المقالات

قاعدة تحديد المسؤول الخائن

[ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ]
عندما تبحث فيما ورد عن الخيانة سواء في مصادر التشريع او المصادر الوضعية ، ممكن من خلالها ان نخرج بحصيلة معرفية نعبر بها عن الخيانة بأنها : هي عَكس الأمانة ، و هي نقصان في الوَفاء ، و تفريط الإنسان في حقوق الغير التي تحت يديه ، ماديَّة كانت أو معنوية ، أو تبديدها ، أو إفشاؤها و إذاعتها .
محل الشاهد :
اليوم نريد ان نسأل وصي الرسول الخاتم ( ص ) ، امير المؤمنين الامام علي ( ع ) عن ما هي القاعدة التي من خلالها نستنتج من هو المسؤول و الحاكم الخائن ، وتكون كاشفة عن خيانته سواء على الصعيد الفقهي و الأخلاقي .
الامام علي ( ع ) يعطي جوابا عمليا و نصيا في آن واحد ، اذ كان يحدد صفة الحاكم و المسؤول الخائن من خلال خطبه الى اهل الكوفة :
( يا اهل الكوفة ، اذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي ، و رحلي و غلامي فلان ، فأنا خائن )
اذن مدار معرفة الحاكم الخائن او المسؤول الخائن هو امتلاكه مازاد عن ملكة الخاص الذي يأتي به قبل استلامه للمنصب .
ذلك المنصب و المسؤولية الذي كان الغرض منه خدمة الامة و رعاية شؤونها ، بهذا المعنى ان الحاكم او المسؤول ليس من حقه ان يعتبر ان الامتياز الممنوحة له من استحقاق ذاته و ممكن ان يضيفه الى ملكه الخاص ، بل ان الامتياز كان من اجل ان يكون اداة لنهوض بواقع الامة الى الافضل و كان عندئذ عليه ارجاع مازاد لانه واقعا ليس من حقه ان يدخله في دائرة ملكه .
و من هنا نعرف الجواز الشرعية لتفعيل و العمل بقانون ( من اين لك هذا ) ، بعد احصاء ملكية الحاكم و المسؤول و قبل المنصب و بعده .
لان حقيقة المنصب و المسؤولية لم تشرع لكي يكون صاحبها من خلالها مالك و غني ، و لكن غايتها ان يكون ذات ملكة مخططة للارتقاء بمستوى حال الامة و احقاق الحق بينهم ، فإنها من العبادات التي ستكون هي المنجية له من نار جهنم ان احسن ادارتها و العكس هو الصحيح ستكون سببا في دخوله دائرة غضب الله تبارك و تعالى و جهنم .
ان سبب حب المنصب و المسؤولية اليوم هو الامتياز الذي منح لذلك ، بينما المفروض كان حب المسؤولية منبثق من كونها سبب لرضا الله تبارك و تعالى .
و الجميل اليوم ان صاحب المنصب و المسؤولية هو من يشرع تلك الامتيازات و الصلاحيات ، دون مراعاة الجانب الشرعي بالتحديد متوقع ان ذلك سيغفل عنه سجل الإلهي المدون فيه كل صغيرة و كبيرة .
ايها الحاكم و ايها المسؤول
حذاري من الغفلة و الوقوع بشراك الشيطان و الاهواء السالكة بك الى العذاب الاخرة و الخزي و العار في الدنيا .
و التفت الى نفسك قبل فوات الاوان وراجع نفسك و كن مخلص في اداء مسؤوليتك بعيدا عن الامتيازات التي هي ليست من استحقاقك ، و اعلم ان غضب الله تبارك و تعالى لا تسري فيه قاعدة حشر مع الناس عيد لان جهنم لا يهمها المزيد .
وانا لله وانا اليه لراجعون
اللهم احفظ العراق و

 

🖋️ الشيخ محمد الربيعي

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
بحضور شخصيات أكاديمية وسياسية المعهد التقني النجف يشهد افتتاح النادي الطلابي مجلس المحافظة يصوت على اختيار المحافظ ونائبيه بلدية العمارة جهد مستمر في اعمال الصيانة والأكساء لشوارع مناطق المحافظة الزهيري يطلق نظام إدارة ومتابعة خطة البحث العلمي في جامعة الفرات الأوسط التقنية السيد الصافي: وجود السيّد السيستاني في العراق يمدّ المواطنين بالطمأنينة وكلامُه بلسم للجراح المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظلّه) يعزي بوفاة العلامة الشيخ محسن علي النجفي (رحمه الله تعالى) خلال لقائه “اللامي” .. “السوداني” يؤكد حفظ حق الصحافيين في الوصول إلى المعلومة ! رئيس الوزراء يحذر من الردّ المباشر على استهداف السفارة الأمريكية من دون موافقة الحكومة محمود المشهداني يزور نقابة الصحفيين العراقيين ويشيد بالدور الفاعل للنقابة والأداء المهني والإداري في... الشيخ الكربلائي يتشرف باستقبال نجل المرجع الديني الاعلى سماحة السيد محمد رضا السيستاني في منزله