المقالات

صدمة الامة بالسياسي المتدين

الكاتب : الشيخ محمد الربيعي

التدين كلمة كثر ترددها هذه الايام ، و في سابق وفي كل زمان و مكان تجد من يردد او يتعامل بهذه الكلمة ، ولكن ما هو الفرق بين السابق و الحالي بخصوص تداولها ، ان التداول السابق كان لصاحبها الحمد و التمجيد ، ولكن حاليا اصبح صاحبها مذموما غير مرغوب فيه فتحولت قضية اكتسابها الى الشخص من حالة الايجابية الى الحالة السالبة .
فما هو التدين ؟
نستطيع اجمالا نقول : هو ان يكون الشخص صاحب دين ، و الملتزم دينيا هو الشخص المتدين الذي يلتزم بأحكام الدين الذي يتبعه .
بالنتيجة ان مدعي التدين يتطلب عليه مسؤولية الصدق القولي و الفعلي ، و عليه تقع مسؤولية مضاعفة ، لان افعاله الغير مطابقة لعنوانه تكون محل اشكال ليس على ذاته فحسب بل على الدين ، و اصحابه ككل و لذلك حذر دستور الاسلام القران الكريم من ذلك عندما كان النص صريحا فيه [ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ] ، بل وتعددت النصوص الصريحة و المشدد حتى في السنة المطهرة ، لما لذلك الاثر السلبي الكبير على الامة و على مسيرة الدين ، و على مستقبل الاجيال جيلا بعد جيل اتجاه حب الدين او كرهه.
محل الشاهد :
اليوم هناك صنف من الناس ليس كاره الدين السياسي بذاته ، ولكن الذي حصل عند تلك الفئة كره المتدين نفسه الذي ادعى الدين والتدين فيه و تلبس بلباس اهل العقيدة و الايمان .
ايها الاحبة :
هناك ثلة من الاشخاص المتصدين من السياسيين مع شديد الأسف اتخذوا من مسمى التدين وسيلة للوصول الى الاغراض الدنيوية ، و لم يكون ذلك التدين حقيقة ذاتية قولية و فعلية لديهم ، هذا النوع من السياسيين هم من نرى رفض الشعب لهم ، ولكن على الشعب ان يفرق بين الدين و من يدعي التدين ، ان يفرق بين النظرية و من يطبق النظرية ، اصل الاسلام دين حنيف تقبله و تحبه ذات الانسان بالفطرة السليمة دون جهد الاقناع و الدليل ، ولكن من أساء تطبيق الى النظرية هو من أدعاها و طبقها ضمن اقوال و افعال التي هي بالحقيقة بعيدة كل البعد عن منهجه تلك النظرية و توصياتها ، و هذا في حد ذاته لا يعتبر عيب بنفس النظرية ، لكي نقوم بمحاربتها والترويج ضدها او نحب الاحتلال و نسانده لاجل ذلك ، و يكون مبرر ان اروج الى الالحاد و العياذ بالله .
على شباب الامة ان يكون ذات وعي و تفهم ، من ان خلل ليس بالدين نفسه ، و انما الخلل بمن يريد ان يجعل من الدين اداته لتحقيق مصالحه الشخصية .
على السياسي المتدين ان يعلم انه عليه المسؤولية مضاعفة ، الاولى اتجاه الدين الذي يتبناه كمعتقد و فيه صلاح العباد و البلاد ، من الخلال التطبيق المتقن الصحيح باستشارة اهل العلم المختصين ، و الثانية البلد و ثرواتها وتاريخه و وجوده ، ان صدمة الشعب بمن ادعى التدين كبيرة جدا ، سيحاسب صاحبها المقصر ، في الدنيا و الاخرة بأشد العذاب .
نسال الله حفظ الدين و اهله

🖋️ الشيخ محمد الربيعي

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
خلال اجتماع ثلاثي بالدوحة .. طهران تدعو الأسد والمعارضة “المشروعة” إلى حوار سياسي ! من الشمال والشرق .. “هيئة تحرير الشام” تدخل حمص والجولاني: “دمشق تنتظركم” ! إسرائيل تصفه بتحول دراماتيكي يغير واقع الشرق الأوسط .. “نتانياهو” يستعد لانهيار كامل لنظام الأسد ! من “الدوحة” .. “لافروف” يؤكد دعوة موسكو لحوار بين الحكومة السورية والمعارضة الشرعية “لا الإرهابية” ! عبر “القائم” .. أكثر من 1500 عنصر منسحب من الجيش السوري يدخلون الأراضي العراقية ! بعد انسحاب قوات النظام .. الفصائل المسلحة أصبحت على بعد 10 كلم من “دمشق” ! “الأسد” سيكون جزءًا من الحل السياسي .. “واشنطن” تبلغ بغداد أنها مراقبة عن كثب لعدم تدخلها بالأزمة ال... محذرًا من التطورات السورية .. “حسين” يؤكد عدم سماح العراق بأن يكون جزءًا من الصراع ! تكذيبًا لـ”نيويورك تايمز” .. “بقائي” ينفي إخلاء السفارة الإيرانية في دمشق ! كاشفًا أطراف المؤامرة بسورية .. “العامري” يؤكد عدم صحة بقاء بغداد تترقب “الهجوم خير وسيلة للدفاع” !