Deprecated: الوظيفة jetpack_form_register_pattern أصبحت مهجورة منذُ الإصدار jetpack-13.4! استخدم الوظيفة الآتية Automattic\Jetpack\Forms\ContactForm\Util::register_pattern بدلاً عن السابقة. in /home/naseemk/public_html/wp-includes/functions.php on line 6031
قراءة في بيان مرجعية السيد السيستاني – وكالة نسيم كربلاء
مركز النسيم للدراسات الاستراتيجية

قراءة في بيان مرجعية السيد السيستاني

بعد عملية (طوفان الأقصى) الصادر في 10-10-2023م

الباحث : عدنان محمد علي

صدر عن  مركز البيدر للدراسات والتخطيط

أصدرت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف ممثلةً بسماحة السيد السيستاني (دام ظله) يوم الأربعاء الموافق 10-10-2023م بياناً حول الحرب الدائرة حالياً في فلسطين المحتلة، والتي انطلقت بعد عمليةِ (طوفان الأقصى) التي قام بها المقاومون الفلسطينيون في 7 تشرين الأول 2023م والتي أذاقت المحتلين الصهاينة آلاماً وأوجاعاً لم ير مثيلها في جميع عقود الاحتلال السابقة، وبالمقابل محاولة انتقام المحتل الصهيوني من أهل غزة الأبرياء بهمجية صارخة.

إن موقف مرجعية السيد السيستاني من القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، من المواقف الثابتة والحاسمة في هذا الصدد، وقد عبّرت عن ذلك في مناسبات وأحداث سابقة مختلفة، حيث أكدت ذلك في أحد بياناتها بقولها (تؤكد المرجعية الدينية -مرة أخرى- مساندتها القاطعة للشعب الفلسطيني الأبيّ في مقاومته الباسلة للمحتلين). وهذا الموقف الذي عبرت عنه المرجعية الدينية يوائم الموقف العام للمرجعية الدينية الشيعية عامة على امتداد التاريخ من القضية الفلسطينية.

ومما لا شك فيه أن مواقف المرجعية الدينية العليا تحظى اليوم بأهمية خاصة لما تمثله من موقع ديني واجتماعي رفيع داخل العراق وخارجه، كما أن مواقفها وبياناتها دائماً ما تكون موضع اهتمام ومتابعة من الجهات والمؤسسات السياسية والدينية والفكرية والإعلامية في مختلف أنحاء العالم. من هنا سنستخلص أبرز النقاط الجوهرية المهمة في بيان المرجعية الدينية العليا الأخير بعد عملية المقاومة الفلسطينية (طوفان الأقصى) في فلسطين المحتلة:

توكيد جرائم المحتل الصهيوني وهمجيته: قد عبرت المرجعية عن المأساة والفاجعة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني لا سيما قطاع غزة، حيث بينت بقولها (يتعرّض قطاع غزّة في هذه الأيام لقصف متواصل وهجمات مكثّفة قلّ نظيرها، وقد أسفر حتى هذا الوقت عن سقوط أكثر من ستة آلاف من المدنيين الأبرياء بين شهيد وجريح، وتسبب في تهجير أعداد كبيرة منهم عن منازلهم، وتدمير مناطق سكنية واسعة…، ويفرض جيش الاحتلال حصاراً خانقاً على القطاع شمل في الآونة الأخيرة حتى الماء والغذاء والدواء وغيرها من ضروريات الحياة). فالمرجعية تشرح وتستعرض تفاصيل المأساة الإنسانية للشعب الفلسطيني، وتعريف الرأي العام لا سيما الخارجي بتلك الجرائم كتعرض الألاف للقتل وقطع الماء والغذاء والدواء وتهديم بيوت الناس الأبرياء وغير ذلك من الجرائم المفجعة.

