المقالات

المالكي يضع الحكومة امام الالتزام بمسؤولياتها

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

كتب رياض الفرطوسي

في تصريح يحمل رؤية عميقة وإدراكاً لحساسية المرحلة التي يمر بها العراق، دعا السيد نوري المالكي الحكومة العراقية إلى الالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية العليا، التي تحث على تعيين الكفاءات في مواقع المسؤولية بعيداً عن المعايير الحزبية والطائفية.

وأكد المالكي على أن التزام المسؤولين بالوعود وتحمل مسؤولياتهم هو السبيل الأمثل لبناء الثقة بين المجتمع والحكومة وتعزيز سمعة الدولة في أعين الشعب.

فالمسؤولية تُعدّ أساس النجاح والإصلاح، كما أنها الطريق إلى تحقيق أهداف بعيدة المدى تخدم مصلحة الوطن .

يرى المالكي أن تعيين الكفاءات في المناصب المهمة وتجنب المعايير الحزبية والعشائرية من الأمور الأساسية لبناء دولة حديثة وعصرية. فتلك الكفاءات هي التي تمتلك الخبرة والعلم والإخلاص اللازم لتطوير مؤسسات الدولة ووضع مصالح الوطن فوق أي اعتبار آخر.

أن الدول المتقدمة تمكنت من تحقيق الاستقرار والتنمية بفضل الاعتماد على الأفراد الموهوبين، وليس على العلاقات الشخصية أو الانتماءات الضيقة .وهو اول ما قامت به الثورة الفرنسية عندما شكلت لجنة من المفكرين لتغيير المفاهيم السابقة والالقاب التي تحمل مفاهيم التراتيبية والتفوق الطبقي والسياسي ‘ لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب ‘ وليأخذوا استحقاقهم ودورهم في التصدي للمسؤولية .

ثمة مجموعة من الخطوات التي تعزز من قدرة المسؤولين على تحمل المسؤولية بنجاح، ومنها ‘ الالتزام بالوعود: الوفاء بالوعود يعكس مصداقية المسؤول ويعزز الثقة بين الحكومة والشعب . الاعتراف بالأخطاء: الشجاعة والاعتراف بالأخطاء تتيح للمسؤولين التعلم والتطوير بدلاً من الاستمرار في تكرارها .

وضوح الأهداف: وضع أهداف واضحة يسهم في توجيه الجهود نحو تحقيق التنمية المستدامة .

تناول المالكي في كلمته القضايا الخارجية والداخلية ، مشيراً إلى تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، مؤكّداً أن هذه الصراعات تهدد استقرار المنطقة وتسعى إلى إضعاف قواها لصالح الكيان الصهيوني. ويعتبر المالكي أن العراق، كدولة محورية في الشرق الأوسط، يجب أن يبقى على دراية كاملة بتحديات الصراع الإقليمي وأن يعزز أمنه الوطني لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي .

يرى المالكي أن تعزيز الأمن في العراق لا يقل أهمية عن التنمية، إذ إن الأمن يخلق بيئة ملائمة للاستثمار ويعزز من النمو الاقتصادي ويحمي حدود الوطن من أي تهديدات خارجية .

وصف المالكي دعوة المرجعية بتعيين الكفاءات في مواقع المسؤولية بأنه “بيان مهم”، مشدداً على ضرورة الالتزام به.

إن الكفاءة، هي التي يجب أن تكون المعيار الأساسي لتولي المسؤولية، لا الانتساب إلى العشيرة أو الحزب أو المنصب العائلي .

إن الدولة الحديثة ، تعتمد على الفرد بصفته الشخصية، دون الاعتماد على مكونات عائلية أو حزبية تدعمه. لان الدول التي تستند في إدارة شؤونها إلى الكفاءات الناجحة هي الدول التي تتجاوز الأزمات وتؤسس لنجاح طويل الأمد، بينما الدول التي تبني قراراتها على المحسوبيات سرعان ما تتراجع وتصبح مدناً خاوية .

في خطابه، أشار المالكي إلى رؤية مختلفة لدولة حديثة قادرة على تحقيق النهضة من خلال تعزيز الهوية الفردية التي تتشكل على أساس الكفاءة والعلم، بعيداً عن الهويات المبنية على المحسوبية والعشائرية.

بأعتبار أن الهوية الحقيقية هي التي تتأسس على القدرات والمعرفة، وأن “الكفاءة” يجب أن تكون عنوان الفعل والعمل، وليس مجرد صفة أو لقب .

مضمون خطاب السيد المالكي يشير الى ان دولة الكفاءات هي التي تعتمد على الشخص القادر على مواجهة الأزمات وإيجاد حلول مستدامة ، أي على الشخص الذي يصنع الأسئلة ويسعى للوصول إلى إجابات تخدم المجتمع. فهو الشخص الذي لا يكتفي بلقب الكفاءة وإنما يجسد هذا اللقب بالأفعال الإيجابية على أرض الواقع .

يؤكد المالكي على أن العراق يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى نخبة واعية تسعى إلى بناء دولة حديثة قوامها الكفاءة والنزاهة. فالتزام الحكومة بتوجيهات المرجعية وتعيين الكفاءات يشكل أساساً قوياً لبناء دولة عصرية تتجاوز التحديات الإقليمية وتحقق استقراراً داخلياً يشمل كافة جوانب المجتمع.

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار