تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
بقلم : د.قاسم بلشان التميمي
شرف لكل انسان ان يتكلم عن عظماء امته ، فكيف اذا كان هذا العظيم معظم من عند الله تعالى ، وهو حال عظيم امة الاسلام الامام علي بن ابي طالب ( عليهما السلام) ، والحديث عن غدير خم يعني الحديث عن الامام علي (عليه السلام) ويعني الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) وبالتالي هوحديث عن امر الواحد الجبار رب العالمين الله سبحانه وتعالى ، لقد صادف يوم الغدير او ما يسمى (غدير خم) يوم الأحد 18 ذو الحجة من سنة 10 هـ، والذي خطب فيه رسولنا الكريم (صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين وسلم) خطبة ذَكَرَ فيها بعض فضائل اسد الله الغالب الامام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، حيث اشار رسولنا الكريم الى أمانة وعدل الامام علي وعدد الكثير الكثير من صفات امام الاسلام (عليه السلام)، وذلك في أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة في مكان يُسمى (غدير خم) قريب من الجحفة.
بعد أن أنهى رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) مناسك الحج ورجع إلى المدينة وبينما كان في طريقه وقافلته العظيمة تواصل سيرها إذ هبط عليه الأمين جبرائيل (عليه السلام) من عند الله عز وجل مخاطباً له بقول الله تعالى ( يا أيها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من النّاس إن الله لا يهدي القوم الكافرين) فأبلغ الله عزّ وجل رسوله الكريم بأن يقيم علياً بن أبي طالب (عليهم السلام )َخليفة وإماماً للمسلمين ووصياً له على أمته وأن يبلغ الناس ما أنزل عليه من أمر ولايته وفرض طاعته على كل مسلم ومسلمة . وعند وصول الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى منطقة الجحفة بالقرب من ماء غدير خم وهي المنطقة التي تتشعب منها الطرق إلى العراق ومصر والمدينة واليمن وكان الوقت ضحى ، (وهذا المكان مهم جدا لانه موقع افتراق الطرق الى بلاد الله الواسعة.
، ولم يكن اختياره اعتباطا حاشى لله بل كان اختيارا الهيا منظما ومحكما) ، فتوقف (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن المسير وأمر بمن تأخر عنه أن يلحق به وبمن تقدم أن يرجع إليه ، فاجتمعوا جميعاً عنده وحان وقت صلاة الظهر ، فصلى بهم (صلى الله عليه وآله وسلم )وكان جو ذلك اليوم شديد الحرارة جداً ، وعمل للرسول الكريم منبراً من أحداج الإبل ، وبعد أن انتهى من صلاته قام فيهم خطيباً من فوق ذلك المنبر فخطبهم خطبة طويلة بليغة أبلغ الامة فيها أمر الله تعالى وهو تنصّيب علياً (عليه السلام) إماماً وخليفة ووصياً من بعده على أمته.
وروي عن البراء بن عازب في حديث عن محمد بن عبد الله أنه قال ( كنا مع رسول الله في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكُسح لرسول الله تحت شجرتين فصلى الظهر واخذ بيد علي (رضي الله عنه) فقال : ” ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا بلى فاخذ بيد علي فقال : ” من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، فلقيه الخليفةعمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له ، هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ).
وهذا موجود ومذكور في 1- (مسند احمد بن حنبل : 4/ 281، طبعة : دار صادر / بيروت. 2 ـ الحافظ أبو نعيم في كتاب نزول القرآن 3 ـ الإمام الواحدي في كتاب أسباب النزول ص 150. 4 ـ الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره الكبير. 5 ـ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1 /187 6 ـ جلال الدين السيوطي في كتابه الدر المنثور في التفسيبر بالمأثور ج 3 / 117. 7 ـ الفخر الرّازي في تفسيره الكبير ج 12 /50. 7) ووثق شاعر الرسول حسان بن ثابت يوم الغدير بقصيدة رائعة ومنها بعض هذه الابيات يناديهم يوم الغدير نبيهم بخمٍ واسمع بالرسول مناديا وقد جاءه جبريل عن امر ربه بانك معصوم فلا تك وانيا وبلّغهم ماانزل الله ربهم اليك ولاتخشى هناك الاعاديا فقام به إذ ذاك رافع كفه بكف علي معلن الصوت عاليا فقال: فمن مولاكم ونبيكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا إلهك مولانا وأنت نبينا ولم تلق منا في الولاية عاصيا فقال له : قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي إماماً وهادياً فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له اتباع صدق موالياً هناك دعا اللهم وال وليه وكن للذي عادا علياً معاديا فيا رب انصر ناصريه لنصرهم إمام هدىً كالبدر يجلو الدياجيا وكلنا يعلم ان الشعر في ذلك الوقت هو بمثابة الاعلام الحديث في وقتنا الحالي بكل مجالاته من قنوات تلفزيونية وصحف وانترنيت وما الى ذلك .
اضافة الى ذلك فأن الناس في كل زمان ومكان يتبعون ويسمعون القنوات ووسائل الاعلام الصادقة ، فكيف الحال مع شاعر الرسول حسان بن ثابت ، الذي لم يكن الوحيد الذي وثق وحة المسلمين في غدير خم بل ان هناك الكثير غيره ، ولكن لحسان افضلية وله القدح المعلى بما عرف عنه من صدق وبلاغه في شعره وكيف لايكون كذلك وهو شاعر الرسول، وحقيقة الامر ان المسلمين في عهد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) لم يكونوا مجتمعين على امر كيوم (غدير خم ) حيث ذكر التاريخ لنا الكثير عن مخالفة بعض المسلمين للرسول الكريم الا انه لم يذكر لنا ان احدا عارض الرسول يوم غدير خم حتى اشد اعداء الاسلام واشد اعداء اهل البيت(عليهم السلام).
بل على العكس ، فقد كان هناك اجماعا قويا وتماسكا بين المسلمين حتى الذين في قلوبهم مرض لم يعلنوا مخالفتهم او عصيانهم للامر الالهي الذي وصل الى رسولنا الكريم عن طريق الامين جبرائيل (عليه السلام) ، وحتى لوكانت هنلك مخالفة فان المخالفين طلبوا برهانا انيا على صدق الرسول فيما دعا اليه وتم لهم ذلك وصعقوا وهلكوا بنار من السماء وهي معجزة لتثبيت امر الله .
ان المسلمين اليوم مطالبين ان يلتفوا ويقفوا صفا واحدا في كل امر كان فيه اجماع بين المسلمين وليس هناك اكثر اجماعا بين امة محمد (صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين وسلم ) يوم غدير خم. ان امة الاسلام امة عظيمة وأمة متجددة وهي ليس أمة عاجزة عن قراءة تاريخها الناصع واستخلاص العبر من هذا التاريخ وليس هناك عبرة وحكمة ابلغ واعظم من يوم غدير خم.