مسؤولية الموقف الدولي إزاء جرائم الصهاينة: تؤكد المرجعية أن دول العالم والمنظمات الدّولية تقف موقف المتفرج بلا أي موقف يصد هذا العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني المظلوم، حيث تتحمل تلك الدول والمنظمات بحسب مسؤوليتها الدولية والقانونية تجاه ما يجري من جرائم القتل الهمجي والإبادة الصريحة بحق شعب كامل في الأراضي المحتلة، حيث أشارت المرجعية بقولها: (ويجري هذا -القتل والإجرام الهمجي- بمرأى ومسمع العالم كلّه ولا رادع ولا مانع، بل هناك من يساند هذه الأعمال الإجرامية ويبرّرها بذريعة الدفاع عن النفس). بل تؤكد المرجعية الدينية بقولها إن هناك من يساند ويشارك المحتل الصهيوني جرائمه ضد الشعب الفلسطيني بقتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ، وهي بذلك تشير للولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول، التي أعلنت بكل صراحة أنها مع الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاجه من سلاح ومعدات عسكرية لقتل الشعب الفلسطيني بلا أي واعز أخلاقي أو احترام لقواعد قانون دولي وإنساني.

إزالة الاحتلال هو السبيل الوحيد: ذكرت المرجعية الدينية أن الشعب الفلسطيني قد تعرّض لاحتلال منذ سبعة عقود وأن مأساته مستمرة، ولن تنتهي هذه المأساة إلا بالمقاومة لإزالة الاحتلال الجاثم على أرض فلسطين وقلب الشعب الفلسطيني، حيث قالت: (إنّ إنهاء مأساة هذا الشعب الكريم المستمرة منذ سبعة عقود، بنيله لحقوقه المشروعة وإزالة الاحتلال عن أراضيه المغتصبة هو السبيل الوحيد لإحلال الأمن والسلام في هذه المنطقة، ومن دون ذلك فستستمر مقاومة المعتدين…). وبذلك فإن المرجعية الدينية ترسخ المبدأ الثابت بحق الشعب الفلسطيني بنيل كامل حقوقه المغتصبة من الصهاينة المحتلين، وتأييدها الصريح لطريق المقاومة ومشروعها الجهادي، ولهي ضمناً ترفض بذلك مشاريع التطبيع وأنصاف الحلول التي تجترها دول عديدة ومنها أنظمة عربية وإسلامية.

انتقام المحتل لتعويض الفشل أمام عمل المقاومين: أشارت المرجعية الدينية إلى عملية (طوفان الأقصى) التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بالمحتل الصهيوني، إنها عملية تسببت بخسارة مدوية وفشل كبير في كيان الاحتلال، حيث قالت: (وكأنّه يريد بذلك الانتقام منهم وتعويض خسارته المدويّة وفشله الكبير في المواجهات الأخيرة). وتشير المرجعية إلى عجز المحتل عن تعويض فشله وخسارته أمام عملية (طوفان الأقصى) فلجأ لضعفه وتوحشه بالانتقام من الأبرياء والأطفال والنساء وكبار السن.

الدعوة لنصرة الشعب الفلسطيني: دعت المرجعية الدينية العالم كلّه إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم بوجه العدو الصهيوني المتوحش وما يرتكبه من قتل وإراقة للدماء بشكل هائل وصارخ، فقد ذكرت بقولها: (إن العالم كله مدعوّ للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم). وبالتأكيد أمام هذا التوحش الفظيع للمحتل الصهيوني كما تصفه المرجعية، فإن الوقوف بوجهه بكل الطرق والوسائل المشروعة، والمقاومة على رأسها كحق راسخ للشعوب المحتلة في شرائع السماء والأرض حتى يتحقق زوال الاحتلال عن أرض فلسطين التأريخية.

