السيد السيستاني: تأخير الزواج يؤدي إلى ’العناء’.. هذا هو الخيار الملائم للنفس
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة <وكالة نسيم كربلاء الخبرية >
حذر سماحة آية الله السيد محمد باقر السيستاني، دامت بركاته، من تأخير الزواج وما يرافقه من “عناء و شقاء”.
وأكد في مقال حصل عليه «وكالة نسيم كربلاء الخبرية » على أن الزواج هو الخيار الملائم للنفس الإنسانية.
وفيما يلي نص المقال:
كتب آية الله السيد محمد باقر السيستاني: أهمية الزواج
إن الزواج حاجة فطرية للإنسان وفق سنن خلقه، فقد فطر الإنسان من الناحية الجسدية والغريزية والنفسية على أن يتكامل مع الجنس الآخر ليكوّنا معاً أسرة واحدة يعيشان معاً هذه الحياة ويكون أحدهما صاحباً للآخر وعوناً له وستراً. وتلك حاجة لا يشذ عنها أي إنسان سوي بحسب تكوينه البدني واقتضاءاته العاطفية والاجتماعية.
فالإنسان يحتاج بعد البلوغ الجسمي تدريجاً إلى ما يفي بحاجته الغريزية المتجددة، كما أنه يحتاج بعد استقلال شخصيته عن والديه وإخوته وسائر ذويه إلى أن تكون له حياته الخاصة مع آخر من الجنس الثاني ليكوّنا لأنفسهما حياة مستقلة وفق ذوقهما يكونان هما محورها ومدارها وصاحبَي التصميم والمسؤولية فيها، وتتيح لهما هذه الحياة أن يسترسلا بعضهما مع بعض في اقتضاءات فطرية إنسانية خاصة يلتزمان فيها حدوداً مرعية مع الآخرين.
وتأخير الزواج عن موعده أو الامتناع منه نوع من الكبت النفسي لمقتضيات الفطرة وسنن تكوين الإنسان، وأي كبت نفسي لداعٍ فطري لن يوجب استئصال هذا الداعي طبعاً، بل يؤدي مضافاً إلى العناء والشقاء إلى خروج هذا الداعي عن اتجاهه الذي وجّه إليه في الفطرة والاندفاع إلى سلوكيات شاذة ومنحرفة وخاطئة، وتمظهرات غريبة ووضيعة وغير لائقة جداً كما تدل عليه تجارب الحياة وتؤكدها الدراسات النفسية.
فالزواج هو الخيار الملائم للنفس الإنسانية والذي يستجيب فيه الإنسان لرغباته الطبيعية استجابةً مناسبة ويستثمر هذه الرغبات والطاقات المنبعثة منها في بناء أسرة متكاملة يسعى ركناها وهما الرجل والمرأة إلى توزيع حاجات الحياة عليهما ويكون أحدهما عوناً للآخر، ويهتمان بما فُطرا عليه من الامتداد والبقاء من خلال ذرية يسعيان إلى تكوينها وسعادتها وصلاحها.
إذاً من وظيفة كل فتى أو فتاة في هذه الحياة – بعد بلوغ مرحلة المراهقة – أن يفكر في تكوين حياة زوجية ملائمة تستجيب لحاجاته الفطرية في اتزان واستقامة وسكون ووقار، ويهتم باختيار شريك مناسب، ويكافح في سبيل إنجاح هذه الحياة وإزاحة معكراتها من أنواع الأولويات الخاطئة الناشئة عن المقارنات والمنافسات والنزعات المادية والبعد عن واقع الإمكانات المتاحة والبدائل المتوقعة والعواقب المحتملة.
إن الإنسان المؤمن ليجد في الدين دليلاً مقنعاً وباعثاً على الاستنارة والرشد والتبصر في هذا الاتجاه ومحفزاً له على اختيار الزواج كطريقة تضمن له السعادة في هذه الحياة، بل وفيما بعدها لما يقيه عنه الزواج من الأفعال الخاطئة أو التعقيدات النفسية التي توجب محاذير من نوع آخر مثل سوء الأخلاق وسوء الظن ومحادّة الآخرين وغيرها.
فالزواج في المنظور الشرعي هو عمل مستحب ندب إليه الدين ووعد بالمثوبة عليه، وجرى عليه النبي (ص) وأهل بيته (ع) مع عزوفهم عن كثير من متع الحياة، وقد ورد في الحديث الشريف: ((من تزوج أحرز نصف دينه)).
وإنّ خلق الله سبحانه الزوجين الذكر والأنثى لينسجما ويعيشا في تكامل في مختلف نواحي حياتهما لآية رائعة ومذهلة من آيات الله سبحانه لو تأملها الإنسان حق تأمله، كما قال سبحانه: [وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ].
للحصول على آخر التحديثات اشترك في قناتنا على تليجرام: https://t.me/Karbala12m