المقالات

وجوه من قسوة… وأقنعة من زيف

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

بقلم : القاضي المتقاعد ايوب عبد الصاحب 

في هذا العالم المتشابك لا عجب أن تكثر الأقنعة وتتنوع الجلود أقنعة تغطي وجوهاً تائهة مشاعر مصطنعة ونوايا تخفي وراءها عللاً وأمراضاً دفينة. وجوهٌ متجهمة ملو نة بسخام النفاق لامعة كما الحذاء الملمّع لكنها تخفي خلف بريقها المزيف عقولاً خاوية وأنفساً مضطربة.

نلتقي بكائنات تُحسب من البشر لكنها في جوهرها ليست إلا إمعات ضعفاء إرادة جمعوا الكبائر والخطايا وتباهوا بها كأنها أوسمة.

نفوس خبيثة شريرة حتى النخاع نفوس متلونة كالحرباء، تتبدل ألوانها كل ساعة بحثاً عن مصلحة أو مخرج.
أين المتعة في هذه الحياة المصطنعة؟ كيف لهم أن يتغنوا بالسعادة وهم غارقون في التزييف والخداع؟

أين السلام في عالم يضج بالضوضاء النفسية؟ أين الطمأنينة في قلوب ملوثة بالسوء؟ كيف يهنأ من يعيش حياة مزدوجة يلبس فيها القناع صباحاً ويخلعه مع الغروب ليواجه نفسه الخاوية؟

إنها حياة الكافرين بالحق الماكرين بالتقوى التافهين في ميزان القيم. لا سكينة فيها ولا أمل فقط زيف وقشور، ومشاعر ملوّنة لا تصمد أمام أول اختبار.

في ظل هذا الزيف يجد الإنسان الطيب نفسه محاصراً ضحاياه كثر بعضهم قضى نحبه في صمت والبعض الآخر ما يزال ينتظر فرجه أو نهايته. يواجه امتحاناً عسيراً : إما حياة مليئة بالهموم والآلام أو موت على الحق والكرامة.
طريق الجنة محفوفٌ بالصبر والجوع والتقوى أما طريق النار فمفروش بالرخص والمغريات.

وهنا تنكشف المأساة الكبرى…
نفس تأمر بالسوء تتاجر بالأقنعة وتجمع الخطايا وأخرى لوامة تجلدها تأنيبات الضمير في كل لحظة لكنها ثابتة صامدة أمامك طريقان لا ثالث لهما: أحدهما قصير محفوف بالباطل مزين بمظاهر خادعة والآخر طويل موحش لكنه الحق ونهايته نور وسلام.

الخاتمة مختلفة تماماً فهناك لهيب وهنا جنة وارفة وهنا يبرز السؤال المصيري: هل ستكون صادقاً أم منافقاً؟ إنساناً أو مسخاً؟ كريماً عزيزاً أم ذليلاً بلا هوية؟

الاختيار بيدك…
أن تبقى بوجهٍ واحد يشع بالنور تواجه به ربك الكريم يوم الحشر أو تختار أن تتوشح بالأقنعة الزائفة وتضيع في صحراء التيه.

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار