التدين كلمة كثر ترددها هذه الايام ، و في سابق وفي كل زمان و مكان تجد من يردد او يتعامل بهذه الكلمة ، ولكن ما هو الفرق بين السابق و الحالي بخصوص تداولها ، ان التداول السابق كان لصاحبها الحمد و التمجيد ، ولكن حاليا اصبح صاحبها مذموما غير مرغوب فيه فتحولت قضية اكتسابها الى الشخص من حالة الايجابية الى الحالة السالبة .
فما هو التدين ؟
نستطيع اجمالا نقول : هو ان يكون الشخص صاحب دين ، و الملتزم دينيا هو الشخص المتدين الذي يلتزم بأحكام الدين الذي يتبعه .
بالنتيجة ان مدعي التدين يتطلب عليه مسؤولية الصدق القولي و الفعلي ، و عليه تقع مسؤولية مضاعفة ، لان افعاله الغير مطابقة لعنوانه تكون محل اشكال ليس على ذاته فحسب بل على الدين ، و اصحابه ككل و لذلك حذر دستور الاسلام القران الكريم من ذلك عندما كان النص صريحا فيه [ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ] ، بل وتعددت النصوص الصريحة و المشدد حتى في السنة المطهرة ، لما لذلك الاثر السلبي الكبير على الامة و على مسيرة الدين ، و على مستقبل الاجيال جيلا بعد جيل اتجاه حب الدين او كرهه.
محل الشاهد :
اليوم هناك صنف من الناس ليس كاره الدين السياسي بذاته ، ولكن الذي حصل عند تلك الفئة كره المتدين نفسه الذي ادعى الدين والتدين فيه و تلبس بلباس اهل العقيدة و الايمان .
ايها الاحبة :
هناك ثلة من الاشخاص المتصدين من السياسيين مع شديد الأسف اتخذوا من مسمى التدين وسيلة للوصول الى الاغراض الدنيوية ، و لم يكون ذلك التدين حقيقة ذاتية قولية و فعلية لديهم ، هذا النوع من السياسيين هم من نرى رفض الشعب لهم ، ولكن على الشعب ان يفرق بين الدين و من يدعي التدين ، ان يفرق بين النظرية و من يطبق النظرية ، اصل الاسلام دين حنيف تقبله و تحبه ذات الانسان بالفطرة السليمة دون جهد الاقناع و الدليل ، ولكن من أساء تطبيق الى النظرية هو من أدعاها و طبقها ضمن اقوال و افعال التي هي بالحقيقة بعيدة كل البعد عن منهجه تلك النظرية و توصياتها ، و هذا في حد ذاته لا يعتبر عيب بنفس النظرية ، لكي نقوم بمحاربتها والترويج ضدها او نحب الاحتلال و نسانده لاجل ذلك ، و يكون مبرر ان اروج الى الالحاد و العياذ بالله .
على شباب الامة ان يكون ذات وعي و تفهم ، من ان خلل ليس بالدين نفسه ، و انما الخلل بمن يريد ان يجعل من الدين اداته لتحقيق مصالحه الشخصية .
على السياسي المتدين ان يعلم انه عليه المسؤولية مضاعفة ، الاولى اتجاه الدين الذي يتبناه كمعتقد و فيه صلاح العباد و البلاد ، من الخلال التطبيق المتقن الصحيح باستشارة اهل العلم المختصين ، و الثانية البلد و ثرواتها وتاريخه و وجوده ، ان صدمة الشعب بمن ادعى التدين كبيرة جدا ، سيحاسب صاحبها المقصر ، في الدنيا و الاخرة بأشد العذاب .
نسال الله حفظ الدين و اهله