بقلم : الباحث والمؤرخ الأستاذ أحمد علي الحلي
انتهت الزيارة ومن سار في عروقها يعرف أحرف كلماتي هذه، شمس وحر، تراب وضجيج، سير وآلام، بذل وجهد، وعيون محمرة، واسوداد البشرة، وسهر ورعاية، ومكان مختلف وازدحام، وتدافع وضياع، وصراخ وعويل، وأشدها محنة العودة والسيارات، فست ساعات أوصلتني لداري، في سيارة تبريدها عاطل، وازدحام شديد، وأتربة تكحل الوجوه قبل رموش عينيك، ويتبع كل ذلك مرض في الغالب.
وصلت داري وقلت في نفسي: واقعا إنه امتحان صعب.
طبعا لامنّة في ذلك بل لله المنّة علينا في انقيادنا في سلسلة هذا التوفيق الإلهي.
فأرى من دروس هذه الزيارة ترويض النفس؛ في تحمل هذه المشاق الصعبة والامتحان الأصعب.
أسأل الله تعالى أن يجزي أهل المواكب والعطاء خيرا، رجال السماء، وشباب الرسالة، ونساء العفة والجود، وفتية أهل الكهف، وأطفال نهر العطاء.
لا أعلم ما أكتب، ولا أعلم ما أقول، فالعراق وزيارة الأربعين كالفتاة التي تزينت بالقلادة على جيدها.
هنيئا هنيئا هنيئا لكل من زار، وكل من صلى، وكل من دعا، ولكل يد تشققت، وقدم تفطرت، وعين إحمرت، ونفس آثرت.
فللجميع أسمى آيات الحب والدعاء.