
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
فيما نحن على بُعد أقل من أسبوعين على إجراء الإنتخابات الرئاسية الأميركية، شهِدْنا في مناطق ومدن الجالية العربية بمنطقة ديترويت الكبرى، ما يبعث على العجَب العُجاب مع الدهشة والصدمة لدينا وحتى لدى العرب المسلمين والمسيحيين في الشرق الأوسط وأصقاع العالم. مبعث هذه المفاجأة الكُبرى هو محاولة مُخزِيَة وبغيضة وغير مشَرِّفة من قِبَل بعض الناخبين العرب لإعادة تدوير زبالة إسمها دونالد داك ترامب!
سائر العرب الأميركيين المحتارين من هذا السلوك، وكاتب هذه السطور من بينهم، لا يمكنهم استيعاب أو لا يتصوَّرون ما هو المنطق من وراء زف ترامب في مدننا كزفَّة كالعروس واستقباله هذا الإستقبال الحار كأنه بطَلاً (وهو رمز الباطل لا البطل) رغم أنه مُجرم مُدان وقلبه مليء بالحقد ضد المسلمين والمهاجرين كما أنه مهرج مأفون وكاذب أشِر.
لندع جانباً مسألة خرق الإجماع العربي الأميركي بعدم التصويت لترامب أو لهاريس، فهل يدعم هؤلاء المُحتفين ترامب ويروِّجون له بهذه الحماسة ويسوِّقونَه نِكايةً بالإبادي الصهيوني الخرفان بايدن البوَّال على عقبيه وبصنيعته كامالا؟! إذا كان هذا منطقهم فليس هكذا تورد الإبل يا عرب لأن الحزبين يتساويان بالشر والإنحياز والإتفاق على التطهير العرقي في فلسطين ولبنان ولا خلاف بينهما على ذلك!
أما إذا كان بعض هؤلاء العرب قد أعادوا اكتشاف ترامب ويمنحونه فِعلاً حُبَّاً صادقاً أين منه حب قيس لليلى، لدرجة دوسهم للإجماع فالواجب تذكيرهم بالمثل العربي البليغ: المُؤمن لا يُلدَغ من جُحر مرتين! ولا بأس من تذكيرهم بأن ترامب دشَّن عهده بمنع سفر المسلمين وأنّ صهره الحقير السيء الذكر، كوشنر، خطَّط للإتِّفاقات “الإبراهيمية” التي نعاني من آثارها حتى اليوم ونحن نشهد تطبيع أنظمة الطغاة العرب مع الكيان من أجل إلغاء قضية فلسطين وكادت الخطة تنجح لولا طوفان الأقصى، ولذلك يقف الطغاة العرب اليوم متآمرين على الإبادة الصهيو-غربية لفلسطين ولبنان!
الخرفان جو لم يبدأ كل ما نراه اليوم لوحده بل سبقه لهذا ترامب والحزب الجمهوري البغيض. فلنتذكر هذا جيداً ونستيقظ من سُباتنا وننتقم لكرامتنا يا عرب أميركا! أخيراً وليس آخراً، ألم يتساءل المُحتفلون بقمامة ترامب لماذا يصلي نتنياهو وباقي جزاريه في الحكومة المُجرمة لعودة ترامب إلى البيت “الأبيض”؟! فكروا فيها! ربما لأن علاقة السفَّاح مع النزِق ترامب هي علاقة خاصَّة جداً وحميمة باعتبار أن الأخير قدَّم لإسرائيل ما لم يقدِّمْه رئيس أميركي قبله؟! أو ربما لأن ترامب نظر لخريطة الكيان فرآه صغيراً وينوي تكبيره وتوسيعه؟!
لا أدري بأي ضمير يمكن لعربي، أو حتى مجرَّد إنسان بشري سوي، أن يقترع لترامب الذي يحقد على المهاجرين ويتهمهم بأكل الكلاب والقطط ويعتبرهم جميعاً مُجرمين مُغتَصِبِين!
هذه ليست دعوة للتصويت لكمالا هاريس لأن هذا الأمر يُعد خيانة للإنسانية وتصويت للإباديين الصهاينة الذين يتمثَّلون بالحزب الديمقراطي اليوم!
هذه دعوة لمعاقبة الذين خانونا وطعنونا بالظهر ولمكافأة الأصدقاء الذين وقفوا معنا في الملمَّات وترامب حتماً ويقيناً ليس منهم فهو ليس صديقاً وعوناً لنا ولن يكون وهؤلاء الذين يتوسَّمون ويتأمَّلون منه خيراً إذا فاز، هم حالمون لأنه أناني لا يهمه إلا نفسه الأمَّارة بالسوء فقط!
لا تنجرُّوا للدعاية البغيضة بعدم جدوى التصويت لحزب ثالث. هذه ليست إضاعة لأصواتنا بل رسالة احتجاج شديدة ضد الأخصام ودعم أيضاً لمن هو صديق لنا ومحاولة من قبلنا جميعاً للمساهمة في خلق حزب ثالث ينازع وينافس الحزبين الرئيسيين البغيضين. أيها الناخبون العرب اقترعوا لصديقة الجالية صاحبة الضمير الحي الدكتورة جيل ستاين ولا تكونوا كالقط الذي لا يحب إلا خنَّاقه، والسلام عليكم ورحمة الله.