كربلاء بين الحاضر والماضي فلم طوى مع الترجمة الإنكليزية
ما علاقة الماضي بالحاضر وكيف نستطيعُ قراءة الماضي انطلاقاً من الحاضر؟؟؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب أن ندركَ أن الحاضرَ هو الذي يمتلكُ مفتاحَ الماضي وليس العكس، على حَــدِّ تعبير كارل ماركس. إنَّنا نخطئُ عندما ننظُرُ إلى حركة التأريخ على أنها حركةٌ يتولد فيها الحاضرُ من الماضي بحركة (استمرارية) بحركة تناسخ وتماثل دون النظر إلى التحولات البنيوية في تأريخِ سيرِها. يقولُ المفكرُ اللبناني حُسَيْن مروة: “إنَّ النظرَ إلى التراث الإسْــلَامي يجبُ أن يكونَ نظرةً مشتقةً من اعْتبَارات الحاضر” أي باعْتبَارات التراكم الذي حدث بين الماضي والحاضر، نظرة مشتقة من احتياجات الحاضر وانطلاقاً من واقع اليوم. إننا ننظرُ إلى ما وقع في كربلاء كعلامة فارقة في تأريخ المواجهة مع الطغاة والظالمين، هذه التضحية العظيمة هي التي كرّست ومهّدت الطريق أمام الثورات الإسْــلَامية حتى اليوم. فلو لم يخرُجِ الإمامُ الحُسَيْن ثائراً لما أتى الإمامُ زيد يستلهمُ من مسيرة جَــدِّه، ومنطلقاً من الواقع المظلم الذي تعيشُه الأُمَّـة تحتَ حكم بني أُمَيـَّـة، واضعاً أيديولوجيةً ثوريةً نقيضةً لأيديولوجية السلطة آنذاك، فالمواجهة أَصْبَــحت فكريةً أَيـْـضًا إلى جانب المواجهة العسكرية، هذا المكسَبُ المتَمَثِّـلُ في مذهب (الخروج عن الحاكم الظالم) لم يكن ليتحقّـق إلّا بفعل التراكم التأريخي بين زمني الحُسَيْن والإمام زيد -عَلَيـْـهِما السَّــلَامُ-.