اوباما يتحدث عن تأثير نتنياهو على السياسة الامريكية واستعداده لفعل “أي شيئ للبقاء في السلطة” في كتاب جديد
يستعرض الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض، في المجلد الأول من مذكراته “أرض الميعاد” الذي خرج إلى الأسواق عام ٢٠٢١ ، حيث يورد الرئيس السابق تفاصيل علاقته المضطربة مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عام 2009، ويصف أوباما نتنياهو بأنه “ذكي ومجنون وصعب وموهوب في التواصل” وقد يكون “ساحرا أو على الأقل ينوي ذلك” متى استفاد منه، كما تحدث اوباما في الكتاب عن مدى نفوذ نتنياهو في السياسة الداخلية الأميركية ويصفه انه مستعد لفعل “أي شيء تقريبا من شأنه أن يبقيه في السلطة”.
ويشير أوباما إلى محادثة في صالة مطار شيكاغو في عام 2005، بعد فترة وجيزة من انتخاب أوباما لمجلس الشيوخ، حيث “امتدحه” نتنياهو “لمشروع قانون مؤيد لإسرائيل” بدعم من السناتور الجديد أثناء خدمته في الهيئة التشريعية لولاية إلينوي ولكن عندما يتعلق الأمر بالخلافات السياسية، أشار أوباما الى ان نتنياهو نجح في استخدام معرفته بالسياسة الأميركية ووسائل الإعلام لمحاربة قرارات اتخذها اوباما خلال رئاسته.
وكتب أوباما أن “رؤية نتنياهو لنفسه باعتباره الحامي الرئيسي للشعب اليهودي ضد الكارثة سمحت له بتبرير أي شيء تقريبا من شأنه أن يبقيه في السلطة”.
كتب أوباما في كتابه أن رئيس طاقمه، رام إيمانويل ، حذره في عام 2009 من أنه لن يكون هناك تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين طالما أن “الرئيس الأمريكي ورئيس الحكومة الإسرائيلي ينتميان إلى خلفيات سياسية مختلفة”. وكتب أوباما أنه بدأ يفهم ما كان يقصده إيمانويل عندما مكث مع نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وعند الرجوع إلى الوراء، يوضح أوباما بالتفصيل، أنه يتساءل عما إذا كانت الأمور ستسير بشكل مختلف إذا كان هناك رئيس آخر في البيت الأبيض ، إذا كان شخص آخر قد مثل إسرائيل وإذا كان عباس أصغر سنًا.
في الكتاب، يدافع الرئيس السابق عن سياسته تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والتي بموجبها يجب مطالبة إسرائيل بتجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية كخطوة أولى نحو التفاوض على اتفاق سلام. وأوضح أوباما أن إسرائيل هي الجانب القوي، وبالتالي يجب أن تكون أكثر مرونة في بداية المحادثات – وهو الموقف الذي أثار رد فعل “سلبي للغاية” من جانب نتنياهو. وكتب الرئيس السابق أن رئيس الحكومة طلب المساعدة على الفور من القادة والمشرعين الموالين لإسرائيل في الكونغريس الامريكي، الذين “قصفوا البيت الأبيض عبر الهواتف وسألوا لماذا نجعل الأمر صعبًا على الجانب الإسرائيلي”. وكتب أوباما انه فهم في ذلك الوقت أن أن الخلافات مع رئيس الحكومة الإسرائيلي تأتي مع ثمن سياسي داخلي أمريكي – وهو وضع فريد بالنسبة لنتنياهو فقط، والذي لا ينعكس في العلاقات مع القادة الآخرين.
وفصلت في الكتاب كذلك علاقة اوباما باللوبي الصهيوني الموالي لاسرائيل، إيباك. ويكتب أنه مع تحرك السياسة الإسرائيلية إلى يمين الخريطة السياسية، تغيرت وجهة نظر إيباك كذلك، “حتى عندما كانت تصرفات إسرائيل في تناقض تام مع السياسة الأمريكية”. يشير أوباما إلى أن المشرعين والمرشحين الذين انتقدوا إسرائيل علنًا وُصفوا بأنهم معادون لإسرائيل وحتى معادون للسامية و “في الانتخابات التالية وجدوا أنفسهم يتنافسون ضد مرشح جيد التمويل”.
بالإضافة إلى ذلك، يقول أوباما إنه واجه في انتخابات 2008 شائعات بأنه لا يدعم إسرائيل بما يكفي، بل إنه كان معاديًا لها. “في النهاية، في يوم الانتخابات 2008، حصلت على أكثر من 70 في المائة من أصوات اليهود الأمريكيين ولكن فيما يتعلق بأعضاء إيباك، ظللت مشتبهاً به، وكان ولائي موضع شك”
ويذكر أوباما أن مستشاره وكاتب خطاباته، بن رودس، قد قال له إن مصدر الهجوم عليه بسبب موقفه من إسرائيل كان لأنه “رجل أسود يحمل اسم مسلم” وليس بسبب سياساته.
وكتب أوباما في كتابه أنه شعر بارتباط باليهود منذ شبابه وفترة دراسته الجامعية ، وأن “قصة مشتركة عن المنفى والمعاناة” كانت أساس قراره بالدفاع عن سيادة إسرائيل بأي ثمن. لكن هذه القيم لم تسمح له بـ “تجاهل الظروف المعيشية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة
وكالات