الاتجاهات الدينية في مناحي الحياة (هل المطلوب في الدين الإيمان الواعي؟)
ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها – من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
هل المطلوب في الدين هو الإيمان الواعي أو يكفي الإيمان الناشئ عن التقليد والتلقين؟ – وإذا كان المطلوب هو الإيمان الواعي، فلماذا تتضمن التعاليم الدينية استعمال الأدوات التلقينية في تبليغه وتوجيه الناس ولاسيما الناشئين إليه؟ فهلا ثقف الناس على أن يتأملوا الموضوع من ذوات أنفسهم، حتى يقرروا ما يصلون إليه عن بصيرة واطلاع.
فالجواب عنه: أنه لا شك أن المطلوب في الدين هو الإيمان الواعي؛ ومن ثم نلاحظ أن النص الديني – من خلال القرآن الكريم – يعرض الحقائق والتعاليم الدينية بلغة مبسطة وميسرة، ويكرر بيانها بوجوه مختلفة، لترشيد عامة الناس وتحفيز إدراكهم..
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 136.