تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
صحفي : محمد ستار
اشترك في قناة «وكالة نسيم كربلاء» على تليجرام
عرف المجتمع العراقي منذ عصور بأنه مجتمع قبلي ينتمي إليه الفرد من خلال النسب يكون إنتماء الفرد فيه إيجابي إذا كان متمسكآ هذا الانتماء الى القيم كالنخوة والغيرة والوقوف مع المظلوم، وسلبي إذا أفتقر إلى القيم، وطالما كانت العشائر العراقية تنافس الدولة في حل مشكلات الأفراد أو على مستوى المجتمع العراقي من خلال مقاومتها السلطات الحاكمه والإستعمارات التي طالت العراق على مر العصور.
حتى عام 2003 بعد إسقاط نظام صدام حسين ونتيجة الفوضى وضعف القانون في ذلك الوقت تشكلت أحزاب سياسية كثيرة… وفي السنوات الأخيرة بدأ أغلب أفراد المجتمع ينظم إلى الأحزاب السياسية سواء كانت إسلامية، علمانية،
لعدة أسباب أهمها:
١- معتقدات دينية: إن أغلب أفراد المجتمع العراقي لديه معتقدات دينية وبشكل عام يعيش فيه مجموعة من الطوائف والقوميات لذلك يكون الفرد المنتمي لهذا الحزب على ثقة وإيمان في مشروع هذا الحزب إذا كان ضمن معتقداته.
٢- المنفعة العامة والخاصة:
زادت رغبة الأفراد في الإنتماء للأحزاب للحصول على منافع ومكاسب سواء كانت عامة مشاريع وبرامج في مؤسسات الدولة أو مكاسب شخصية مثل فرصة عمل أو الواسطة للحصول على رغبات الشخص والتفضل على أفراد المجتمع بأسم هذا الحزب.
٣- مبادئ وقيم الأحزاب السياسية: في بعض الاحيان يكون إنتماء الفرد حسب مبادئه وما يناسب أفكاره فلكل حزب مبادئ وقيم تختلف من حزب إلى آخر.
لتلك الأسباب أخذ التحزب موقع الإنتماء العشائري وأثر على صلة الرحم والقربة من خلال المنافسة السياسية بينهم، وقد وصل الإختلاف إلى مشاكل وإنقطاع العلاقات بسبب ان هذا الفرد يناصر حزبا والآخر يناصرحزب ثانٍ. كذلك ما لفت إنتباهي في الإنتخابات الأخيرة أن شيخ عشيرة رشح نفسه في دائرة تتمركز فيها أفراد هذه العشيرة إلا أنه لم يحصل إلا على أصوات قليلة جدآ لان أفراد عشيرته أنتخبوا أحزابا وكتلا أخرى
وهذا دليل ان التحزب أزاح الإنتماء العشائري، ناهيك عن التفاخر فبعد ما كان للقبيلة أصبح للحزب وهذا ما يجعل العملية السياسية والديمقراطية في تلكؤ جديد لأن وعي المجتمع في هذه الحالة يكون متراجعا، ما يعكس ذلك على إنتشار الديمقراطية وثقافة الحريات وحقوق الإنسان التي هي المحرك الأساسي للتنمية والإزدهار.