إن كلمات المرجعية الدينية العليا الواضحة والصريحة من انتهاكات الاحتلال الصهيوني وارتكابه لجرائم وحشية وهمجية، وكذلك التعريف والشرح لمأساة الشعب الفلسطيني المظلوم وأهل غزة خاصة وهي جرائم قل نظيرها في التأريخ المعاصر، وتأييدها سبيل المقاومة لإزالة هذا الاحتلال عن الأرض الفلسطينية المغتصبة، فهذا الموقف هو تكريس لرؤية ثابتة ورأي حاسم من القضية الفلسطينية، وهذا الموقف لا يتغير بتقادم الأيام وعقود السنين، ولا يتأثر بفرض مشاريع التنازل والتطبيع والحلول المرقعة؛ لهذه القضية الواضحة والتأريخية، بحق شعب اغتصبت أرضه وهجر عنها بالقتل والتشريد، واستمرار آلة القتل والتدمير بكل ما يملك من بشر وشجر وحجر، في ظل تفرج دولي فاضح، بل ودعم وإسناد غربي وشرقي.

ملحق

نص البيان الصادر من مكتب المرجع الديني الأعلى السيد على السيستاني (دام ظله)

بسم الله الرحمن الرحيم

يتعرّض قطاع غزّة في هذه الأيام لقصف متواصل وهجمات مكثّفة قلّ نظيرها، وقد أسفر – حتى هذا الوقت- عن سقوط أكثر من ستة آلاف من المدنيين الأبرياء بين شهيد وجريح، وتسبب في تهجير أعداد كبيرة منهم عن منازلهم، وتدمير مناطق سكنية واسعة، ويستهدف القصف مختلف المناطق حتى لم يعد هناك مكان آمن يأوي إليه الناس.

وفي الوقت نفسه يفرض جيش الاحتلال حصاراً خانقاً على القطاع شمل في الآونة الأخيرة حتى الماء والغذاء والدواء وغيرها من ضروريات الحياة، ملحقاً بذلك أكبر الأذى بالأهالي الذين لا حول لهم ولا قوة، وكأنّه يريد بذلك الانتقام منهم وتعويض خسارته المدويّة وفشله الكبير في المواجهات الأخيرة.

ويجري هذا بمرأى ومسمع العالم كلّه ولا رادع ولا مانع، بل هناك من يساند هذه الأعمال الإجرامية ويبرّرها بذريعة الدفاع عن النفس!

إن العالم كله مدعوّ للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاته لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم.

إنّ إنهاء مأساة هذا الشعب الكريم- المستمرة منذ سبعة عقود- بنيله لحقوقه المشروعة وإزالة الاحتلال عن أراضيه المغتصبة هو السبيل الوحيد لإحلال الأمن والسلام في هذه المنطقة، ومن دون ذلك فستستمر مقاومة المعتدين وتبقى دوّامة العنف تحصد مزيداً من الأرواح البريئة. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

(25 – ربيع الأول- 1445هـ) الموافق (10/10/2023 م)

مكتب السيد السيستاني (دام ظله) – النجف الأشرف

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
بحضور شخصيات أكاديمية وسياسية المعهد التقني النجف يشهد افتتاح النادي الطلابي مجلس المحافظة يصوت على اختيار المحافظ ونائبيه بلدية العمارة جهد مستمر في اعمال الصيانة والأكساء لشوارع مناطق المحافظة الزهيري يطلق نظام إدارة ومتابعة خطة البحث العلمي في جامعة الفرات الأوسط التقنية السيد الصافي: وجود السيّد السيستاني في العراق يمدّ المواطنين بالطمأنينة وكلامُه بلسم للجراح المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظلّه) يعزي بوفاة العلامة الشيخ محسن علي النجفي (رحمه الله تعالى) خلال لقائه “اللامي” .. “السوداني” يؤكد حفظ حق الصحافيين في الوصول إلى المعلومة ! رئيس الوزراء يحذر من الردّ المباشر على استهداف السفارة الأمريكية من دون موافقة الحكومة محمود المشهداني يزور نقابة الصحفيين العراقيين ويشيد بالدور الفاعل للنقابة والأداء المهني والإداري في... الشيخ الكربلائي يتشرف باستقبال نجل المرجع الديني الاعلى سماحة السيد محمد رضا السيستاني في منزله