المقالات

ألا مَنْ كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

بقلم :  إياد الإمارة

في بيتنا الكبير في قرية الحدادية في قضاء المُدينة “قضاء الشهداء” شمال البصرة حيث مسقط رأسي ورأس أبي وجدي وآبائه وأجداده الذين ورثنا عنهم سُنة حسنة في عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر هي أننا نقوم صباح عيد الغدير بتوزيع الخبز والشاي فقط على المهنئين الذين يتوافدون على مضيف بيت الحاج عساف من عشيرة الإمارة، هذه السُنة الحسنة لا تزال متبعة إلى يومنا هذا ..
الخبز وحده إشارة جميلة إلى زهد أمير المؤمنين علي عليه السلام هذا الزهد الذي كان لبنة من لبنات صرح وصي النبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم الشامخ الذي ارتفع ليكون مناراً للإنسانية جمعاء، وزهرة عطرة من أزهار خميلته التي تسر الناظرين.

من أدق معاني إحياء هذا العيد الإسلامي الأهم في حياة المسلمين المعنى المتعلق بتجديد بيعة مستمرة لأمير المؤمنين علي عليه السلام من قبل المسلم الذي يعتقد بنبوة النبي الخاتم (ص) وينفذ وصيته الأهم:
《ألا مَنْ كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه كيفما دار》
الوصي من بعد النبي (ص) أمير المؤمنين علي عليه السلام هو معيار الثبات على دين الله الإسلام وهو معيار الإيمان به وعدم الخروج عنه وكل مَن يخرج عن ولاية أمير المؤمنين فهو منقلب على عقبيه عائد إلى الجاهلية القبلية الإرهابية الداعشية ..

《وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ》
الذين إنقلبوا على أعقابهم هم الذين عصوا وصية النبي (ص) ولم ينفذوها في أمير المؤمنين علي عليه السلام ..
وهي وصية نافذة إلى يومنا هذا و على المسلمين جميعاً الإلتزام بها طاعة لله ولرسوله الأكرم (ص) ..
أمير المؤمنين علي عليه السلام مولانا ..
نوالي مَن يواليه ..
ونعادي مَن يعاديه..
في أي عصر وفي أي مصر ..
كل مَن هو مع علي عليه السلام نحن معه بغض النظر عن لونه وعرقه وجنسيته، وكل مَن يعادي علي عليه السلام عدونا وإن كان من ارحامنا والعياذ بالله أو من عشيرتنا أو من دولتنا أو من عروبتنا ..
معيار الولاء والعداء في عقيدتنا وسلوكنا هو الولاء لأمير المؤمنين علي عليه السلام لكي لا نكون في عداد المنقلبين على أعقابهم بعد النبي محمد (ص).

وما هو الولاء الذي نجدده في بيعة الغدير كل عام وهو في حياتنا كل لحظة؟
إن الولاء لأمير المؤمنين ليس مجرد شعار نرفعه فقط بل هو سلوك عملي نطبقه في حياتنا اليومية ..
العمل كل العمل لله “اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا”
إعمار الأرض بكل ما يؤكد معنى الإستخلاف الذي أراده الله سبحانه وتعالى لبني البشر ..
تقديم الخدمات بأفضل المستويات ..
الإشتراك مع الجماعة الصالحة ..
الإنتصار للمظلومين ..
ومقاومة الظالمين ..
هذه ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام التي نجددها كل عام في عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر.

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
بحضور شخصيات أكاديمية وسياسية المعهد التقني النجف يشهد افتتاح النادي الطلابي مجلس المحافظة يصوت على اختيار المحافظ ونائبيه بلدية العمارة جهد مستمر في اعمال الصيانة والأكساء لشوارع مناطق المحافظة الزهيري يطلق نظام إدارة ومتابعة خطة البحث العلمي في جامعة الفرات الأوسط التقنية السيد الصافي: وجود السيّد السيستاني في العراق يمدّ المواطنين بالطمأنينة وكلامُه بلسم للجراح المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظلّه) يعزي بوفاة العلامة الشيخ محسن علي النجفي (رحمه الله تعالى) خلال لقائه “اللامي” .. “السوداني” يؤكد حفظ حق الصحافيين في الوصول إلى المعلومة ! رئيس الوزراء يحذر من الردّ المباشر على استهداف السفارة الأمريكية من دون موافقة الحكومة محمود المشهداني يزور نقابة الصحفيين العراقيين ويشيد بالدور الفاعل للنقابة والأداء المهني والإداري في... الشيخ الكربلائي يتشرف باستقبال نجل المرجع الديني الاعلى سماحة السيد محمد رضا السيستاني في منزله