المقالات
		
	
	
جذور الخلاف وفوارق الشريعة: نظرة في العلاقة بين المسلمين واليهود
المقال السادس: كيف استُخدمت الفتن والمؤامرات لتعزيز العداء اليهودي ضد المسلمين
						تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
بقلم : الشيخ مجبد العقابي
بسم الله الرحمن الرحيم
لطالما كان استخدام المؤامرات والفتن أداة فعّالة في يد أعداء الإسلام لتعزيز نفوذهم واستهداف وحدة المسلمين. في هذا المقال، نناقش كيف لعب اليهود دورًا محوريًا في إشعال الفتن داخل العالم الإسلامي، سواء خلال فترات التاريخ الإسلامي المبكر أو في العصر الحديث، مع التركيز على تداعيات تلك الممارسات في مناطق مثل فلسطين والعراق وجنوب لبنان.
دور اليهود في إشعال الفتن خلال العصور الإسلامية
منذ فجر الإسلام، حاول اليهود استغلال الفتن لإضعاف صفوف المسلمين. في المدينة المنورة، استخدموا أساليب التحريض والإشاعات لتأليب القبائل على بعضها البعض، كما ظهر في حادثة بنو النضير الذين خططوا لاغتيال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحاولوا زرع الفوضى داخل المجتمع المدني الناشئ.
كما شارك اليهود في تأجيج النزاعات القبلية بين الأوس والخزرج، مستغلين العداوة التاريخية بين القبيلتين قبل الإسلام. وقد ذكر القرآن الكريم هذه المحاولات في قوله تعالى: “وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا” (سورة الأحزاب: 13).
التحريض على الأمة الإسلامية في العصر الحديث
في العصر الحديث، لعب اليهود دورًا كبيرًا في دعم مشاريع تفتيت الأمة الإسلامية من خلال تحالفات دولية ومحلية. ومن أبرز مظاهر هذا التحريض:
1.فلسطين:
•تسخير الإعلام الدولي لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية ووصمها بالإرهاب.
•الضغط على الحكومات الغربية لدعم إسرائيل اقتصاديًا وعسكريًا، مما أدى إلى استمرار الاحتلال والعدوان على الفلسطينيين.
•إثارة الفتن بين الفصائل الفلسطينية لتقويض وحدة الصف الوطني.
2.العراق:
•بعد احتلال العراق في عام 2003، دعمت إسرائيل مشاريع تقسيم البلاد على أسس طائفية وعرقية، بهدف إضعاف الدولة العراقية.
•استخدام الجماعات المتطرفة كأداة لخلق حالة من الفوضى والفتنة الداخلية.
•استهداف العلماء والبنية التحتية العراقية ضمن مخطط لإفراغ البلاد من كوادرها الفكرية والعلمية.
3.جنوب لبنان:
•زرع الفتن بين الطوائف المختلفة لتسهيل سيطرة إسرائيل على المناطق الحدودية.
•دعم الميليشيات العميلة خلال فترة احتلال جنوب لبنان، ما تسبب في معاناة شعبية ومجازر كبرى مثل مجزرة قانا التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين.
•مواصلة استهداف المقاومة اللبنانية وفرض الحصار الاقتصادي والسياسي على لبنان.
الفتن كأداة لتمزيق وحدة المسلمين
يهدف اليهود من خلال تأجيج الفتن إلى:
1.إضعاف القوة الإسلامية:
•من خلال تحويل الأنظار عن القضية الفلسطينية.
•زعزعة الاستقرار في دول إسلامية محورية مثل العراق وسوريا ولبنان.
2.تمكين الاحتلال:
•تبرير السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية من خلال زرع الخلافات بين الدول الإسلامية.
3.إثارة الحروب الأهلية:
•استغلال الاختلافات الطائفية والعرقية لخلق حالة من عدم الاستقرار التي تمنع الأمة الإسلامية من استعادة قوتها.
دور الأمة في مواجهة هذه الفتن
إن إدراك هذه المخططات يعد الخطوة الأولى لمواجهتها. ومن أهم وسائل التصدي لها:
1.تعزيز الوحدة الإسلامية:
•التركيز على المشتركات الدينية والتاريخية بين شعوب الأمة الإسلامية.
•نبذ الطائفية والفرقة التي يستغلها الأعداء لتحقيق مصالحهم.
2.التوعية بالمخططات:
•نشر الوعي حول الأهداف الخفية وراء التحريض اليهودي ضد المسلمين.
•دعم الإعلام الإسلامي الذي يكشف الحقائق ويروج للوحدة.
3.دعم القضايا العادلة:
•تعزيز الدعم للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة الإسلامية.
•دعم العراق وجنوب لبنان في مواجهتهم لمخططات التفتيت والسيطرة.
خاتمة
يُظهر التاريخ أن الفتن والمؤامرات كانت أداة استراتيجية استخدمها اليهود لإضعاف الأمة الإسلامية والسيطرة على مقدراتها. من المدينة المنورة إلى غزة والعراق وجنوب لبنان، تتكرر نفس الأنماط من التحريض والعدوان. إن الوعي بهذه المخططات والعمل على مواجهتها هو واجب ديني وأخلاقي للحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية.
في المقال القادم، سنناقش دور الإعلام الصهيوني في تزييف الحقائق وتشويه صورة الإسلام والمسلمين أمام العالم.
			
		
				



