
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
بعد أن حلّ النصر على أيدي رجال الله في الميدان، وفي أحد الأيام المشرقة بشمس الحقيقة من أيام جنوب لبنان، كانت ليلى
بنت بلدة عديدة تسير على الطريق الترابي المؤدي إلى قريتها مع ابنها حسن، الطفل الذي لم يتجاوز عمره التسع سنوات. كانت خطواتهما تحمل في طياتها الحنين والشوق لأرضهما لتلك الأزقة والأحياء ، حين اضطروا لمغادرتها تحت وطأة القصف العشوائي والدمار الهمجي . لكن اليوم، كان يوم العودة، يوم النصر، حيث الأمل كان يملأ قلوبهم والشغف يلعب القلوب العطشى .
بينما اقتربوا من القرية،الحدودية بدأت ملامح المنازل المدمرة تظهر أمامهم. لكن ليلى، على الرغم من الحزن الذي يعتصر قلبها لرؤية بيتها الذي عاشوا فيه سنوات طويلة، كانت تشعر بمعنويات عالية وبروح سامية . فالنصر الذي حققه رجال الله أعطاها القوة، والأمل في إعادة بناء كل ما تهدم واعاد لها الروح التي تناثرت في مدراس لبنان .
وصلت ليلى وابنها إلى أطلال منزلهم، حيث كانت الأحجار متناثرة والزجاج المحطم يغطي الأرض. وقف حسن على عتبة البيت، يتأمل تلك الأمكنة الذي كان يلعب فيه ذات يوم، حيث كان يسمع ضحكاته تتردد في أرجاء المنزل. نظر إلى أمه وعيناه تملؤهما الذكريات، لكنه لم يشعر بالحزن، بل شعر بالعزم …. خطفته العبرة بين الفرح والحزن وقال بكل اطمئنان وثقة عدنا رغم انف الاعداء.
قالت ليلى لابنها وهي تمسك بيده: “يا بني، هذا بيتنا، وهذا هو المكان الذي سنعيد بناءه بأيدينا. الدمار لن يهزمنا، فنحن أبناء الأرض، ولن نتركها مهما حدث. كما قام رجال الله بتحرير أرضنا، سنقوم نحن بتحرير حياتنا من هذا الدمار.” يا بني هذا الركام هو ركام الامنا وعذابتنا سنبني منازلنا بأجمل الأفراح والضحكات
رد حسن بنبرة قوية: “سنبني بيتًا أجمل، يا أمي. وسأزرع حديقتنا من جديد. سأجعلها مليئة بالزهور، تمامًا كما كانت قبل الحرب.”
نظرت الأم إلى ابنها بابتسامة فخر، فقد رأت فيه روح الصمود التي ربتها فيه. لم يكن الدمار شيئًا مقارنة بالعزيمة التي زرعتها في قلبه. كانت تعلم أن الأمل هو السلاح الأقوى في مواجهة كل هذا الخراب. وقالت له: “نعم يا حسن، نحن هنا لنصنع الحياة من جديد. وكما انتصر رجال الله في الميدان، سننتصر نحن في إعمار هذا البيت.”
ثم جلسا معًا، في المكان الذي كان يومًا غرفة معيشتهم، يتحدثان عن المستقبل، عن الخطط لبناء منزل جديد، عن الأشجار التي سيزرعها حسن، وعن الأيام الجميلة التي ستعود. كانت الكلمات تملأ الجو بالتفاؤل، وكان حسن يحلم كيف سيبني منزله، يضع الحجر فوق الحجر، بيديه الصغيرتين، ويرى أمه تبتسم له فخورة.
أشعة الشمس كانت تتسلل بين الأنقاض، وكأنها تبعث برسالة بأن الحياة ستستمر، وأن هذا الدمار لن يدوم. ليلى وحسن لم يشعروا بالخوف أو الحزن. كانوا يعلمون أن هذا النصر هو البداية فقط، وأن ما تحطم سيعود أفضل مما كان، لأنهم مسلحون بالإيمان والأمل.
“سنعود أقوى، وسنبني أجمل يا بني. هذه الأرض لن تتركنا، ونحن لن نتركها”، قالت ليلى وهي تنظر إلى الأفق البعيد. كان هذا هو وعدها لنفسها ولابنها ولأرضها. لم يكن الدمار نهاية القصة، بل كان بداية لفصل جديد من الأمل والعمل والصمود.





Your blog is a true hidden gem on the internet. Your thoughtful analysis and engaging writing style set you apart from the crowd. Keep up the excellent work!