المقالات

ملحمة الحسين عبرة ونبراس

 

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

بقلم : الحقوقي ايوب عبد الصاحب – قاضي متقاعد

تتردد في الأرجاء وعلى ألسنة العلماء والمثقفين الأتقياء والعامة الأنقياء عباراتٌ ناصعة كالجواهر حماسيةٌ تُلهب المشاعر تُستَعمل في التوصيف والتثقيف حول أعظم وأشرف ملحمةٍ في التاريخ القديم والحديث تلك التي قامت لإحقاق الحق وتجسيد السعي الإنساني الجاد نحو الكرامة والعدل.

ومن أبرز هذه العبارات:
“الحسين عبرة وعَبرة”،
“يا لثارات الحسين”،
“يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً”.

إنها بحق عبارات رنانة ذات دويٍّ عميق وكثافةٍ دلالية ومتانةٍ فكرية فهي لا تحتاج إلى كمالٍ فهي كاملة ولكن الناس بأمسّ الحاجة إليها لفهم معناها وإدراك مغزاها.

فـ”العَبرة” ممتدة في الزمان و”العِبرة” عميقة المعاني بهية الدلالات أما “الثأر” فهو ليس تقليدياً كما يتصور البعض ولا استرجاع الحق فيه يكون بالانتقام، بل بفهمٍ أرقى وأسمى.

فقد قُتل القاتل المادي في حينه لكن القاتل المعنوي ما زال بيننا يتمثّل في الجهل والظلم والانحراف لذا لا مجال اليوم لاسترجاع الدم بالدم بل بقتل الجهل بسلاح العلم وبإصلاح الفكر وتقويم العمل وإحياء الأمل في أمةٍ ينتسب جدّها إلى الحسين عليه السلام ذاك الذي خرج لا طلباً للسلطة ولا حباً للدنيا بل إصلاحاً في أمة جدّه صلى الله عليه وآله لا أشِراً ولا بَطِراً لا مفسداً ولا ظالماً.

لقد خاض عليه السلام معركة الحق في مواجهة الباطل ففضح كل باطل وهزأ بكل مدّعٍ وعلّمنا أن أول معركة ينبغي أن تُخاض هي محاربة النفس وأن النصر الحقيقي لا يكون إلا في الجولة الأخيرة.

وبذلك، نلحق بركب الحسين ونفوز معه ذلك الفوز العظيم، ونُرزق مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.

‫22 تعليقات

اترك رداً على Alyssa2025إلغاء الرد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار