المقالات

عيد الغدير … هويه ومنهاج ؟!!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

بقلم : محمد حسن الساعدي

يحتفل المسلمون في انحاء العالم بالذكرى السنوية لتنصيب الامام علي (ع ) وزيراً وخليفة للمسلمين بعد الرسول الكريم (ص) ، وهنا لا نسعى او نحاول ان نسيء لهذا او ذاك بقدر حديثنا عن فتى لا مثيل له ، ولا اريد التطرق الى تربيتة وعلاقتة برسول الانسانية ، لكني ساكتفي بمبدأ واحد الا وهو مبدأ المؤاخاة ، اذ عندما دخول النبي الكريم (ص ) الى المدينة آخا بين المهاجرين والانصار ، فلم يبقى من المهاجرين سوى ( علي ) فجاء الى النبي فقال له (ع ) يا رسول الله لقد آخيت بين المهاجرين والانصار ولم يبقى الا انا فقال الرسول ( ص ) يا علي الا ترضى ان تكون اخي ووزيري ، من هنا بدأت شرارة الحسد والحقد ياخذ طريقة نحو قلوب المنافقين ، اذ ومنذ ان مسك النبي (ص ) زمام السلطة الدينية والسياسية في المدينة ، ظلت الاحقاد تطارد النبي (ص) ، وكان الامام (ع ) يقف موقف الصد صابراً محتسباً على ظلم واذى المقربيين ، وكان هو المقدم في السلم والحرب ، وكان المثل والقدوة في الشجاعة ، وكان ( ع ) عالماً بارزاً يلجأ في حكمه الشيخ والشاب ، والقاضي والحاكم ، حتى امسى اميراً للمؤمنين ، واباً للبشر ، وشفيعاً للخلق يوم الورود .

جاء يوم الغدير ليعلن الرسول ( ص ) ان الانسانية انجبت فتىً سيكون شريكاً للقران ، وصاحب الحوض ، وقسيم الجنة والنار ، فاعلن امام الجميع وقال هذا اخي وولي ووزيري اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من انصره واخذل من خذله ، فجاء الهاتف من السماء ، (ايها النبي بلغ ماانزل ما انزل اليك من ربك ) حتى تعالت الصيحات من الجميع ، بخ بخ لك يا ابا الحسن فانت لها وهي لك ، فانت ابن كافل النبي (ص) ، وانت سيف الحق وانت الحق كله ، وتهافت الجميع لتقديم التهاني للوزير الجديد ، وهو يستلم وزارة النبوة ووصاية العهد بعد نبوة نبي الامة وهاديها بعد ما كانت تعبد الاصنام وتاكل الطين والتراب ، وتقدم الكاذب والمنافق لتقديم التهاني لامير المؤمنين ولكن القلوب لم يرق لها ان ترى زوج الزهراء ، وزيراً للدولة وقائداً للامه ، كيف وهو قد ساوى بينهم وبين ما دونهم ، كيف توافق هذه العقول المتحجرة ان يكون علي كاسر انوف الشرك اميناً لبيت المال ، وحامل لواء امة الاسلام المحمدي الاصيل .

الغدير يمثل انعطافة مهمة جداً في تاريخ الامة الاسلامية ، فهو مرتكز من مرتكزات الاسلام الحق ، وهو اساس الدولة المدنية العادلة التي كان يسعى لبناءها سيد البشر وهادي الامة ، وما حصل في غدير خم كان حلقة مهمة من حلقات تثبيت الدين المحمدي الاصيل ، وكان يمثل هذا الحدث حجر الزاوية في ترسيخ العدالة والمساواة والانسانية في الحكم ، حتى بات مبدأ العدل قرين علي ، وبات مبدأ المساواة تؤام علي ، وعندما تخلت الامة الاسلامية عن علي والحق ساد الظلم وانتشر الفقر ، وضاع العدل فكانت دكة القضاء تبكي قاضيها والعدل فيها ، وامسى مسجد الكوفة مظلماً بعد شهادته (ع ) .

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
هل يصلح النص الديني أن يكون مصدراً تاريخياً مادياً؟ خلال اجتماع ثلاثي بالدوحة .. طهران تدعو الأسد والمعارضة “المشروعة” إلى حوار سياسي ! من الشمال والشرق .. “هيئة تحرير الشام” تدخل حمص والجولاني: “دمشق تنتظركم” ! إسرائيل تصفه بتحول دراماتيكي يغير واقع الشرق الأوسط .. “نتانياهو” يستعد لانهيار كامل لنظام الأسد ! من “الدوحة” .. “لافروف” يؤكد دعوة موسكو لحوار بين الحكومة السورية والمعارضة الشرعية “لا الإرهابية” ! عبر “القائم” .. أكثر من 1500 عنصر منسحب من الجيش السوري يدخلون الأراضي العراقية ! بعد انسحاب قوات النظام .. الفصائل المسلحة أصبحت على بعد 10 كلم من “دمشق” ! “الأسد” سيكون جزءًا من الحل السياسي .. “واشنطن” تبلغ بغداد أنها مراقبة عن كثب لعدم تدخلها بالأزمة ال... محذرًا من التطورات السورية .. “حسين” يؤكد عدم سماح العراق بأن يكون جزءًا من الصراع ! تكذيبًا لـ”نيويورك تايمز” .. “بقائي” ينفي إخلاء السفارة الإيرانية في دمشق !