إصبع على الجرح.. عى شواطئ نصر الله ..

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
بقلم . منهل عبد الأمير المرشدي
قالوا مضت أربعون يوما على رحيلك سيدي أبا هادي مرتقيا حيث أرتقى أجدادك الطاهرين في عليين . الكثير من أمة المسلمين المؤمنين الحالمين الآملين الطامحين لم يعقلوا اويقنعوا او يتقبلوا إنك راحل أو قد رحلت !! ليس لجزع أفقدهم إيمانهم إنه الحق الواجب والمفروض على كل مخلوق في وجه المعمورة إنما هي إفصاح عما تختزنه جوانح الذات وشغاف القلوب لسماحتكم نورا ينير بصيرتنا في دنيا العتمة والهواجس والظنون .
أملا وتحديا وشموخ حينما تحاصرنا تداعيات هوان اعرابنا الأذلاء المحبطين الخانعين للطواغيت والظالمين. نحتاجك سيدي نبراسا للحق والحقيقة حيثما تتقاطع الحقائق مع كذب الكاذبين ونفاق المنافقين . نحتاجك سيدي مصداقا للرجولة والثقة واليقين في زمن أشباه الرجال ودنيا الشكوك .
نحتاجك قائدا تحدوا بنا الى النصر ولا شيء غير النصر في كل الملاحم والشدائد والمواجهات مع العدو .
عذرا سيدي فقد أحزنتنا في رحيلك كثيرا وأبكيتنا كثيرا وأوجعتنا كثيرا فحاجتنا الى ابتسامتك الندية وإطلالتك المشرقة تبعث في قلوبنا الفرح والطمأنينة والسعادة. عذرا أبا هادي فقد كنت جميلا في القول والخلق والخلقة والفكر والإيحاء والنظر .
كنت مصداقا لنور الحبيب المصطفى وعصمة البلاغة في جدك أمير المؤمنين وثبات وشجاعة الحسين عليهم الصلاة والسلام .. كنت حسنا أيها الحسن في كل شيء على منوال جدك الحسن عليه السلام في الحلم والثبات والروية وقد تحملّت سيدي ما تحملّوا أجدادك الطاهرون من مظلومية الظالمين ودسائس الحاقدين وكيد المنافقين من ابناء جلدتنا وقومنا أكثر مما كان يعتمر في حقد الأعداء والطواغيت .
عذرا سيدي فقد اعتدنا وتعوّدنا حين تشتد الشدائد وتتزاحم الويلات وتحاصرنا الصعاب ان تطّل علينا في اطلالتك البهية وإبتسامتك الندية ووقارك الأخاذ لشوق القلوب فتمنحنا الطمأنينة وترسم لنا ملامح النجاة ودلالات الحل وبشائر النصر وكنّا واثقين مطمئنين بحكم اليقين ان قولك سيدي فعل ومفرداتك صدق ووعد وعمل وقد قلت وفعلت وجربّك وأستيقن من صدقك الأعداء قبل الأصدقاء . سيدي الحبيب وفقيدنا الأقدس في ملكوت الشهادة . ما عسانا أن نقول في اربعينية الشاهد والشهيد الأسمى ونحن نستلهم حضورك في ضمائرنا وقلوبنا وعقولنا .
ايها المرسوم في حدقات عيوننا وسيل دموعنا والحاضر في مناجتنا عند الفجر ودعائنا في كل صلاة لم تغادرنا ولن تغادر ابدا فكما كنا نستلهم العزم منك حاضراأيها الخالد في عرش الفؤاد ستبقى خالدا في أمتنا بسواعد اخوانك الأبرار وابناءك الأبطال من رجال الله الذين استلهموا من سماحتكم صدق العهد فصدقوا ما عاهدوا الله عليه والنصر حليفهم وعدا من الله ومن أصدق من الله وعدا . السلام عليك سيدي أبي هادي يوم ولدت والسلام عليك يوم عشت مجاهدا واثقا منتصرا والسلام عليك سيدي يوم ارتقيت شاهدا وشهيدا ورحمة الله وبركاته .
				




