️ الرّفق أساس الإيمان وبناء الاوطان️
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
بقلم : الشيخ محمد الربيعي
نطلّ على ما يعيشه الناس من الجدل ، ولا سيَّما فيما ينسبه الغرب إلى الإسلام والمسلمين من أنَّ الإسلام دين العنف، وأنَّ المسمين، ولا سيما الحركيين، يعتبرون العنف هو الوسيلة الوحيدة لتغيير الواقع وللتَّعامل مع الناس الآخرين.
إنَّ في مدرسة اهل البيت ( ع ) مدرسة الخاتم ( ص ) تؤكد ان الرفق هو اساس الاسلام .
محل الشاهد :
ايها الاحبة : أنَّ الرّفق هو أساس الإيمان، وأنّه هو الأصل في حركة الإنسان المسلم على مستوى الدَّعوة والحركة والعلاقات مع الآخرين. فوحده العنف ينطلق في مواجهة العنف الّذي يتوجّه إليك بطريقة دفاعيّة في حالة الاعتداء الفعليّ، وبطريقة وقائيّة في حالة الاعتداء الشّأنيّ، الذي يمكن أن يطلّ عليك لو لم تبادر بدفعه عنك.
لقد قال الإمام الباقر(ع): “إنَّ لكلِّ شيء قفلاً، وقفل الإيمان الرّفق”، والرفق، كما هو معلوم، ضد العنف ـ إنه اللين ـ وحلّ الأمور بالطرق السّلميّة.
وهنا قد يبدو هذا التعبير غريباً بأن يكون الرفق قفلاً للإيمان، لأنّ من لم يرفق يعنف ، فمن الطّبيعيّ أنّ الإنسان الَّذي لا يتناول الرّفق كوسيلة، لا بدّ له من أن يكون العنف وسيلته، فيعنف على الآخرين ويغضب، فيحمله الغضب على قول أو فعل يخرج الإيمان من قلبه، فالرفق قفل للإيمان يحفظه، فإذا أنت التزمت الرفق، فالرفق يبعد عنك كل مواقع السلوك التي قد تؤدي إلى ما يغضب الله، وإلى ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى.
ولقد قال الرسول الخاتم (ص): ( إنّ الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه ) يعني لو وضع على الكلمات، ووضع على الأفعال وعلى العلاقات وعلى المواقف، فإنه يزيّنها ويحسّنها ويجعلها في صورة جميلة تجذب الناظر ـولا نُزع من شيء إلا شانه”، يعني لو تحرك الإنسان في بيته مع زوجته وأولاده، أو مع جيرانه، أو مع الناس، أو في خطّ الدعوة إلى الله، أو في خط التعامل مع الناس بالعنف، بحيث رفع الرفق، وأعلن بدلاً عنه العنف، فإنّ ذلك مما يعيبه، لأنّه يجعله يحمل بعض المواصفات الّتي لا تتناسب مع خطّ التوازن والخير في حياة الناس الآخرين.
فإذاً، نفهم من هذا ـ أيها الأحبّة ـ أنَّكم عندما تدخلون في الجدل الَّذي يوجّهه الاستكبار الكافر والاستكبار الظالم في أنَّ الإسلام دين العنف، قولوا إنَّ الإسلام دين الرفق، وإنّ ما جاء في القرآن وفي أحاديث النّبيّ(ص) والأئمّة من أهل البيت(ع)، تؤكّد أنَّ الرفق هو الأصل، وأن العنف إنما يكون في مواجهة من يفرض العنف عليك، تماماً كمثل العمليَّة الجراحيَّة التي تقوم بها عندما يتحدّاك الخطر الصّحّي الذي يسقط حياتك أو يتهدّدها بالهلاك، وإنَّ ما يتحرّك به المسلمون في حركة المقاومة ، هو دفاع عن النفس ضدّ عنف الظلمة وضدّ عنف المستكبرين، فالعنف الإسلاميّ ـ إذا صحّ مثل هذا التعبير ـ هو ردّ فعل لعنف الآخرين عندما لم يستطع الإسلاميون أن يدافعوا عن أنفسهم وعن حريّتهم إلا بهذه الطريقة.
نسأل الله تعالى حفظ الاسلام و أهله