قراءتي لامنيته من فتواه
اقوال الحكماء بعيدة المدى ولها صدى والعادل يقرا بين السطور لمعرفة المستور حتى يستشف المقصود ويتوقع الردود وهذا مع استقامة النية لامدح ولا قدح . حكيم العراق السيد السيستاني دقيق في عباراته وانتقاء كلماته ليغلق باب التاويل السيء واستطاع ان يجعل للمرجعية صورة رائعة لدى الراي العام لكافة شرائحه ومستوياته الثقافية ومناصبه السياسية ، فلو اراد متطفل ان يتهم المرجعية تهمة باطلة فانه يعجز من ان يصدقه احد بل يصبح محل سخرية واستهجان . وعلى الجانب الاخر هو المتلقي المعني بالتنفيذ والالتزام هو الاخر امامه مسؤولية كبيرة في ان يحسن التنفيذ حتى يجنب المرجعية اي انتقاد يصدر ممن يتربص به وبها بيان فتوى الجهاد الكفائي في حزيران 2014 له ارهاصات بدات ولن تنتهي لما نتج عنها من نتائج اذهلت الاعداء قبل الاصدقاء وهذه الفتوى حسب قراءتي كان الامل منها ان يتحقق امرين ، واحد تحقق والاخر تفرق. الذي تحقق هو النصر العظيم بالاستجابة الرائعة لفتوى وتقديم اروع الدروس في التضحية والجهاد والاصرار على تحرير العراق ومقدساته دون النظر الى القومية او الطائفية او الديانة ، وهذا اقلق الاعداء اكثر من النصر على الدواعش وقلقهم هذا جاء عن المستقبل لهذه القوة التي دحرت مؤامرة من مؤامراتهم وباعترافهم ان طرد داعش يستغرق ثلاثين سنة فكيف بها واصبحت ثلاث سنوات . ماهو الامر الاخر الذي كان يتامله السيد حسب قراءتي؟ الامر الاخر في غاية الاهمية مع دقة المطلب وحكمة الراي ، الا هو الية التطوع ان تكون ضمن القوات الامنية وهذه الالية التي تكون تحت اشراف الحكومة تعني ان يكون التطوع وفق اسس سليمة واختيارات دقيقة وتحت مظلة الدولة لتاخذ عنوانها الحكومي وليس الانتمائي كما يعزف الاعداء على هذا الوتر الخبيث ، فتكون لدى العراق قوة عقائدية تؤمن بالوطن والمقدسات وتحت سلطة الحكومة لتغلق الباب على اعداء الاسلام بوصفهم مليشيا او قوة خارجة عن سيطرة الحكومة ، وهذه الالية هي من مسؤولية الحكومة فكان الاحرى بها ان تفتتح مراكز للتطوع حالما صدر البيان ولكن هذا الامر لم يحصل فكانت الية التطوع كما جرت عليه في حينها ، ولو كانت ضمن القوات الامنية كما ارادت المرجعية فانها تكون رسمية وكذلك تكون هنالك مركزية في القرار والتوجه والتحرك والقتال، وتجنبها النيل منها باعتبارها قوة خارجة عن سلطة الحكومة ، هذه التجربة جاءت من خلال رؤية القوى المتسلطة الظالمة على الامم المتحدة في وصف كل من يدافع عن ارضه بالمليشيا او الارهاب وحتى تفوت المرجعية الفرصة على قوى الاستكبار جاء في بيانها ان يكون الانخراط ضمن القوات الامنية . امر مهم يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار ان الاندفاع العفوي لدى ابناء العراق في التطوع لهو شيء رائع ومشرف ولكن التطوع عند الحرب له ميزة خاصة ان من يتطوع لاجل القتال والقتال مستعر فانه ياتي بعقيدة الدفاع عن الوطن والمقدسات وليس من اجل مكاسب مادية اخرى فالتطوع في الحرب ليس كما هو في السلم ، وهنا الاشارة مهمة جدا الا وهي مؤهلات الذي يتطوع للقتال مع الاخذ بنظر الاعتبار ظروف المقاتل ، فالعاطفة في بعض الاحيان تقود الى خسائر ، وفي كل دول العالم المقاتل يكون وفق مؤهلات معينة لان الحرب لا ترحم . حتى تسمية المتطوعين اخذت بعض التقولات الان بعدما تشكل حشد العتبات وفتحت باب التاويلات التي نحن بغنى عنها لانها تسمح للمتطفلين النيل من التاريخ المشرف للانتصارات التي تحققت بجهود المتطوعين اضافة الى جهود القوات الامنية الحكومية بكل اصنافها ، نعم العمل السياسي في هكذا ظرف في العراق لا يجلب لصاحبه المدح بل القدح لان ظروف البلد مشوشة بحكم ما يعيشه من ازمات يتحمل السياسيون الوزر الاكبر منها فياتي مقاتل في نيته لكي يصحح ما امكنه في السياسة كما هو في القتال فانه يكون قد دخل في ميدان غير ميدانه والاتهامات حاضرة له . فلو كانت قوة عسكرية ضمن الية حكومية مع ما تحمله من روح عقائدية وبطولة عملية فانها تكون الذخر لمستقبل العراق لان الاعداء لا يقفون عند هزيمة داعش فانهم لازالوا يتربصون بنا بشتى الوسائل وها نحن نسمع بين فترة واخرى عن تعرضات لهذه المجموعات التكفيرية على مقاتلينا مع تخرصات العدو الامريكي بادعاءات كاذبة على مقاتلينا .
سامي جواد كاظم