بعد ان كُسرت هالتهم الاعلامية.. حرب الاشاعة تستهدف أمن العتبات المقدسة
في خضم الحرب على الارهاب، كان للعتبات المقدسة الدور الأبرز بالحرب على من كان يحاول أن يقضي على الارض والزرع والبشر في العراق، حيث كانت (داعش) تستهدف الحياة في بلاد ما بين النهرين، بلاد المقدسات والتاريخ، حتى جاءت الضربة القاضية بالفتوى التاريخية للمرجعية الدينية العليا (فتوى الدفاع الكفائي)، ومن العتبة الحسينية بدأت حرب التطهير، ومع مرور الزمن ظلت قوى الشر تحاول أن تستهدف العتبات المقدسة التي كسرت هالتهم الاعلامية، لتتحول الحرب الى (حرب أشاعة)، كان أخرها ما اثير عبر مواقع التواصل الأجتماعي بشأن أحتجاج مجموعة من متظاهري مدينة الناصرية بعد تفتيش هواتفهم ووجود صور لهم بساحة الحبوبي مع المتظاهرين، وكأن المواطن العراقي لا يقرأ ولا يعرف أن العتبات هي صمام الأمان للتظاهرات في العراق، من خلال توجيهات المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني على لسان أئمة صلاة الجمعة، بالأضافة إلى الدعم اللوجستي من أكل وشرب ومشاركة منتسبي العتبات في ساحات التظاهر سواء بكربلاء أو العاصمة بغداد، ومن هذا المنطلق أجرى الموقع الرسمي استطلاعا للوقوف على حقيقة تلك الأشاعات.
البداية كانت من الناصرية، وقال محمد يونس، أحد متظاهري ساحة الحبوبي، إن “الحديث كثير والخفايا أكثر لكن باتت الاشاعة اليوم تحرك الكثير ودون تقصي أو بحث”.
وأضاف أن “هناك من يتحدث بوجود متظاهرين من مدينتنا تم اعتقالهم في كربلاء من قبل حماية العتبات، وهذا مجرد كلام فالاشخاص لا نعرفهم وايضا أنه قبل يومين كنت في الزيارة، لم أشاهد احدا فتش هاتف زائر فكيف تمشي وراء هكذا اشاعة”.
وكانت مواقع تواصل اجتماعي غير معروفة المصدر نشرت خبرا مفاده أن (طلاب جامعة توجهوا الى زيارة ابا عبد الله (عليه السلام) تم اعتقالهم يوم الخميس الماضي من قبل العتبة بين الحرمين، وتم تفتيش اجهزتهم النقالة ووجدوا صورهم بالمظاهرات السلمية في ذي قار).
وقال عمار محسن، زائر التقاه الموقع الرسمي في منطقة بين الحرمين، وهو أيضا من اهل مدينة الناصرية، إن “الزيارة متعة للنفس، ومنطقة مابين الحرمين بها راحة نفسية، وأعدت أن ازور أسبوعيا، لكن لم أشاهد ولا مرة أحدا قال لي اعطيني هاتفك لافتشه، ما هذه الترهات، وما هذه الاخبار الزائفة، عيب على كل من يصدقها”.
وتابع أن “من يشارك أو ينقل هكذا أخبار شريك لداعش وغيرهم ممن يحاولون الاساءة للعتبات، فلديهم ثأر منها، سواء كانوا بعثية أو داعش أو حتى من الجماعات المنحرفة، فنقولها عتباتنا خط فوق الاحمر وعيب كل العيب على من يصدق هكذا اشاعات، فحرب الاشاعة اشد علينا من أي حرب أخرى”.
وكانت الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، قد نفت وجود اي انتشار امني حول العتبات المقدسة في كربلاء، كما نفت اي تعرض على المراقد المطهرة من قبل مجاميع من المتظاهرين، داعية وسائل الاعلام المختلفة الى توخي الدقة والتمييز بين الخبر الصحيح والمفبرك.
وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام الالكترونية اخبارا غير صحيحة عن وجود انتشار امني في كربلاء بعد دعوات لاقتحام العتبتين المقدستين من قبل مجاميع كبيرة من المتظاهرين.
وقال الخبير في الإعلام الرقمي، الصحافي فلاح الغزي، إن “الحرب الالكترونية على العتبات كبيرة جدا، وخاصة الأخبار المفبركة، لذا يجب صدها وهذا من واجبات وسائل الإعلام الرصينة، فقمنا بالبحث والتحري ولم نجد انتشارا امنيا ملحوظا، وأنما الاجراءات الاعتيادية المتبعة”.
وأضاف أن “الهدف واضح من هكذا اخبار، والمصادر معروفة حيث أن العتبات هي الصمام للأمن وتمثل المرجعية العليا التي قصمت ظهر الأرهاب، وهؤلاء يريدون الثأر، ولن يستطيعوا لأن المواطن عرف غايتهم”.