المقالات

رسالة غير مشفرة.

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

بقلم : الشيخ مجيد العقابي مركز الفكر للحوار والإصلاح

في زمننا هذا، نجد أن الحاجة إلى المشاريع الخيرية ودعم المحتاجين تزداد، لكن مع الأسف، هناك قصور واضح في دعم هذه المشاريع، خاصة عندما يتعلق الأمر بأشخاص موثوقين قل نظيرهم في هذا الزمان. هؤلاء الأشخاص يمثلون حلقة الوصل بين المعوزين وأصحاب القدرة على تقديم المساعدة، إذ يتمتعون بالثقة والمصداقية التي تجعل الناس يلجؤون إليهم لحل مشاكلهم، على الرغم من أن هؤلاء الناس قد لا يعلمون الظروف الشخصية لهذا الشخص أو حجم الضغوط التي يعاني منها.

إن المسؤولية الأولى في دعم هذه المشاريع الخيرية تقع على أصحاب القدرة المالية والاقتصادية. فهؤلاء الأشخاص هم الأكثر قدرة على سد حاجيات الفقراء والمحتاجين، وعليهم أن يدركوا أن المال الذي يملكونه ليس مجرد أداة للرفاهية الشخصية، بل هو أمانة في أعناقهم يجب أن تُستخدم لتحقيق الخير. دعم الشخصيات الموثوقة التي تعمل على توزيع هذا الخير بإنصاف وشفافية يجب أن يكون في مقدمة أولوياتهم، خاصة وأن هذه الشخصيات تشكل صلة الوصل بين الناس المحتاجين والمجتمع بشكل عام.

من المؤسف أن نجد الكثير من الأفراد يطلبون خدمات من هذه الشخصيات الموثوقة دون أن يدركوا مدى التضحيات التي يقدمونها، سواء كان ذلك من وقتهم أو جهدهم الشخصي. فهم يعملون في صمت، ويواجهون العديد من التحديات، ويقعون تحت ضغط هائل، لكنهم يستمرون في عملهم النبيل من باب الإحسان وخدمة الآخرين. ومع ذلك، فإن تركهم بدون دعم مالي ومعنوي يجعل حملهم أثقل وقد يقف عائقاً أمام استمرار مشاريعهم الخيرية.

لهذا، فإن واجب الأغنياء وأصحاب القدرة هو ليس فقط التبرع بالأموال، بل المساهمة في دعم هؤلاء الأشخاص الموثوقين، الذين بجهدهم الشخصي وتضحياتهم يشكلون الجسر الحقيقي بين المعوزين والمجتمع. المبادرة لدعم هؤلاء الأفراد هي وسيلة لضمان استمرار العمل الخيري وزيادة أثره، لأنهم يعرفون كيف يصلون إلى من يحتاجون، ويفهمون ظروفهم بشكل أعمق.

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار