لم يتوقع أي عسكري أو خبير أمني أو اجهزة الحكومة الرسمية أن يتم اغتيال آمر لواء في الجيش العراقي بهذه الطريقة، خاصة أن مقر آمرية اللواء يقع في العاصمة بغداد التي لا تعتبر منطقة قتال .
حادث يعتبر من أقوى الضربات التي وجهت لهذه الحكومة الجديدة التي أمرت بإغلاق مداخل ومخارج القضاء المحتضن للجريمة، ترى من اغتال آمر لواء ٥٩ التابع إلى فرقة المشاة السادسة؟ وقبل أن يتم الإجابة عن السؤال.. لابد من معرفة كيفية حصول الحادثة؟ لقد تم اغتيال العميد (علي حميد غيدان الخزرجي) في قضاء الطارمية شمال بغداد بواسطة قناص استهدفه شخصيا في ليل السابع عشر من تموز الجاري، والغريب أن العملية جاءت بقنص وليست بانتحاري فجر نفسه قريب الخزرجي أو باشتباك مسلح أو بعبوة ناسفة أو حتى بعجلة مفخخة! ثم كيف عرف القناص مكان تواجد آمر اللواء تحديدا وهو ضمن موكب عسكري؟! ان موقع الجريمة يشير إلى الطارمية التي تعد الحزام الرخو لبغداد أو منطقة تصدير الإرهاب للعاصمة؛ ولم يتبنى تنظيم داعش العمل الإرهابي بشكل رسمي حتى هذه اللحظة من كتابة المقال.
إذن من اغتال العميد الخزرجي؟ هل هناك جماعة ارهابية مسلحة جديدة او بقايا داعش في المنطقة ؟ كيف تمكن القناص من الهروب مع قناصه؟ من الذي آوى القناص؟ إذ تم التأكد استخباريا من صحة انتساب القاتل لداعش؛ أو أعلن التنظيم لاحقا تبني العملية؛ فهذه ثاني عملية ينفذها داعش ويؤخر إعلانها بعد عملية تفجير المقر “صفر” في إدلب/ سوريا الذي أجل نشرها أنداك؛ لأخذ الوقت الكافي للملمة أوراقه حتى لا يرد عليه، و السبب الثاني هو معرفة ما إذا كانت هناك جماعة ارهابية تتبنى العملية .
كل تلك التساؤلات أعلاه.. تحتاج الى اجوبة دقيقة من الاجهزة الامنية تشفي صدر ذوي ومحبي آمر اللواء الخزرجي الذي عرف ببسالته وشدته على الأعداء حسب ما يؤكد الأقربون منه، اجوبة يمكنها فك شفرة الاغتيالات في العراق وترصن من قوة الدولة وابعاد الاتهامات من هنا وهناك خاصة في هذه الظروف السياسية والأمنية والصحية التي تمر على العراق ، فإذ لم يكشف عن المنفذ في الوقت القريب ولم ترد الدولة ردا مناسبا؛ فستتعرض معنويات المؤسسة العسكرية إلى هبوط رهيب طالما يراد لروحها المعنوية الحيوية والإستبسال ان يتم تضعيفه ، وكيف يستبسل من يقتل قائده أو زميله دون تشخيص القاتل
الباحث محمد جابر الرفاعي