الاخبار

وطنٌ برائحة  ” الشُهداء ” فكيف لا يغارُ منه الياسمين

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

 ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العلي العظيم
عظم الله لكم الاجر سيدي بقية الله باستشهاد خادماً مخلصاً لزوار جدك الحسين (عليه السلام) أبناء عشيرة البو حويد يزفون شهيداً سارا على خطاكم وعلى نهجكم وقيمكم ‏انه الشهيد البطل مرتضى عباس حسن الحويمدي المجاهد عن العراق والمقدسات اجتمع المؤمنون من أهالي كربلاء المقدسة وزوار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وكوكبة من منتسبي العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وشخصيات دينية ليشيعوا الشهيد مرتضى عباس حسن الذي استشهد مع كوكبة من مقاتلي الجيش العراقي السرية الاولى الفوج الاول اللواء الثاني الفرقة الاولى في محافظة ديالى أثناء عمليات اشتباك مع عناصر (داعش) الإرهابية يوم 21/1/2022. استشهد مرتضى في ميدان العز والكرامة وهو يؤدي واجبه بكل همة وإخلاص لتطهير أرض الوطن من بقايا الفلول المتسللة من عصابة داعش التكفيرية حيث عبر أشقاء وأقارب الشهيد عن فخرهم واعتزاهم باستشهاد أحد ابنائهم المشهود له بالشجاعة والإقدام خلال فترة مسيرته العسكرية ومشاركاته المتعددة في أداء واجبه الوطني.
في هذه اللحظات القاسية يتحدث اخ الشهيد مخاطبا الأمام السيستاني بالثبات على خطاه ويقول: “لا تأخذنا العاطفة ولكن قسما بالله لو نستشهد مليون مرة فداء لتراب السيد السيستاني لن نترك الفتوى لو نستشهد كلنا” كلمات توزن بالذهب، فهم استلهموا الثبات والصبر من الحسين عليه السلام وثورته المباركة.
وهنا يتحدث لنا الاخ الاكبر للشهيد الحويمدي عن وصيتة قائلاً “خلي سيد مكي الصافي يكول للسيد علي السيستاني الله يحفظه يكله هاي هيه لو مقصر بعدني وخلي يبر يلي الذمة” تلك آخر وصية اوصى بها الشهيد مرتضى عباس حسن مهدي نائب الضابط في الجيش العراقي عبر اتصال هاتفي مع اخيه قبل دقائق معدودة من استشهاده بعدما حاصر الارهــابيون مقر سريتهم في ناحية العظيم بمحافظة ديالى من كل الجوانب وقاتـلوا لآخر طلقة ونفس.
كما أكد ضرغام عباس شقيق الشهيد أن من حق الوطن علينا جميعا أن نبادر لحمايته بأنفسنا وأموالنا وكل ما نملك وسنقف جميعا ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره، مبينا أن للشهيد مرتضى عباس اثنين من الأبناء هما سيف وعلي.
كما عبر أقارب الشهيد عن استعداهم التام للتضحية في سبيل أن يبقى الوطن حرا شامخا، مؤكدين أن خدمة الوطن شرف والموت في ميدان البطولة حياة وأن استشهاد خادم زوار الامام الحسين علية السلام مرتضى عباس مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء عشيرة البو حويمد “اننا نؤمن بيقين راسخ وإيمان قاطع بأن الشهداءُ أجلُّ وأسمى من التأبين، الا ان اقامة محافل التكريم والثناء للشهداء واستذكار مواقفهم وبطولاتهم، وتخليد مأثرهم وتضحياتهم، يجب ان يكون حافزا للسعي الحثيث لتحقيق أهدافهم والسير على خطاهم المباركة استذكار لدماء شهدائنا الاوفياء الذين روت دمائهم الطاهرة ارض العراق وحفظت المقدسات، وتكريما لشهدائنا واستذكارا لؤلائك الذين ضحوا بأنفسهم وجادوا بها من اجل تربة هذا الوطن ولبوا نداء المرجعية الدينية العليا للدفاع عن العراق ومقدساته وتسابقوا لنيل الشهادة.
كثيراً ما حاول الإعلام المضاد أن يرسم صورة نمطية سيئة عن المعركة المقدسة التي يخوضها أبطالنا في القوات الامنية و الحشد الشعبي المبارك ضدّ عصابات داعش الإرهابية، إلا أن هنالك وجهاً آخر لما يحدث، فالإنسانية ومحبة العراقي لأخيهِ تسبق كل شيء ولان الشهداء عبدوا طريق الحرية بدمائهم الزاكية، وأناروا درب العز والكرامة لكل الاحرار السائرين على دربهم بمشاعل البطولة والفداء، فإن استذكار تضحياتهم واحياء مواقفهم من خلال تخصيص يوم للاحتفاء بالشهيد والشهداء عموما ، او احياء ذكرى ايام رحيل قرابين الشهادة، هو أبسط أنواع عدم النكران ورد المعروف والشكر لتضحياتهم العظيمة وجودهم بالنفس، وهو أقصى غاية الجود والكرم والعطاء الانساني النبيل، وهو كذلك نوع من البعث والاحياء للمبادئ والاهداف السامية التي ضحوا من اجلها.
بدماء الشهداء نصنع مجد الأمم وكرامتها، ويُحلق بالأوطان إلى أعلى المراتب، فمن يُقدم دمه فداءً، يُخيف الأعداء حتى وإن رحلت روحه إلى الرفيق الأعلى، لأنه يؤدي لأعدائه رسالةً واضحةً بأن الشهيد سيتلوه شهيد، وأن الخير باقٍ ما دامت النفوس تأبى الذل والمهانة وتبحث عن عزتها وتضحي بدماء أبنائها التي احترقت كي تنير الطريق أمامنا هؤلاء هم أكرم بني البشر لانهم أجادوا بأغلى ما يملكه الإنسان ألا وهو النفس، والجود بالنفس أقصى غاية الجود.

 

بقلم : محمد عبد السلام

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
بحضور شخصيات أكاديمية وسياسية المعهد التقني النجف يشهد افتتاح النادي الطلابي مجلس المحافظة يصوت على اختيار المحافظ ونائبيه بلدية العمارة جهد مستمر في اعمال الصيانة والأكساء لشوارع مناطق المحافظة الزهيري يطلق نظام إدارة ومتابعة خطة البحث العلمي في جامعة الفرات الأوسط التقنية السيد الصافي: وجود السيّد السيستاني في العراق يمدّ المواطنين بالطمأنينة وكلامُه بلسم للجراح المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظلّه) يعزي بوفاة العلامة الشيخ محسن علي النجفي (رحمه الله تعالى) خلال لقائه “اللامي” .. “السوداني” يؤكد حفظ حق الصحافيين في الوصول إلى المعلومة ! رئيس الوزراء يحذر من الردّ المباشر على استهداف السفارة الأمريكية من دون موافقة الحكومة محمود المشهداني يزور نقابة الصحفيين العراقيين ويشيد بالدور الفاعل للنقابة والأداء المهني والإداري في... الشيخ الكربلائي يتشرف باستقبال نجل المرجع الديني الاعلى سماحة السيد محمد رضا السيستاني في منزله