لقرار العراقي وتأثيرات الطبقات السياسيه والاعلاميه الوسطى…
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
الكاتب والمحلل والناقد السياسي
حسن درباش العامري
من المستغرب ان تجد بعض القرارات الحكوميه تتجه بأتجاهات مختلفه بعيدا عن المصلحه الوطنيه الحقيقيه وان كانت تتخذ الوطنيه والمصلحه الوطنيه غطاء وصبغه ،وفي نفس الوقت تجد اشخاص من السياسيين الصغار او متعاطي السياسه او المتحدثين بمجال السياسه والاعلام ينطلقون كما الصاروخ بأتجاه الصداره رغم ضعف شخصياتهم وتفاهة ارائهم وركاكة افكارهم وبالمقابل تجد متخصصين واساتذه لهم مكانتهم العلميه والعلميه السياسيه ينزوون بعيدا ،وهنالك تبايين في مراحل وفترات انطلاق اولائك المتملقين وانزواء هؤلاء العلماء واصحاب الرأي،وعندما نتفحص الامر يكون ذلك مقترنا مع فترات تغيير اصحاب القرار ورأس السلطه ،حينما يبحث كل مسؤول جديد عن الاعلاميين والمطبلين و بعض المحلليين السياسيين المؤثرين ممن يكثرون الضهور والذين لديهم قبول او مقبولين ولهم الاستعداد للتخلي عن مبادئهم او بيع ثوابت الدين من اجل ارضاء الحاكم وتلقي هباته ،فيعمل لاستمالتهم باغراءات شتى وتجدهم يضهرون من على القنوات الرأيسيه للدوله والمعروفه والقنوات التابعه للحزب وربما مااثبت نجاحه في العراق هو المال والمنصب ففيه السحر الاقوى والمفتاح الذي يفتح الكثير من الاقفال المستعصيه..وهنا تزداد حلقة وعاض السلاطين ،فيكون القرار مستندا لتأييد اولائك مع محاولات التأثير على الرأي العام لخلق التأييد او حتى الارباك المطلوب لتمرير القرارات لهذا تجد الامور تتجه بأتجاه الفشل وتجانب الحل ..
من المعروف ان القرار العراقي متأثرا بعدة عوامل اهمها العامل الخارجي وتحكمات وامتدادات خارجيه دوليه واقليميه وعربيه فكل له اصواط وخطوط سياسيه او لنقل اشخاص تابعين وضعوا في المجال السياسي يمكن تحريكهم كما الدمى المعلقه بخيوط الاركوز ،تمتد لتؤثر ويكون لها الاثر الاكبر في تمرير القرارات وثانيها رأي الشعب وهنا يختزل (رأي الشعب) برأي اولائك المتلونيين والمتأرجحين والمستشارين انفسهم الذين تم استقطابهم كحلقه البراده الحديديه حول مغناطيس السلطه السياسه ..ورأي اولائك يكون مجرد انعكاس لرأي الحاكم ورأي الحاكم المستند للمنصب والخوف من فقدانه والتشبث به هو ايضا انعكاس لرأي الخارج الذي يمثل المصالح الخارجيه والذي يحمل قوة الاجبار والتهديد المرتكز على دراسة نفسيه الحاكم وما يحب او يكره اي ان التهديد هنا استغلال اولويات الحاكم ولكون الشخصيه العراقيه تبدو كما اثبتته وجسدته السنين الاخيره انها شخصيه تهتم بالمنصب والمال وما يتفرع عنهما فمن الطبيعي ان يتم استغلال ذلك ابشع استغلال ومايثبت تلك الفرضيه الاغتناء الفاحش لجميع المسؤولين العراقيين والسياسيين المتنفذين وربما بعض مسؤولي الدوائر الذين جاؤوا من خلال الاحزاب المتنفذه ، ولم نجد منهم من خرج كما دخل ((لقد جأتكم بمدرعتي هذه وان خرجت بغيرها فأنا خائن ))..
ولكن رب سائل يسأل .. اين الثوابت الدينيه والمبادئ والثوابت الوطنيه والشخصيه الوطنيه والجينات الوراثيه التي تورث حب الوطن والغيره والشهامه والجهاد في سبيل الوطن؟ نحن نعتقد واعتقادنا هذا مبني على شواهد وقرائن وسوابق! ان كل تلك المرتكزات والمرادفات اللغويه فانها تتلاشئ امام مفردتين المنصب والمال ومايتفرع منهما من غرائز واهواء، اما الوطن والوطنيه فانها لغة الفقراء حتى يغتنوا ولغة الصغار حتى يكبروا واقصد صغار السياسه،
ولكن اين مصلحة الوطن والشعب من كل ذلك ؟اعتقد بأن مصلحة الوطن تحدها محددات صوت الناس وتأثيرهم على امتيازات الحاكم اما ان بقي صوت الشعب خافتا فلا حق ولاحقوق ،ومن الشواهد والامثله ..عندما خرج جمع من الشباب الخريجين العاطلين عن العمل يطالبون بشمولهم بالتعيين ،تم الاستجابه لاسكاتهم واعادتهم الى بيوتهم وهنا من الطبيعي ان تحل مشكله الخريجين وايجاد الحل الامثل لهذه الشريحه !!ولكن الذي حصل ان اخذت اسماء المتظاهرين فقط وتم تعيينهم فيما ترك الاخرين ممن لم يشارك في التظاهره او من لم يتم تسجيل اسمائهم..هذه الحادثه تختصر كل الحديث….
لتثبت ان القضيه ليست قضية لايجاد الحلول للمشاكل الاجتماعيه والخدميه انما القضيه ان تسكت ولا تؤرق المسؤول …