع استخدامها في صناعاتها العسكرية.
خريطة التحالفات..
وعن المشهد الخاص بصناعة الرقائق، يقول “داوود”: استشّعرت “الصين” الخطر، خاصة أن شركات الهواتف عندها تضررت، ومنها شركة (هواوي)، بسبب القيود الأميركية.
وتعمل “بكين” على توطين صناعة الرقائق، وخصصت لذلك: 150 مليار دولار، ووضعت خطة لجذب علماء الرقائق ومصنعيها برواتب تفوق التي تقدم في “الولايات المتحدة”.
والعمالة الخاصة بهذه التكنولوجيا في “الصين”؛ أصبحت تحصل على ضعفي ما يحصل عليه العامل في “الولايات المتحدة”.
وأبرمت “الصين” اتفاقيات مع “روسيا” ودول في “أميركا الجنوبية” لتبادل المعلومات والخبرات اللازمة لصناعة الرقائق، ووقّعت عقودًا مع دول في “إفريقيا” للحصول على المعادن اللازمة لهذه الصناعة.
والإجراءات الصينية أظهرت أن هناك تحالفين، “الولايات المتحدة وأوروبا وكوريا الجنوبية واليابان” من جهة، و”الصين وروسيا” وبعض دول “أميركا اللاتينية” من جهة، بالإضافة إلى تحكم “بكين” في سلاسّل توريد المعادن في “إفريقيا”.
وما يحدث حتى الآن؛ يُشير إلى أنه لا يوجد منتصر في هذا السّباق حتى الآن، فـ”واشنطن” في حاجة لـ”بكين”؛ لتأمين توريد معادن لازمة لهذه الصناعة، و”بكين” في حاجة لـ”واشنطن” للحصول على تكنولوجيا تصّنيع الرقائق، و”بكين” ما زالت تحتاج إلى وقت لتوطين هذه الصناعة.
“تايوان” في مركز السّباق..
يُلفت الخبير الاقتصادي؛ “يوسف التابعي”، إلى دور هذا السّباق في تفجير أزمات دولية، ضاربًا المثل بالصراع بين “بكين” و”واشنطن”؛ بشأن “تايوان”، التي: “تنفرد بصناعة معظم الشرائح في العالم حاليًا”.
ويوضح “التابعي”؛ أن “تايوان”: “تتبّع سياسة محايدة بخصوص الرقائق، خوفًا من غضب الصين وكذلك أيضًا من تخلي واشنطن عنها”، وسّط قلقها من اجتياح صيني لأراضيها التي تعتبرها “بكين” جزءًا من أراضيها.
أما إذا احتدم الصراع، وتطلب الأمر من “تايوان” الميل تجاه إحدى القوتين، فإن من تختاره: “ستكون له الغلبة في أزمة الرقائق”، حسّب “التابعي”.
وينصح الخبير الاقتصادي؛ بأنه: “الأفضل للعالم وشركات التكنولوجيا التعاون بين بكين وواشنطن، لأنه إن لم يحدث ذلك ستتّضرر الصناعة، وكذلك مستقبل الذكاء الاصطناعي”.
ما هي الرقائق الإلكترونية ؟
هي مكونات دقيقة تُنتج من (السليكون)، وتدخل في صناعة المواصلات والاتصالات مثل الهواتف والكمبيوترات والسيارات وكذلك الصناعات العسكرية.
يسّتغرق تصنيع الرقاقة أكثر من: 03 أشهر، وتحتاج إلى مصانع عملاقة وغرفًا بتجهيزات وآلات بملايين الدولارات.
تعليق واحد