“فرانكشتاين الشطرة” اداة القتل لا القاتل
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
بقلم : حسيني الاطرقجي صحفي وباحث
فيكتور فرانكشتاين.. هو نتيجة حقل تجارب أُجريت على جثمان رجل ميت، كان رجل المختبر – صانع فرانكشتاين- يعتقد انه يقوم باحياء هذا الشخص، كانت نتيجة تلك التجارب هي انتاج مسخ بشري لا يملك تعريفا لنفسه ولا محيطه فاقدا لكل ابجديات الحياة ودعاماتها، يعتقد ان المجتمع قد صُنع على صورة مشوهة ويحاول اثبات انه النسخة الوحيدة – المنقّحة – التي يجب اعتمادها على غرار صناعة الرب لآدم، يتحمل فرانكشتاين وزر نسخته المشوّهة لوحده بمعزل عن المختبر الذي هو في الحقيقة الام الذي خرج من رحمها
المجتمع – العراقي خاصة – هو الخالق الجغرافي للمكونات الاساسية التي تنتخب طبيعيا وتَلد (السياسيين، رجال الدين، رجال القبائل) والشرائح الاخرى التي تاتي بالمرتبة الثانية، حين يكون المجتمع متطرفا ستكون الولادات عسيرة ومشوهة لهذه المكونات الرئيسة، التي تمر بحلقة ولادات متتالية من حلقات تدوير تنتج على غرارها الافراد، فالنتيجة الحتمية لهذه المعادلة هي التطرف المؤسساتي والتطرف المجتمعي الذي سيتناسل منتجاً اجيال من التشوه الفرانكشتايني
الشعب ابن الخطاب السياسي.. بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية برزت الحاجة الملحّة لتاسيس الامن القومي العالمي لالزام الدُّول بمواثيق سيادية لا تبيح الاعتداء على بعضها البعض، استنتجت الدول الخمس الكبرى التي شكلت فيما بعد مجلس الامن الدولي ان الشعب في رقعة جغرافية ما هو الابن الحقيقي للخطاب السياسي الذي يقود ذلك الشعب، فتم تجريم السياسات وتبرئة الشعوب عن البلطجة السياسية، الامر نفسه ينسحب على العراق، فالفواعل السياسيون اتخموا العقول بالوجبات الدسمة من الخطاب الشعبوي الاقتتالي، الخطاب التصادمي الذي خلق بيئة من الذئاب المجتمعية غير القابلة للتطويع والترويض، وعليه فإن ادوات الهدم السياسية لن تصلح يوما لبناء المجتمع، لذا لا غرابة من هذه الجريمة فمستقبل البلد سيدخل موسوعة غينيس للجرائم اذا بقيت المختبرات السياسية التي تنتج يوميا فرانكشتاينات عراقية بلا اي هوية.