صراع الكبار من اجل النفوذ
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
بقلم : قاسم الغراوي كاتب محلل سياسي
رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية: يتم الآن تقرير مصير روسيا وتحديد مكانتها المستقبلية عالمياً .
من متابعتنا للتصريحات لقادة روسيا بعد الحرب ضد اوكرانيا وبالذات فلادمير بوتين واخرين من الصف الاول نفهم ان روسيا تحاول ان تعيد مكانتها المستقبلية كقطب مؤثر وفاعل عالميا منافسة لامريكا ولكن :
رغم ان تصريح بوتين الذي ينم عن القوة والتحدي الذي قال فيه (مافائدة الكوكب بدون روسيا) يؤكد ضرورة ملحة وجود روسيا عالميا كقطب ناهض الا اننا نعتقد بان امريكا نصبت فخاً لها حينما ادخلتها في وحل الحرب مع اوكرانيا لتستنزف قواها وتضغط عليها بالحصار مع حلفائها من الدول الاوربية وبالتالي تحجمها وتمنع محاولاتها تغيير معادلة قيادة العالم من القطب الاحادي الى متعدد الاقطاب .
واستخدمت امريكا وحلفائها اقصى العقوبات ضد روسيا وهددت كل من يساعدها او يمد يد العون لها وتبنت الدول الاوربية هذه العقوبات رغم التبادل التجاري والغاز والنفط الروسي الذي بجهزهما . وفي محاولة لتضعيف روسيا حرمت من نظام سويفت الذي يضم اكثر من مئتين دولة في التعاملات المالية والتبادلات النقدية .
ان هذا الفخ يذكرنا بنظام صدام حسين حينما سقط في وحل مستنقع الكويت الذي ورطته فيه امريكا وتخلت عنه بل وجيشت الجيوش وبالتالي قررت حصار العراق بعقوبات دفع ثمنها الشعب العراقي بل ذهبت الى فرض تعويض الكويت عن الخسائر التي لحقت بها بسبب الحرب التي خاضتها حكومة البعث
لانستبعد في حالة انتهاء الحرب الروسية الاوكرانية ان تدفع روسيا تعويضات عن الخسائر التي سببتها لاوكرانيا هذا اولا ، وربما تنشطر اوكرانيا الى شطرين قسم يكون مع الغرب وقسم مع روسيا ، والاحتمال الثالث استمرار القتال لسنوات واستنزاف بحرب طويلة تتخللها حرب شوارع وقنص وعمليات تكتيكية لايقاع الخسائر في الطرف الاخر .
انه صراع الكبار يدفع ثمنه الصغار من اجل المصالح الدولية وفرض القوة تكون الشعوب فيه الضحية .