صورة الصحن الشريف لمرقد العباس عليه السلام في عام 1905 م ، تهدىٰ من المعهد الالماني في برلين الى متحف الكفيل

التعاون المستمر بين متحف الكفيل للنفائس و المخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة والمؤسسات الآثارية
اذ صرح رئيس قسم متحف الكفيل الاستاذ صادق الزيدي عن الصورة الفوتوغرافية التي قدمتها الدكتورة مارغريت فان أس قائلاً من ضمن التعاون مع معهد الاثار الالماني الذي اهدى صورة الفوتوغراف التي التقطها الدكتور ارنولد نولدكه في عام 1905 م والمحفوظة في أرشيف المعهد الألماني للآثار في برلين ، لتعرض لأول مرة و بالتحديد في قاعة عرض نفائس و موجودات متحف الكفيل في داخل العتبة العباسية ) .
و يظهر في الصورة جزء من صحن مرقد العباس عليه السلام و منارته المزينة بالقاشان و جزء من الطارمة التي تكون في مقدمة طريق الدخول الى الضريح الشريف والمزينة بالقناديل المعلقة عليها للإنارة و نخلة مزروعة في الصحن المقدس و يظهر في خلفهما مجموعة من زائري وخدمة المرقد الشريف و هم يرتدون ( الكشيدة ) أو ( العمامة ) وبشكل واضح يظهر الزي العربي كطراز واضح على الناس .
وذكر نولدكه في كتابه ” حرم الحسين في كربلاء ” والذي وثق فيه رحلته الى كربلاء بشكل مفصل إذ تناول فيه حياة الناس في هذه المدينة و التخطيط العمراني لها بشكل عام و لمرقد ابي عبد الله و أخيه قمر بني هاشم عليهما السلام قائلاً بعد ترجمة بعض النصوص من اللغة الألمانية الى العربية : ( في الأماكن المقدسة في كربلاء يمكنك المشي بطريق يجعلك تدور حول المبنى الرئيسي للعباس ” المرقد ” ، شكل الباحة مربع ، تبرز قاعدة المرقد بإرتفاع يبلغ مقداره حوالي ” 80 سم ” ) .
و يستمر في سرده عن مدينة كربلاء : ( تقع كربلاء على حافة الصحراء العربية ، تحيط بها حدائق النخيل على شكل نصف دائرة و التي تظهر بفضل قناة من المياه تسمى بـ ” الحسينية ” ، و عند اقترابنا من المدينة المقدسة من الخارج رأينا من مسافة بعيدة الوهج الخفيف الذي ترسله القباب الذهبية للمراقد نتيجة إنعكاس أشعة الشمس عليها ، وحشود الزوار المحيطين بالمراقد مما يضفي سحراً حقيقياً على منظر المدينة ) .
و يصف قبة مرقد العباس عليه السلام بأنها مغطاة بقشور من الزخارف الجميلة ، مروراً بالمخيم الحسيني وهو يصف جماله بـ ( سروب من الجمال ) .
ولد نولدكه في عام 1865 م و توفي عام 1945 م ، حصل على شهادة الدكتوراه في الحقوق و كان يعمل قاضياً آنذاك ، و زار العراق في اوائل القرن التاسع عشر الميلادي ووثق رحلته بكتاب يحتوي على وصف كامل للمدينة عززه بصور و مخططات منه
لتكون هذه الصورة التأريخية و النادرة تعرض لأول مرة الى جانب اللوحات الفوتوغرافية التي تصف تأريخ مدينة سيد الشهداء صلوات الله عليه في فاترينا الصور بمتحف الكفيل .
علي الحسيني
شعبة الإعلام المتحفي