المقالات

إياك والغفلة في منصبك.

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

الشيخ مجيد العقابي مركز الفكر للحوار والإصلاح

إن من المبادئ الأساسية في التعامل الإنساني، عدم الإساءة إلى الآخرين مهما كانت الظروف أو الخلافات، لأن الحياة كما يُقال “دائرة” والأحداث قد تعود لتنعكس على الإنسان نفسه. هناك حكمة عميقة في هذا المفهوم، حيث يعلمنا التاريخ والتجارب أن الظلم والإساءة يعودان في نهاية المطاف على الظالم، كما أن النيات السيئة والعمل ضد مصلحة الآخرين تنقلب في النهاية على من قام بها.

هذا ما تعبر عنه الحكمة الشهيرة “انقلب السحر على الساحر”، وهي إشارة إلى أن من يخطط للإيقاع بالآخرين أو الإساءة إليهم، قد يجد نفسه يومًا ما ضحية نفس المكائد التي نصبها. فالعدالة الإلهية والتوازن الكوني لا يتجاهلان هذه الأعمال، بل يعودان على أصحابها بالسوء الذي سعوا لنشره.

في القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات التي تحذر من الظلم والبغي، وتؤكد أن عاقبة الظالم وخيمة. يقول الله تعالى: “ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار” (إبراهيم: 42). هذه الآية تذكير واضح بأن العدالة قد تتأخر، لكنها لا تُنسى، وأن الله يمهل الظالمين دون أن ينسى أعمالهم.

كما أن الأحاديث النبوية تؤكد على أهمية العدل والإحسان في التعامل مع الآخرين. يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”. وهذا يشير إلى أن الظلم ليس مجرد خطأ اجتماعي، بل هو إثم له عواقب يوم القيامة.

الإنسان الذي يحترم هذه المبادئ ويتجنب الإساءة إلى الآخرين، هو من يفهم أن الدنيا لا تدوم على حال، وأن القوة أو السلطة أو النجاح الحالي لا يعني أبدية الانتصار. بل على العكس، قد تأتي لحظات يصبح فيها الإنسان بحاجة إلى أولئك الذين أساء إليهم، أو يجد نفسه في موقف يتعرض فيه لما ألحقه بغيره.

ختامًا، يجب أن نتعامل مع الآخرين بكرامة واحترام، لأن الحياة تدور، وما نزرعه من أفعال اليوم قد نجني ثماره غدًا. لذا، فلنزرع الخير والعدل، ونبتعد عن الظلم والإساءة، لعل الله ينزل علينا رحمته ويبعد عنا دائرة السوء.

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار