محافظ كربلاء: العتباتُ المقدّسة تعمل بوضعٍ تكامليّ مع الدولة
أكّد محافظُ كربلاء المقدّسة المهندس نصيف جاسم الخطابي أنّه ممّا لا شكّ فيه، أنّ العتبات المقدّسة نراها تنطلق بكلّ المراحل التاريخيّة بوضعٍ تكامليّ مع الدولة، وتؤسّس وتجذّر لتكون ركناً أساسيّاً ليس فقط للحفاظ على الدولة بل لبنائها كذلك، وبناء مرتكزاتها العامّة.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في حفل اختتام فعّاليات مؤتمر حشد العتبات المقدّسة الأوّل، الذي أُقيم بعد ظهر هذا اليوم الخميس (17 ربيع الآخر 1442هـ) الموافق لـ(3 كانون الأوّل 2020م)، على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والاجتماعات في العتبة العبّاسية المقدّسة.
وأضاف: “تبرز اللّحظة التاريخيّة الأساسيّة لذلك المرجع العظيم، وبتلك الفتوى العظيمة التي أطلقها سماحته -فتوى الدفاع الكفائيّ-، لينبري المؤمنون الذين نحن اليوم نجتمع بين أيديهم، ونتذكّر تلك الأيّام حيث ترك طالبُ العلم في الحوزة العلميّة مكانه، وترك الخادمُ في العتبات مكانه، وترك الموظّفُ مكانه، وترك العامل عمله، ليقولوا: نعم.. لمرجعيّتنا الدينيّة، نعم.. لفتواها العظيمة، ليقولوا لبّيك داعي الله.. لبّيك مرجعنا العظيم.. ولبّيك وطننا العظيم.. ولبّيك أمّتنا العظيمة، وبذلك انطلقتْ الجموعُ والجحافل وهي تردّد: إنّا بُناةُ دولة وإنّنا بناةُ أمّة وإنّنا محافظون على هذا الوطن”.
مضيفاً: “حشدُ العتبات المقدّسة، بالتأكيد يتبادر إلى ذهن السامع أنّها من أولى مهامّها وأولويّات عملها هي الحفاظ على العتبات المقدّسة وأمنها، وهي محفوظة باللّه وآل بيت النبوّة نعم ذلك واحد من المهامّ الأساسيّة والرئيسيّة لها، ولكن العتبات التي تمثّل انطلاقة وصدى وصوت ورأي المرجعيّة الدينيّة العُليا، التي تنطلق دائماً نحو الأمّة وتنطلق دائماً نحو الوطن، وتنطلق دائماً نحو الحفاظ على الوطن بكلّ مقدّراته، سواءً كانت مقدّرات بشريّة أو اقتصاديّة أو وجوديّة بكلّ ذاتها”.
وتابع الخطابي: “انطلق هذا الحشد الكريم المبارك ليؤشّر لنا مواطن إضاءة حقيقيّة، فهي عندما تقدّمت باسم المرجعيّة الدينيّة العُليا وباسم العتبات المقدّسة وباسم الخيّرين المؤمنين بهذه الرؤية الرساليّة المحمّدية العلويّة الأصيلة، وحرّروا المناطق وحفظوا الأعراض والأموال وحفظوا البلاد، وأعطوا صورةً واضحة ومشرقة عن النبل الكبير وعن التضحيات العظيمة، هم لم يعطوا فقط الشهداء والدماء الزكيّة وهي غاية الكرم والجود، لكن أعطوا صورةً حقيقيّة لأولئك الأبطال الميامين الذين تواجدوا في سوح الوغى”.
وأشار بقوله: “نحن اليوم نقف بكلّ فخرٍ واعتزاز هنا، مؤيّدين ومباركين لهذا الجمع الكريم المؤمن في بناء دولةٍ وبناء أمّةٍ عظيمة خالية من الفساد، أمّة قويّة تحوّل ذلك التحدّي الكبير الذي تحدّى وجودها الى انتصارٍ وازدهار”.
واختتم: “نحن ما زلنا وقد قرّرنا أن نقف خلف مرجعيّتنا الكريمة المباركة الرشيدة، التي أعطت للعالم أجمع صورةً واضحةً وزاهية عن الإسلام الحقيقيّ، إسلام التسامح والمحبّة والعمل وقبول الآخر والتضحية، الإسلام الذي يقول للآخرين نحن عندما نأتي إليكم نأتي محرّرين مدافعين مساندين، هكذا وجدنا وتلمّسنا هذا الحشد الكريم الذي انطلق من هذه العتبات المقدّسة المباركة”.