تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
بقلم : عدنان أبوزيد
من النادر أن تجد رجل دين ومرجع في العراق والدول العربية والإسلامية، يستقبل سفيرة أمريكية لكن أية الله السيد حسين الصدر، استقبل السفيرة الأمريكية في العراق آلينا رومانوسكي في مكتبه بالكاظمية والتي تولت منصبها بالعراق في الثاني من حزيران العام 2022.
و شغلت رومانوسك، منصب نائب المُنسّق لدائرة مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأمريكية (2016-2020)، ما يضفي على مسيرتها أهمية خاصة، سيما وان مصطلح الإرهاب الأمريكي يتعارض مع مفهوم اغلب القوى السياسية العراقية.
ولابد من الاعتراف بحقيقة ان المسؤولين الأمريكيين يحرصون على زيارة السيد الصدر، وتفسير ذلك على ما أرى ان الرجل، بابه مفتوح لهم، على عكس جهات دينية وسياسية أخرى في العراق، لا تحبذ ذلك.
وعرف عن السيد الصدر، بعد العام ٢٠٠٣، استقباله لمسؤولين أمريكيين منهم السفير الأمريكي الأسبق، والحاكم المدنى بول بريمر، و كولن باول وزير الخارجية الأمريكي، وقتها.
وفي شباط الماضي، استقبل المرجع الصدر، السفير الأمريكي السابق بالعراق ماثيو تولر.
واذا استقبال ساسة الشيعة حتى أولئك الذين يتذمرون من سياسات واشنطن للممثلين الأمريكيين، امرا دارجا، فان رجال الدين الشيعة ومراجعهم لا يستقبلون السفراء الأجانب لاسيما الامريكان، ما يضفي على زيارة المسؤولين الأمريكيين المتكررة للسيد الصدر، بعدا استثنائيا، لاسيما وان العلاقة متوترة جدا بين الكثير من القوى السياسية العراقية لاسيما الشيعية الإسلامية مع واشنطن.
وقد تحمل مثل هذه الزيارات، بعدا ثقافيا، أو يمكن وصفها في خانة العلاقات العامة، لكن هذا التوصيف، لا يجعلها بعيدا عن انتقادات الجهات الدينية والقوى السياسية والفصائل الإسلامية التي تنتظر بعين الريب الى دور أمريكا في العراق.
كما يؤشر هذا النشاط على انقسام شيعي وحتى (ديني) في الموقف من العلاقات مع الولايات المتحدة.