أشلاء أطفالنا بين كنيسة ومسجد

بقلم : الدكتور حسان الزين

أخطر ما يمكن أن يحدث هو بلادة المشاعر، حين تصل الأمور إلى تبلّد القلوب. حين تفقد المشاعر الحياة، فتغدو الشهداء أرقامًا، والأطفال أشلاءً، دون أن تحرك شيئًا في نفوسنا. نتابع الأخبار بهزاتٍ باردة للرأس، نستمع للخبر في التلفاز كأي خبرٍ آخر، أما الساسة فيطلّون من بين شرفاتهم ليقولوا: “أخرجوا تلك الأشلاء على لائحة الانتظار من المدارس، لأن التعليم في خطر!” بل اهات هولاء الأطفال هي التعليم العالي في حد ذاته يا اصحاب المعالي …؟!
وكأن التربية الوطنية لا تتجاوز درسًا يُشرح على اللوح. ويصرخون: “أخرجوا أشلاءهم من المساجد، فالصلاة الجماعية في خطر!” وكأن فقه العبادات يعادل فقه الضمير. بل هم اصحاب الصلاة المقبولة عند الله وليس صلاة اصحاب النجاسات والحيض الفكري والأخلاقي …؟؟
ويمنعون دخولهم إلى الكنائس، بحجة أن يسوع الناصري لا يقبل أن تجتمع الملائكة في بيوتٍ يهتزّ فيها الجرس، بل إن بعضها أضحى مأوى للشيطان ذاته بل هؤلاء أنصار عيسى المقدسي وبيت امه العذراء لا غيرهم الناطقون باسم اعدائه
هي أشلاء أطفالنا معلقة بين السماء والأرض، آياتٌ من الله تسأل: أين ضميركم يا عرب، يا مسلمون يا مسيحيون ؟ هل أنتم في نومٍ عميق حقًا؟ أين قرآنكم أين انجيلكم أين كتبكم المقدسة …… طقوسكم خاوية من معنى الدين …فاليوم الدين هو من يناصر فلسطين ولبنان قولا وعملا وإلا لاحاجة للإنسانية لدين يعدّ أشلاء أطفال لبنان وغزة …؟
ألم تسمع عن قمة عربية وإسلامية ….؟
نعم سمعت بالمصادفة من صديق اجنبي ..؟
لم أسمع زعيمًا عربيًا لم اصغي اليه في هذه في القمة. لم أقرأ تصريحًا واحدًا يمسح هذا الألم عن قلوبنا، ولم أبحث عمّن حضر ومن لم يحضر. أشعر بالراحة القلبية في تجاهلي العاقل لهم . بالنسبة لأشلاء أطفالنا، هم الحاضر والغائب لتلك الطهارة على حد سواء.
زعماء الشرق والغرب يتراقصون على موسيقى صرخاتنا، على صوت صرير عظامنا من البرد، وأوجاع أطفالنا من هول المشهد.
في لبنان ضوء الله وصوت الله
في لبنان، يسكن الله، يُسبّح له، يُسجد له، ويُركع له، وهنا يتجلى الله ببيته وشعبه ورجاله. أشلاء أطفالنا لا أمل لها إلا بالله، وبقلةٍ مؤمنة بالله حقًا سوف يتحقق نصر الله