المقالات

الحذر من خطر بطانة الشر

[ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون و جهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا ]
عندما تتمعن بالتاريخ ماضيا و حاضرا و حتى المستقبل و بحسب معطيات الماضي و الحاضر  ، تكتشف حقيقة ان سبب نشاط و تمكين و ازدهار الفساد و المفسدين هو ابتعاد الابرار و المخلصين عن المسؤولين و اصحاب القرار و المتنفذين في اجهزة الحكم .
هذا البعد الذي شخصت اسبابة الشريعة المقدسة باشارات عدة و بلسان رسولها الخاتم ( ص ) ان سببه هم بطانة الشر .
فجاء هذا التشخيص من خلال تصنيف المقربين من المسؤولين  بصنفين لا ثالث لهما و تحت مسمى بطانة الخير و بطانة الشر  ، و حذرت ذات المسؤولية سواء كانت المسؤولية دينية او الدنيوية ، من بطانة الشر الظالة و المظلة و المؤدية الى هلاك ذات المسؤولية .
و التي همها و مخططها الفساد ، و لكي يتحقق ذلك المخطط الشيطاني الذي من خلاله تستطيع ممارسة الفساد و ظلم و التكبر على رؤوس العباد لا بد من ابعاد بطانة الخير من المسؤول  .
فاليوم ما يجري من تدني مستوى الحكم و اداء الحكام هو بسبب ابعاد اهل الخير و النزاهة المخلصين ، من قبل اهل الشر ممن عرفوا بعدم  قدرتهم على الادارة الحكيمة و النزيهة .
  لأن قرب صاحب الدين الحقيقي و الفكر الصافي الذي لايبتغي حب الدنيا بعملة و انما رضا الله و المصالح العامة للبلد ، لا يكون قرب مرضيا من ذو الكفاءة المتدنية من بطانة الشر  ، لان كفاءة صاحب الاخلاص و الاخلاق تكون كاشفة للمستويات المتدنية من الادارة و النزاهة و سياسة العمل العامة والخاصة لبطانة الشر .
و لذلك نلاحظ ان سبب عداء الكثيرين للامام علي ( ع ) ، هو اخلاصه و حبه للرسول ( ص ) و الاسلامه الحقيقي و ادائه الجيد الذي كان يؤثر على المنافقين و ضعيفي الايمان ، و يكشف عدم قدرتهم و خبرتهم بأدارة الامور امام الادارة العليا المتمثلة بالخاتم محمد ( ص ) .
محل الشاهد :
اذن يجب على كافة المسؤولين دون استثناء الانتباه لهذا الامر و اعطائه العناية الكبرى ، و جعله من اولويات نجاح عملهم ، بالاعتماد و تكليف و احتظان ممن عرف بحسن سيرته الوظيفية و الاجتماعية و الدنية ، و الاعتماد عليه و سماع استشارته  و مداولة الامور معه .
فاكيدا سيكون للمسؤول من ناصحين و ليس من الهالكين .
يا ايها المسؤولين
احذروا بطانة الشر ، فأنهم و ان كانوا بالمظهر الخارجي احيانا سليمي  المنطق و حسن المظهر ، و لكنهم بنفس الوقت باطنهم نتن ،  و يكونوا اول المفسدين ، و اول من يخون الامان و يستغلون ذلك القرب لمصلحته الشخصية و يكونوا هم سببا لكره الناس لكم .
نسال الله حفظ العراق و شعبه ، و تخليصه من بطانة الشر ، ان ربي سميع عليم .

🖋️ الشيخ محمد الربيعي

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار