جامعة الفرات الأوسط التقنية تنظم ندوة علمية حول دور الشباب في العصر الحالي
النجف الأشرف: نهاد الربيعي
بهدف تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي فضلاً عن مد جسور التواصل العلمي والثقافي بين الحوزة العلمية والجامعات العراقية….
وبرعاية السيد رئيس جامعة الفرات الأوسط التقنية، الأستاذ الدكتور حسن لطيف الزبيدي، نظم قسم تقنيات التخدير في كلية التقنيات الصحية والطبية كوفة بجامعة الفرات الأًوسط التقنية، الدراسة المسائية، وبالتعاون مع رابطة النجف الخدمية ندوة علمية بعنوان (دور الشباب في العصر الحالي) وكان المحاضر في الندوة سماحة العلامة السيد مرتضى المدرسي. وبحضور طلبة الدراسة المسائية.
ابتدأت الندوة بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح الشهداء.
السيد رئيس الجامعة في كلمته قال:- ان الندوة استهدفت فئة الطلبة باعتبارها الشريحة الأكبر وهي عماد لكل مجتمع و عنصر القوة في كل دولة، فهم يمثلون في العصر الحالي محورًا أساسيًا للتغيير الاجتماعي والتنمية.
وتابع : إذا يتمتعون بطاقة وحيوية تمكنهم من قيادة مشاريع التغيير،و يسهمون في جميع المجالات مثل تحسين البنية التحتية، تطوير البرامج التعليمية، وتعزيز الوعي بالقضايا الاجتماعية، و أنهم الأكثر استعدادًا لتقبل التغيير والابتكار، مما يجعلهم قوة دافعة في مجالات السياسة والاقتصاد. من خلال المشاركة الفعالة في صنع القرار والمبادرات الاجتماعية، يمكن للشباب تحقيق تأثير إيجابي مستدام في مجتمعاتهم.
فيما أوضح السيد المدرسي في معرض حديثه ان من المهم تعزيز الوعي بأهمية دور الشباب في بناء المجتمع ومواجهة التحديات المعاصرة خصوصاً في ظل الوضع السياسي العربي و الإقليمي وضرورة الاستمرار في إلقاء المحاضرات والحلقات النقاشية، التي يكون فيها تحليل لدور الشباب في التكنولوجيا وريادة الأعمال، فضلاً عن إشراكهم مشاركات في التنمية المجتمعية.
ومن جانب أخر استعرض الدكتور أمير الرماحي رئيس قسم تقنيات التخدير محاور الندوة، التي تناولت الأهداف الأخرى للندوة وتعزيز وعي الشباب بدورهم في بناء المجتمع وتحفيزهم على المساهمة في التطوير والتغيير الإيجابي، ومناقشة التحديات التي تواجه الشباب في العصر الحالي خصوصاً في وقت أصبح فيه العالم قرية صغيرة بفضل مواقع التواصل الاجتماعي ومدى تأثير الكلمة في صناعة وتغيير الاديولوجيات، تعزيز مهارات الريادة والابتكار لدى الشباب باعتبارهم قادة المستقبل وصناع التغيير وشجيع التواصل والتعاون بين المؤسسات.
كما تمت الإشارة خلال الندوة إلى القصدية والعمدية ، تغير مصطلح الشباب و توصيفهم بالمراهقين الذين يتصفون بعدم النضج والتعلق بالتكنولوجيا واللهو، متجاهلين دورهم الأساسي في بناء المستقبل. يُعزى ذلك، جزئياً، إلى مفهوم “المراهقة” الذي أصبح شائعاً كتصنيف لهذه المرحلة العمرية، وهو في حقيقته مفهوم غربي يُكرّس الفجوة بين جيل الشباب وبين المسؤولية؛ إذ يُشجّع على اعتبار هذه الفترة عذراً للتملّص من الالتزامات الجادة.
وتم اتخاذ أمثلة حول الشباب الواعي بالمقابل، فكان للشباب في العصر الإسلامي الأول دور ريادي ومؤثر. فقد كانوا قادةً وبناة للمجتمع الإسلامي، أمثال أسامة بن زيد الذي قاد جيشاً في سن السابعة عشرة، وساهموا في نشر القيم الدينية وخدمة المجتمع بكل حماس وشجاعة. لم يكن هناك مساحة للتقاعس أو تأجيل المسؤولية؛ بل كان يُنظر إلى الشباب على أنهم قادة المستقبل، ويتحملون مسؤوليات جِسام منذ الصغر.لذا، فإن فكرة ” تهميش دور الشباب ” تعد محاولة غير مجدية لصياغة جيل يتملص من المسؤولية ويُبقيه في حالة من الطفولة الممتدة، بعيداً عن الاستعداد لتحمّل المهام التي يتطلبها بناء المجتمعات والنهوض بها.