مركز النسيم للدراسات الاستراتيجية

السلطه التنفيذيه وواقع الضغوطات …

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

 

الكاتب والناقد السياسي – حسن درباش العامري

رئيس الحكومه يقف محتارا بين اثنتين الداخل بكل تفرعاته وعناده وفساده واختلافه والخارج بكل تخرصاته وتقلباته وازدواجيته..
حينما تم ترشيح السوداني لشغل منصب رئاسة مجلس الحكومه العراقيه ورئيس للسلطة التنفيذيه بأعتبار كون رئيس الجمهوريه منصبا فخريا غير مؤثر ،كان ذلك الشاب محط انظار الجميع وقبولهم لكونه قد شغل مناصب وزاريه ومحافظات ولم تؤشر ضده اي شائبه ،ولكونه يحمل في مخيلته مشاريع جوهريه جاهزه للتنفيذ ،يحاول من خلالها اثبات نجاحه وتحقيق طموحات شعب سئم الاعذار والتبريرات والفشل. . ولكن حينما واجه الواقع بشكل مباشر اصطدم بالعديد من التحديات الداخليه والضغوطات الخارجيه!! حينما وجد نفسه بمواجة احزاب مختلفه بعضها يرفع شعارات مخالفه لواقع حاله حينما تطالب بخدمه الشعب بصوت مرتفع لكنها في الغرف تطالب بحصتها بعيدا عن مصلحه البلد ،وهنالك احزاب فاسده ومتحكمه وتمثل حجر الزاويه ،والتصادم معها او مواجهتها عمل متهور يمثل خطر محدق بمستقبل البلد! وهذا مايفسر بعض جوانب مايسمى بصفقة القرن وعمليه اطلاق صراح المتهم الاول بها والذي لاتزال الرغبه المخفيه ان يبتعد ليريح ويرتاح !! كما ان الرجل واجه مسؤولية حفظ التوازن الطائفي المستحدث لضمان المصالح وواجه اسماء لها وقعها ومناصريها .كما تمثل مطالب وخدمات الشعب ايضا جبه‍ه ضاغطه تتطلب الحذر في التعامل معها وارضائها بأعتبار الحكومه ومن اختارها ما ابصرت النور الا بواسطة اختيارها..وهنا مطالب الشعب تحتاج الدقه في التعامل وصعوبة اختار المسؤول النظيف الذي ينفذ المشاريع الخدميه بأمانه وحرص،من اجل كسب ود ذلك الشعب…
كما يمثل عامل الضغط الخارجي القوه الاكبر والمصالح الدوليه في العراق ومصالح قوى الضغط الاقليمي وامكانيه التعامل مع تناقضات تلك القوى للوصول الى تبني موقف يرضي الجميع او لنقل الوصول لصيغه ترضي جميع الاطراف وهنالك عامل ضغط اكبر من القوتين وهي امكانية المزاوجه بين القوتيين الخارجيه والداخليه واقناع الشعب بالنتائج المتحصله !!
ومن هنا نرى مدى صعوبه اتخاذ القرار وصعوبة تقديم الخدمات وحتى صعوبه التصريح والقاء الخطابات التي ترضي جميع الاطراف ..ومن الامثله الواضحه ،حينما نقارن بين موقف السيد السوداني حينما كان يطالب بانظمام العراق الى المشروع الاقتصادي الصيني في الحزام والطريق الاقتصادي وبناء ميناء الفاو ..وبين موقف السيد رئيس مجلس الوزراء وهو يذهب بعيدا عن ذلك الطريق ويتجه بأتجاه طريق مايسمى بطريق التنميه والذي تعقد اليوم وفود الانارات والكويت وقطر والسعوديه والعراق اجتماعاتها من اجل الاتفاق حول اليات عمله ليبتعد العراق بعيدا عن مصالحه ويتخلى عن حقوقه وامتيازاته ،وكذلك مشروع انبوب النفط الذي ينقل النفط الى الاردن ومصر مقابل تجهيز العراق بالكهرباء بدلا عن بناء محطات كهرباء وبأقل الخسائر.. لنجد اثار الضغط الخارجي المسلط عليه واضحه بشكل كبير ونجد الاتفاقيات مع دول الجوار والتعاقد مع الامارات لادارة ميناء الفاو مؤشر على الضغوطات الاقليميه ،كما نجد مطالبات الشعب بالذهاب نحو الحرير والصين ورفض الربط مع دول الخليج ضغوطات شعبيه تمثل قوه اخرى ،هنا يتوجب على الرجل استحصال قوه موجهه من الحكومه لارضاء الجميع مع مراعات عدم الاضرار بواقع البلد وتأريخه ومستقبل اجياله ..
هذا ما يكشف السر بوضوح وهذا مايجب ان نفهمه لمساندة القرارات الحكوميه وعلينا تقديم خبراتنا ونصائحنا وجهودنا لشد ازر الحكومه (اي حكومه مادامت نيتها سليمه) مادامت تعمل لخدمه العراق والعراقيين ..

عضو الرابطه الدوليه للكتاب وا لخبراء السياسيين

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار