ظهور المسيح (عليه السلام) في شخصيتي السيدين العليين
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
✒️ بقلم: سماحة العلامة الشيخ أسد محمد قصير.
📌 قبل سنوات قصد الرئيس بوتين برفقة زوجته إيران لمصالح سياسية واقتصادية، وكانت أول زيارة لقيصر روسي للجمهورية الإسلامية، فكان اللقاء التاريخي بسماحة الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله)، وكانت علامات الانبهار والاعجاب على وجه بوتين ظاهرة وذلك حين طلب الضيف تمديد فترة هذا اللقاء رغبة في الإستزادة من معارف وفوائد معنوية كانت غائبة عنه، وعند الوداع وقبل أن يخرج خاطب سماحته (دام ظله)، قائلا: سمعنا بالسيد المسيح ولكن اليوم رأيت نور المسيح متجلياً ومتجسداً في رحمتك وزهدك وتواضعك وإيمانك وبصيرتك.
والتفت إلى الحضور قائلاً: إن كان هذا هو الإسلام فإني اطلب منكم إرسال الآلاف من مبليغكم ومبشيركم إلى المسلمين في بلدي.
ولم تمض بضع سنوات حتى اشتاق إلى أن يرى السيد المسيح مرة أخرى، وطلب أن ياخذوه مباشرة من الطائرة إلى سماحته (دام ظله)، وطال لقاؤه مع الإمام الخامنئي، وفي هذه الزيارة قدم نسخة قديمة من “القرآن الكريم” هدية له.
📌 وفي الأمس تكرر المشهد بين الزعيم الروحي للمسيحية في العالم و سماحة المرجع السيد علي السيستاني (دام ظله)، وقد كان سماحته يعلم خلفيات الزيارة، ولكنه بوعيه العميق كان يدرك أنّها ستكون الفرصة التاريخية لتلتقي الديانة المحمدية بإسلامها الأصيل مع زعيم المسيحيين في العالم في مدينة صوت العدالة الإنسانية ومجسد المدنية الحقيقية والعدالة الاجتماعية والرحمة العالمية والوحدة الإنسانية؛ ليشاهد العالم أنّ هناك إسلاما آخر، وهو الإسلام الذي جاء به رسول الرحمة الإلهية محمد بن عبد الله “صلّے اللهُ عليہِ وآلہِ” ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾، إسلام السلام والتسامح والعفو والبر والإحسان والقسط والعدل بين البشر كافةً ﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾.
﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾، وهو إسلام علي وفاطمة والحسن والحسين، المثل العليا للقيم الإنسانية، أهل الرحمة والكرم والإحسان، وإلى مكارمهم ينتهي الكرم، ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾.
📌 إنّ ما نقلته وسائل الإعلام عن لقاء النجف الأشرف أبطل وأفشل مشروع “إسلام فوبيا” الداعي إلى تشويه إسلام رسول الإنسانية محمد “صلّے اللهُ عليہِ وآلہِ”،
و ﴿ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ﴾ خسر الغرب رهانه الذي راهن عليه خلال قرنين من الزمن، وهو تشويه الإسلام بحمل الناس على إسلام أموي وهابي تكفيري، جلّ همه تشويه رسالة الإسلام السمحة الوسطية.
📌 لقد شاهد العالم الزعيم الروحي للمسيحية، وهو في العراق المقاوم للمستكبرين وأدواتهم التكفيرين في بيت صدرت منه فتوى الحشد للدفاع عن المستضعفين من أبناء الأديان والمذاهب الإبراهيمة، والذي سقى أرض العراق بدماء عشرات الآلاف من أبنائه.
لقد جاء البابا بنفسه؛ ليشكر العراق مرجعيةً ودولةً وحشداً على إنقاذهم الإنسانية من جرائم القتل والتفجير والتدمير، الذي تقوم به عصابات الفكر الوهابي، ولولا ذلك لعمّ إجرامُهم الدولَ التي صنعت فراخ التكفير.
إنّ المراقب لأحداث زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق يلحظ كيف حوّلها سماحة المرجع (دام ظله) إلى فرصة تاريخية ثمينة عرَّفت الشعوب أنّ مؤتمرات المثل العليا التي دعا لها الغرب ليست في بحمدون ولا في دبي ولا في الرياض ولا في المنامة ولا في غيرها، وإن عقدت تحت عناوين مؤتمرات الأخوة الإبراهيمية والوحدة الإسلامية، فقد أبطلت النجف الأشرف بصدقها ومصداقيتها حِيل وألاعيب تلك المؤتمرات، وأثبتت أن المثل والقيم الإنسانية بجميع أشكالها هي في مدرسة محمد وعلي “عليهما الصلاة والسلام” وورثة علومهما.
📌 لقد شاهد العالم بأسره خصوصاً أتباع الديانة المسيحية بطوائفها المختلفة مرة أخرى أنّ أخلاقَ المسيح متجسدة في السيد علي السيستاني (دام ظله)، سلاماً ورحمة وحباً وزهداً وتواضعاً، فقد خرج الزعيم الروحي للمسيحية من بيت في غاية التواضع لا يملكه ساكنه، ولسان حاله يقول: لقد ظهر لي المسيح في السيد علي السيستاني، ولاغرو في ذلك، فهو من ذرية إبراهيم ومحمد وعلي ﴿ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾، فتعاليم السيد المسيح “عليه السلام” ماثلة أمامه.