المقالات

الدور السعودي في العدوان الحالي على الجمهورية الإسلامية

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

بقلم الدكتور علي المؤمن

تُعدّ السعودية عملياً عضواً فاعلاً في المحور الأمريكي ــ الإسرائيلي ــ السعودي الخاص بالشرق الأوسط، وشريكاً مالياً واستخباراتياً وإعلامياً في كل محاولات إسقاط الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما في ذلك المحاولة الجارية حالياً.

وليس هذا مجرد تحليل أو استنتاج نظري، بل هو ما تؤكده الوثائق، بما فيها الوثائق الإسرائيلية شديدة السرية التي حصلت عليها إيران مؤخراً، والتي تكشف عن جوانب تنفيذية في إطار الاتفاقيات الأمنية والاستخبارية بين الكيانين الإسرائيلي والسعودي، والتي أُبرمت برعاية أمريكية خلال العقد الأخير، وتحديداً منذ العام 2014. وتضمنت الجوانب التنفيذية اجتماعات دورية منتظمة بين استخبارات الجيش الصهيوني والموساد والوحدة 8200 وممثلين عن نتنياهو من جهة، والمخابرات السعودية وممثلين عن محمد بن سلمان من جهة أخرى، بحضور ممثلين من البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية ((C.I.A والقيادة الأمريكية الوسطى. ومن خلال هذه الاجتماعات، يجري التنسيق بين الطرفين في الساحات السورية، واللبنانية، والعراقية، والإيرانية، واليمنية.

وتُلزم هذه الاتفاقيات السعودية بالمساهمة في ثلاثة مجالات رئيسة: التمويل، والإعلام، والتجسس، خصوصاً في المساحات التي لا تستطيع المخابرات الأمريكية والموساد العمل فيها.

وفضلاً عما تفرضه الاتفاقيات الأمنية بين الكيانين السعودي والإسرائيلي، وكون السعودية شريكاً محورياً في التحالف الأمريكي ــ الصهيوني ــ السعودي؛ فإن هناك خمسة أسباب مزمنة تدفع الكيان السعودي إلى المشاركة الفاعلة في العدوان الصهيوني ــ الأمريكي الراهن على إيران:

1- العداء الآيديولوجي للشيعة.
2- الاختلاف الاستراتيجي مع الجمهورية الإسلامية.
3- الخضوع للضغوط الأمريكية المتزايدة.
4- الرعب من الكيان الصهيوني واتقاء شرّ مؤامراته.
5- استثمار الفرصة المتخيّلة القائمة للتخلص من إيران، ومن المحور الشيعي عموماً.

ويمكن تلمّس ملامح هذا الموقف السعودي من خلال أداء قناة (إيران إنترناشونال) السعودية، التي تبث باللغة الفارسية؛ فقد بدأت منذ اندلاع العدوان، تركّز بشكل صريح على الدعوة لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية، وتبشِّر عبر مكتبها في تل أبيب بالمشروع الصهيوني ــ الأمريكي المقبل في إيران. كما تدعو الشعب الإيراني ضمناً إلى الالتفاف حول شخصيات المعارضة الإيرانية الملكية، وخاصة رضا بهلوي، نجل آخر شاهات إيران.

أما البيانات الصادرة عن الحكومة السعودية، ووزارة الخارجية، ورابطة العالم الإسلامي، والتي أعربت فيها عن إدانتها للعدوان الصهيوني على إيران، فهي ــ في هذا السياق ــ لا تتعدى كونها محاولة لذرّ الرماد في العيون، والتغطية على الدور المحوري الذي تؤديه السعودية في هذا العدوان.

كما أن الدعوات التي أطلقتها الرياض خلال الشهرين الأخيرين لتحسين العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، تندرج ضمن ما يمكن وصفه بالخداع الاستراتيجي، الذي يجري بتنسيق وتخطيط أمريكي ــ إسرائيلي. وهو ما يعزّز الاعتقاد بأن الكيانين السعودي والإسرائيلي يشكلان عدوّين استراتيجيين ثابتين للشيعة، ولا يمكن أن يتغير موقفهما العدائي، لأنه يستند إلى معايير آيديولوجية وجودية، وليس خصومة سياسية عابرة.

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار