تمثل كربلاء وذكرى عاشوراء مدرسة زاخرة بالمثل والقيم والدروس ، وتمثل التضحية والشهادة والجهاد في سبيل الحق لمقارعة الظلم أبرز صورها ومشاهدها حضوراً في ملحمة الحب والعشق الحسيني .
وقد ضرب لنا أصحاب الحسين أنموذج مشرق وعميق بالإخلاص والتضحية وبذل المهج في سبيل الحق وامتثالاً لقائدهم وإمامهم الحسين بن علي ( ع ) ، حتى أصبحت تلك التضحية والشهادة ، قضية ملهمة لكل المضحين والباذلين نفوسهم في سبيل قيمهم ومبادئهم العليا على مر التأريخ .
من هنا نستذكر من منطلق العرفان والوفاء ، مجاهدي فتوى الجهاد الكفائي من أبناء الحشد ، شهدائهم وجرحاهم الأوفياء الذين بذلوا أغلى وأنفس ما يملكون وهو بذل الأنفس في سبيل الله والوطن ، وقدموا صورة ملحمية ناصعة باندفاعهم واستجابتهم وجهادهم وتضحيتهم ، وتركوا كل شيء وخلفوا أغلى ما يملكون ورائهم كالأهل والأولاد والآباء والأمهات .
لقد أحيا مجاهدو فتوى الجهاد الدفاعي التي أطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف ، ذكرى كربلاء وعاشوراء من جديد على أرض العراق ، وتصدوا بجهادهم وجهدهم وجراحهم ودمائهم وعرق جبينهم ، لزمرة داعش الإرهابي المتوحش ، وحققوا نصراً مؤزرا مشرقاً بتلك الجهود والتضحيات ، وأفشلوا مشروعهم التدميري ومخططات من يقف خلفهم ، وبتلك الدماء الزكية والجهود الكريمة اليوم يعيش العراق والعراقيون هذا النصر والأمن والكرامة ، التي سقطت أو كادت أن تسقط الدولة وعاصمتها بغداد . فهم بحق كما وصفتهم المرجعية الدينية بقولها ” يا من ليس لنا من نفتخر بهم غيركم ” .
إن تخليد ذكراهم وتضحياتهم وبذلهم أنفس ما يملكون ، هي ذخيرة عزيزة لكل الشرفاء في العراق وبكل مكوناته ، وتأريخ الشرفاء والكرماء هي مسؤولية الأوفياء في حفظه وتخليده ونقله ناصعاً صادقاً للأجيال ، والتأريخ إن لم يسطره الأوفياء والصادقون ، فإنه يتعرض للطمس والإخفاء ، أو يسرقه الطارئون وأصحاب المشاريع الدنيئة وينسبوه لغيرهم من أهل البذخ والترف