وسط 258 مليون امرأة حول العالم .. “الأمم المتحدة” تكشف معاناة أرامل العراق !

أعلنت “الأمم المتحدة” أن هناك: 258 مليون امرأة أرملة في العالم، يُعانين من تحديات كبيرة، لكنهن في “العراق” يواجهن مصاعب أكثر حدة بسبب عقود من النزاعات والحروب، مشيرة إلى أن مساعدتهن تتطلب القيام بإصلاحات اجتماعية واقتصادية وإلغاء القوانين التميّيزية بحقهن، إلى جانب تعّزيز فرص حصلوهن على التعليم والتدريب والأجور المتسّاوية مع الذكور.
ولفت التقرير الأممي؛ إلى أنه بالرغم من وجود أكثر من: 258 مليون أرملة في جميع أنحاء العالم، إلا أنه جرى تجاهلهن في مجتمعاتهن وعدم تقديم الدعم لهن.
العُزلة والعنف والفقر..
وأضاف أن الترمل غالبًا ما يُجبر النساء على الخروج من الهياكل الأسرية والاجتماعية، ويُصبّحن أكثر عرضة للعزلة والعنف والفقر.
وتابع التقرير أن الإحصائيات أظهرت أنه فيما بين عامي: 2009 و2013، هناك واحدة من كل: 10 أرامل تعيش في حالة فقر مُدقع.
إلى ذلك؛ تناول تقرير “الأمم المتحدة” قصة: “سكنة محمود”؛ (32 عامًا)، التي أمضت طفولتها المبكرة في قرية “حسنية”؛ الواقعة بالقرب من مدينة “الموصل”، وعمدت عائلتها عندما كان عمرها (13 سنة) فقط، إلى ترتيب زواجها المبكر من رجل يكبرها بتسع سنوات، ما أنهى مسّيرتها التعليمية.
وذكر التقرير أنه بالنسّبة للعديد من النساء والفتيات في “العراق”، فقد تسّببت عقود من الحرب إلى فقر وتعطيل التعليم وزواج الأطفال، مضيفًا أنه بالإضافة إلى عدد القتلى الضخم، فقد خلقت الحرب عددًا لا يُحصى من النساء الأرامل، بمن فيهن: “سكنة محمود”.
الهروب إلى مخيمات اللجوء..
وتابع التقرير أن النساء مثل “سكنة محمود”، أصبحن أكثر ضعفًا بسبب الصراع المستمر، مشيرًا إلى أنه عندما اندلع صراع عشائري في منطقتها؛ في العام 2017، أصبحت “سكنة محمود” محرومة من الأمن والموارد؛ وليس لديها دخل أو وظيفة أو مؤهلات.
وأشار إلى إنها لجأت إلى “مخيم خازر” سّعيًا وراء الأمان، وما تزال تعيش مع والدتها وأختها وأطفالها الخمسة.
وأضاف التقرير أن “سكنة محمود”؛ التي لا زوج لديها، شعرت بالوحدة وبأنها بعيدة عن مجتمعها.
ونقل التقرير عنها قولها إنها: “واجهت صعوبات في التعامل مع الأشخاص من حولها؛ ولم تكن تعلم شيئًا عن كيفية التعامل مع المشكلات”.
وتابعت: “كان هناك عار في العيش في المخيم؛ مما تسبب في ضغط نفسي، وجعلني أشعر بالتوتر والإحباط وسرعة الانفعال”.
مساعدة النساء المسّتضعفات..
وذكر التقرير أن “هيئة الأمم المتحدة للمرأة” تعاونت مع منظمة (جيندا) لتقديم دورات التمكين التي تستهدف النساء المسّتضعفات، وذلك تلبية للاحتياجات الاجتماعية العاجلة للنساء والفتيات في “مخيم خازر”، وتطوير ثقة النساء والفتيات بأنفسهن والهامهن لتحدي الأعراف الأبوية التي جعلتهن يشعرن بالقيود في الحياة.
وبحسّب “سكنة محمود”؛ فقد تعرّفت من خلال البرنامج على: “كيفية التعامل مع الناس؛ ومنحني فرصة لعب الأدوار في التعامل مع الأشخاص الصعبين، مما عزز ثقتي”.
وأشارت إلى أن الدورات ساعدتها في التغلب على خجلها والاندماج بشكلٍ أفضل في مجتمع المخيم، وإنهاء العزلة التي كانت تتحملها.
أما “روجان خالد إبراهيم”؛ (24 عامًا)، فإنها تُشير إلى أن الدورات بمثابة طريق نحو التطور الشخصي، و”روجان”، بصفتها ابنة أرملة، كانت تدعم والدتها وأشقائها منذ وفاة والدها، والتحقت بالدورة على أمل أن تتعلم المزيد من الاستقلالية ولتكون قدوة لمجتمعها.
ونقل التقرير عن “روجان” قولها: “لقد رأيت هذا البرنامج كفرصة لتحسّين نفسي وللناس ليروا قيمتي الحقيقية. سيقول ليّ الناس أنني ضعيفة لأنني نشأت بدون أب وأردت إثبات خطأهم”، مضيفة أن: “النشأة بدون أب أمر صعب فعلاً في مجتمعنا، وأردت أن أظهر للعالم أن المرأة قوية”.
الحكومات وصنّاع القرار..
إلى ذلك؛ طرّق التقرير إلى تطبيق عدة إجراءات من جانب الحكومات وصناع السياسات بهدف حماية وتعزيز حقوق الأرامل، من بينها اعتماد إصلاحات اجتماعية واقتصادية لتحسّين وصول الأرامل إلى الميراث والأرض والرواتب وغيرها من أشكال الحماية الاجتماعية.
كما دعا التقرير إلى وضع حد للقوانين التميّيزية والأنظمة الأبوية التي لطالما حرمت المرأة منها، مضيفًا أنه لا يمكن للمرأة أن ترث بشكلٍ متسّاو مع الرجل في: 36 دولة، كما أنه لا يمكنها أن تكون ربة أسرة في: 31 دولة.
وبالإضافة إلى ذلك، لا يمكنها الحصول على وظيفة أو ممارسة مهن معينة في: 17 دولة.
ولهذا، طالب التقرير بإلغاء هذه القوانين التميّيزية التي تتسّبب بحرمان الأرامل من الممتلكات والمأوى والدخل والمزايا الاجتماعية والفرص.
وحثّ التقرير على تعزيز قدرة الأرامل على إعالة أنفسهن وأسرهن والعيش بكرامة من خلال ضمان حصولهن على فرص التعليم والتدريب والعمل الملائم والأجور المتسّاوية، ووقف الوصمات الاجتماعية التي تسّتبعد أو تّميّز أو تؤدي إلى ممارسات ضارة وعنيفة ضد الأرامل.
المصدر : وكالات – كتابات