صناعة السياحة والدبلوماسية الثقافية .. وقوة “الإمارات” الناعمة (2)

وكالات – نسيم كربلاء
خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
اتخذت “الإمارات” عدة خطوات مؤثرة في دمج استراتيجية القوة الناعمة على شاكلة خطوات الدبلوماسية الثقافية في النظام القانوني الإماراتي.
ويستكمل “گلناز سعیدي”؛ عضو هيئة تدريس، ونشرها موقع المركز (الدولي لدراسات السلام) الإيراني، في الجزء الثاني من مقاله التحليلي الذي يناقش “الدبلوماسية الثقافية” و”القوة الناعمة”؛ لـ”الإمارات العربية المتحدة”.
وتأسس مجلس القوة الناعمة الإماراتي للمرة الأولى؛ عام 2017م، وكان من المقرر أن يضطلع هذا المجلس بدراسة كل القوانين والسياسيات التي تؤثر على مكانة وشهرة “الإمارات” في الخارج.
مجلس القوة الناعمة الإماراتي..
ولم تكد تمضي عدة أشهر على تأسيس المجلس، حتى تم نشر استراتيجية القوة الناعمة الإماراتية؛ في أيلول/سبتمبر من العام نفسه، بهدف رفع مستوى شهرة “الإمارات” العالمية من خلال تسّليط الضوء على الهوية، والميراث، والثقافة ومشاركتها مع العالم.
وأوضح “مجلس القوة الناعمة” الإماراتي الأهداف العالمية والإقليمية للدولة من خلال أربع أهداف؛ هي:
– إنشاء جهة واحدة للقطاعات المختلفة؛ من بينها: الاقتصاد، والعلوم الإنسانية، والسياحة، والإعلام، والعلوم.
– الارتقاء بمكانة “الإمارات” باعتبارها مدخل إلى المنطقة.
– الترويج لـ”الإمارات” باعتبارها العاصمة الإقليمية للثقافة والفن والسياحة.
– تدعيم شهرة “الإمارات”؛ باعتبارها دولة حديثة والترحيب بالجميع من حول العالم.
في والعام 2018م؛ عقدت “الإمارات” مؤتمرًا حكوميًا تحت عنوان: (The Future of Culture Retreat)، في إطار جهود التنمية الثقافية.
وافتتح الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم”؛ رئيس الوزراء حاكم إمارة “دبي”، صندوق “التنمية الثقافية الإماراتية” و”مؤشر المشاركة في الصناعات الإبداعية”، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين، وذلك للعمل على تنفيذ مشروع الخطة التنموية الشاملة للمبادرات والمشاريع الثقافية المبتكرة.
ووفر صندوق “التنمية الثقافية الإماراتي” الميزانية اللازمة لدعم الأنشطة الثقافية المقترحة في الداخل، وتحفيز المبادرات والمشاريع بهدف ترويج تنمية المنتجات الثقافية الإماراتية.
وافتتحت “وزارة الخارجية” الإماراتية والتعاون الدولي، في حزيران/يونيو من العام نفسه، “مكتب الدبلوماسية العامة والثقافية”؛ (OPCD)، للتنسّيق بين مجموعة من الجهات والمنتفعين من القطاعين العام والخاص على المسّتويين الاتحادي والمحلي، بهدف المساعدة في توضيح مكونات الثقافة الإماراتية للشركاء الدوليين.
وكانت من مهام هذا الجهاز الإشراف على تعليم الدبلوماسية الإماراتية من خلال التركيز على الدبلوماسية الثقافية.
وجرى تحفيز الفنانين، وصناع الأفلام، والكتاب للتعاون مع عدد: 183، سفارة حول العالم في إطار استعراض أفضل المهارات الإبداعية الإماراتية.
الأفلام الإماراتية..
بعيدًا عن الإطار الرسّمي للدبلوماسية العامة والثقافية، نفذت القطاعات شبه الخاصة الإماراتية عددًا من المشروعات؛ أحدها (Image Nation Abu Dhabi)، وبدأت “الإمارات” سريعًا في تطوير صناعة السينما للمساعدة في ترويج ونشر القيم والثقافة الإماراتية في الخارج.
وهي تُعد من أكبر منتجي الأفلام في منطقة الخليج، وحققت إنجازات كبيرة في غضون 10 سنوات؛ بما تمتلك من دعم مالي حكومي.
ولا تقتصر مهمة هذه الشركة؛ التي تأسست عام 2008م، على بناء أسس صناعة سينمائية محلية قوية، وإنما تطوير وإنتاج الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والبرامج الوثائقية وغيرها من المحتوى الترفيهي، بما يُلبي تطلعات المشاهدين في منطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية التي تنطلق منها رؤية “أبوظبي” الطموحة نحو اقتصاد عالمي يتمتع بإمكانات المنافسة والاسّتدامة.
وتسّتفيد (Image Nation Abu Dhabi)؛ من مزيج يجمع بين المواهب المحلية والخبرات الدولية. وتُشجع عن طريق خطة بعنوان: “ستديو الفيلم العربي” صناع السينما الشباب على تطوير الذات. وأنتجت هذه الشركة مسلسلات تليفزيونية، ووثائقية، وترفيهية للمشاهدين حول العالم، كما أنها أول شركة إماراتية تقدم العديد من أعمالها عبر منصّة البثّ العالمية (Netflix).
وتُشارك “أبوظبي”؛ منذ نيسان/إبريل 2016م، بشكلٍ دوري من خلال مؤسسة (Nahda) في الدراسة السنوية للأفلام الإماراتية بدولة “بولندا” تحت رعاية الخارجية الإماراتية عن طريق البعثة الدبلوماسية في “وارسو”.