المقالات

حلقات ما بعد انتصار الله في الميدان 18

رسالة عزاء إلى إدارة قناتي الميادين والمنار في استشهاد فرسان الإعلام غسان نجار، وسام قاسم، ومحمد رضا

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

‎بقلم : الدكتور حسان الزين

‎بسم الله الرحمن الرحيم

‎إلى إدارة قناتي الميادين والمنار المحترمتين ، وإلى كل الطواقم الإعلامية الشجاعة، والثابتة التي تمثل صوت الحق وصورة المقاومة في زمن لا يعرف فيه العدو شرفًا ولا حرمةً للكلمة الحرة.

‎نتقدم إليكم بأحر التعازي في استشهاد زملائنا الشجعان، غسان نجار، وسام قاسم، ومحمد رضا، الذين ارتقوا إلى جوار ربهم بعد أن استهدفهم قصف غادر عند الفجر في حاصبيا، وهم يحملون الشعار الصحفي ، وسياراتهم مزينة بعبارة “Press”

‎تأكيدًا على أنهم جاؤوا لنقل الحقيقة والصورة الواقعية ، لا لحمل السلاح،كما يدعي العدو وجاؤوا ليكونوا شهودًا على العدوان المتوحش .

‎استشهدوا وهم نائمون، منهكين من تعب تغطية أحداثٍ تعصف بوطنهم وأمتهم، لكنهم ما ترددوا لحظة في نقل الحقيقة، فكانوا الصوت الصادق والصورة الناطقة لما يعيشه الناس يومًا بيوم. هؤلاء الشهداء لم يسقطوا في ميدان المعركة فحسب، بل سقطوا في ميدان الكلمة، تلك الكلمة التي يخشاها العدو، والتي يرى فيها تهديدًا لأكاذيبه وزيفه، فجاء ليحاربها كما يحارب الأحرار، غير آبهٍ بحرمة الإعلاميين ولا بقيمة الكلمة.

‎لقد أثبت هذا العدو مرة تلو الأخرى أنه لا يقدّر أي قانون أو شرف صحفي، فهو يحارب كل من يحمل الحقيقة، كل من يقف شامخًا بكاميرته وميكروفونه ليكون شاهدًا على جرائمه. هذا العدو، الذي لا يميز بين مسلح وصحفي، يسعى بكل قواه لإسكات أصوات الحق، لكنه لا يعلم أن الكلمة لا تُقتل، بل تصبح شعلة أبدية تضيء للناس طريقهم، وتفضح طغيانه أمام العالم.

‎إلى إدارة الميادين والمنار، وإلى زملائهم من فرسان الإعلام المقاوم، نقول: الشهداء غسان ووسام ومحمد لم يكونوا مجرد صحفيين، بل كانوا جنودًا في ميدان الحقيقة، يحملون سلاحًا لا يُغفل أثره، حادًا، قويًا كالسيف، وهو سلاح الصورة والكلمة والموضوعية.

‎فليعلم هذا العدو أنه مهما قصف، ومهما دمر، سيظل صوت الحق قويًا، وأن الشهداء الإعلاميين قد تركوا إرثًا من الشجاعة والمصداقية لن ينسى. سنحمل أمانة كلماتهم وصورهم، وسنظل نستذكرهم في كل خطوة، فهم نبراس ينير دربنا، ويدعم إيماننا بأن الكلمة أقوى من الرصاص، وأن الحق لا يخفى على العيون الحرة.

‎رحم الله الشهداء الأبرار، وألهم ذويهم وإخوتهم في قناتي الميادين والمنار الصبر والسلوان. عهدًا علينا أن تبقى رسالتهم حية، وأن تبقى الكلمة الحرة سلاحًا لا يُهزم.

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار