“عاشوراءُ: سفرُ الدموع والدماء”

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
بقلم : الحقوقي ايوب عبد الصاحب – قاضي متقاعد
دموعٌ ودماءٌ بهما كفى
وحسبُ قِوامِ الشممِ والإباءِ
تأسسَ أساسُه في “أُحدٍ”
بشَجِّ رأسِ خيرِ البريّةِ وطعنةِ الغدرِ لحمزةَ سيّدِ الشهداءِ
وغربةُ الأوطانِ شيبةُ الولدانِ
ودموعُ الثكالى من النساءِ
ثم قالَ ربُّ البريّةِ حُكمَهُ:
(أفإن ماتَ أو قُتل انقلبتُم على أعقابكم) فانهدمَ البناءُ
فأقامَهُ فحلُ الفحولِ عليٌّ
الموصوفُ بالليثِ في الوغى وفي الليلِ هو البكّاءُ
ومرّةً أخرى تهدّمتْ أركانُ الهدى
بضربةِ ابنِ ملجمٍ على الرأسِ الشريفِ فتخضّبَ بالدماءِ
فيالهذا الكفرِ اللعينِ وحقدِهم
الدفينِ على دينِ الحقِّ والإباءِ
ومرّةً أخرى نغوصُ بالدمعِ والدمِ تعبّداً
فما أشبهَ الطفَّ بالفتحِ وما أشبهَ مكةَ بكربلاءَ
رأسُ الحسينِ تاجُ الجهادِ وزقورةُ المجدِ
وكمالُ الإسلامِ وختمُ البناءِ
وحينها بكتِ الملائكةُ وهطلتْ الأمطارُ دماً
ولا زالَ أعظمُ الأيامِ عاشوراءَ
فهو للعقولِ مُذَكِّرٌ وللضمائرِ مُحفّزٌ
وللقلوبِ مُرطِّبٌ ولدينِ الله كلِّه إحياءُ
فليسَ بعدَ هذا الإباءِ إباءٌ
لا في الأرضِ ولا في السماءِ




