“الدبلوماسية الإيرانية” تكشف .. تحديات ومشكلات تواجه “السوداني” !
خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
نجحت حكومة “محمد شيّاع السوداني”؛ رئيس الوزراء العراقي، حتى الآن في عملها. ويبدو أن التفاهم بين الأحزاب السياسية، ودعم الفصائل السياسية الشيعية للحكومة، كان سببًا في نجاح “السوداني”؛ حتى الآن، في تجاوز الصعوبات، وإحياء آمال العراقيين في تحسّن الأوضاع؛ بحسب تقرير “علي موسوي خلخالي”، المنشور بصحيفة (الدبلوماسية الإيرانية).
هذا الأمل الذي تغير نتيجة مرور عام بين الانتخابات البرلمانية في تشرين أول/أكتوبر 2021م؛ وحتى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. مع هذا يعلم رئيس الوزراء العراقي؛ أكثر من أي طرف آخر، طبيعة التحديات التي يواجه، والتي قد تُسبب مشاكل حقيقية للحكومة.
إصلاح التشكيل الوزاري..
إصلاح الحكومة من التحديات التي يسّعى “السوداني” إلى تجاوزها؛ لإضفاء المزيد من التناغم. وقد قيل في وقتٍ سابق إن رئيس الوزراء العراقي يعتزم تغييّر عشرة وزراء على الأقل، إلا أن اعتراض التيار الرئيس في (الإطار التنسّيقي)، مثل: “نوري المالكي”؛ الذي يُسّيطر تحالفه على أغلب مقاعد البرلمان حاليًا، كان سببًا رئيسًا في تأخر إصلاح الحكومة.
مع هذا؛ يعتقد “السوداني” أن حكومته بحاجة للإصلاح، بحيث تكون أكثر فاعلية ونشاطًا. والواقع أن لديه الآن؛ بعد مرور 08 أشهر على عمل الحكومة، تقييّم واضح عن أداء الحكومة، وهو يشعر أن إصلاح التشكيل الحكومي قد يُسّاعد في تنشيط الحكومة.
ومن غير الواضح طبيعة التغييّرات التي يُريد إجراءها، لكن تُشير مصادر غير رسمّية فضلًا عن تقارير وسائل الإعلام العراقية؛ أنه يتطلع إلى تغيّير وزراء: “النفط والاقتصاد والنقل والاتصالات”.
يُذكر أن “السوداني”؛ كان قد قرر؛ (بعد أشهر من بداية عمل الحكومة)، استبدال رئيس “البنك المركزي” بآخر مقرب من؛ “المالكي”، فقد كان من الوجوه الاقتصادية في الحكومات السابقة.
وحاليًا تقول بعض المصادر أن رئيس الوزراء يعتزم في إطار التنسّيق بين الأجهزة الحكومية في المجال الاقتصادي، استبدال وزير المالية بشخصية متوافقة فكريًا مع رئيس “البنك المركزي”، مع احتمال تغييّر وزراء: “الصناعة، والتجارة، والخطة والموازنة”.
علمًا أن تغيّير الحكومة ليس بالعمل السّهل، انطلاقًا من ارتباط الوزراء في العام بالتيارات والأحزاب السياسية، ولا يستطيع رئيس الوزراء القيام بهذه الخطوة دون استشارة وموافقة هذه الأحزاب.
على سبيل المثال يلعب؛ “فؤاد حسين”، وزير الخارجية؛ (المعروف بعلاقته مع مسعود البارزاني؛ رئيس الحزب “الديمقراطي الكُردستاني”)، دورًا مؤثرًا في توفيق أوضاع الحكومة.
الحكومة السابقة..
“مصطفى الكاظمي”؛ منافس حقيقي لـ”السوداني”، ولم يتقبل حتى الآن فكرة غيابه عن السلطة. وقد اتضح للجميع أن رئيس الوزراء العراقي السابق كان قد تحالف مع؛ “برهم صالح”، رئيس الجمهورية السابق، و”مقتدى الصدر”؛ زعيم (تيار الصدر)، و”محمد الحلبوسي”؛ رئيس البرلمان، للاستمرار في منصب رئيس الوزراء، ولم يتصور أن تنتهي المعادلة في النهاية برحيله و”صالح” عن السلطة.
وبشكلٍ عام كان “الكاظمي” يتعامل على نحو وكأن حكومته سوف تستمر مدة أربع سنوات على الأقل. وفي آتون الأزمات السياسية الداخلية، كان يحرص على الاستمرار في دوره الإقليمي من قناعة أنه سيستمر كرئيس للوزراء.
وبعد فوضى أنصار “الصدر”؛ في “المنطقة الخضراء”، والهجوم على المؤسسات القضائية والبرلمانية، توقع أن يستطيع بالفوضى فرض إرادته وتغيّير المعادلات، في حين يواجه اتهامات بالتماهي مع تيار “الصدر” وتهيئة الأوضاع للفوضى.
وحاليًا تشتعل منافسة غير معلنة بين “السوداني” و”الكاظمي”، وليس ببعيد عن هذه المنافسة رئيس الجمهورية السابق، بل يمكن القول: إنه متورط في هذه المنافسة إلى حدٍ كبير.
وقد برزت هذه الخلافات بزيارة “الكاظمي”؛ إلى “طهران”، وقال “السوداني” إن “بغداد” لم تُنسّق للزيارة. وقال رئيس الوزراء العراقي السابق إن هدفه من الزيارة كان الوسّاطة بين “طهران” و”السعودية”، في المقابل أكد رئيس الوزراء العراقي الحالي أنه هو ما يقوم بالوسّاطة، وأنه لا دور مطلقًا لـ”الكاظمي”.
بل عّزا بعض الخبراء تغييّر الوسّاطة بين “إيران” و”السعودية”؛ من “العراق” إلى “بكين”، بسبب الخلافات العراقية الداخلية؛ حيث اختار طرفي النزاع دولة أخرى لحل الخلافات.
وحاليًا يشكو “الكاظمي” من تضامن “السوداني” مع بعض فصائل (الحشد الشعبي)؛ التي تدخل في عداء معه لإبعاده عن “العراق”. في حين يرى كثير من الخبراء العراقيين أن مثلث: (صالح-الكاظمي-الصدر)؛ مازال نشطًا ويُخطط للعودة إلى السلطة حتى لو تطلب الأمر الصبر حتى موعد الانتخابات المقبلة.
مصدر الخبر : كتابات