Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the wpautoterms domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/naseemk/public_html/wp-includes/functions.php on line 6121
التشتت السياسي  في اختيار اعضاء المحكمة الاتحادية العليا – وكالة نسيم كربلاء
مركز النسيم للدراسات الاستراتيجية

التشتت السياسي  في اختيار اعضاء المحكمة الاتحادية العليا

تلعب المحكمة الاتحادية دورا مهما في ضمان سيادة القانون من خلال ضمان سيادة الدستور وصيانة الشرعية والحفاظ على استقرار النظام السياسي عبر التفسير الدستوري والفصل في الطعون المقدمة اليها في دستورية التشريعات والقوانين والمصادقة على النتائج الانتخابية لتلعب دورا مهما في النأي عن التجاذبات السياسية والمصالح المتناقضة وهو امر يتطلب موازنة حساسة بين عوامل عدة منها الخبرة القانونية والخبرة القضائية والخبرة السياسية غير المنحازة مع ضمان استقلال السلطة القضائية بذاتها عن السلطات الاخرى وخضوعها للمسائلة اذ ان مقياس القضاء الرشيد يعتمد على درجة الثقة بأحكامه والاذعان لها بالخضوع لثلاث معايير تتضمن الكفاءة والنزاهة والحيادية ، ولضمان ذلك نجد ان التشدد في معايير الكفاءة والخبرة حلا ممكنا لضمان عدم الانحياز او الميل عن الحدود المقبولة لسلامة الاداء القانوني للقضاة ، وبما ان دستور جمهورية العراق بنص المادة (98) منه يحظر على القضاة الانتماء لأي حزب او منظمة سياسية او العمل باي نشاط سياسي وهو ما نجده امرا جيدا لضمان الحياد ضمن الحدود الطبيعية وواجب التعميم على اعضاء المحكمة الاتحادية من القضاة وغير القضاة ،اما بما يتعلق بأعضاء المحكمة من غير القضاة وللحفاظ على الية العمل من الممكن الحفاظ على نسبة واقعية بين القضاة والفقهاء القانونيين مثلا اعتماد نسبة الثلثين مقابل الثلث مع منح الفقهاء عضوية كاملة لا استشارية او محددة بقضايا معينة كما تتعالى الاصوات  ولا سيما ان فقهاء القانون على وجه التحديد قد يمتلكون خبرة دستورية او سياسية قد لا يتمتع بها القضاة ،اما فقهاء الشريعة فهو من ظاهر النص ضمان لدستورية المادة الثانية من الدستور والمتعلقة بعدم مخالفة القوانين لثوابت احكام الاسلام ودورهم يكاد يكون محصورا بحق نقض القوانين التي من الممكن ان تمس تلك الثوابت فعضويتهم نجد انها محصورة بهذا النطاق ، الا ان الاشكالية تظهر في اختيار عددهم وكونهم ممثلين للمذاهب الاسلامية وبعدد قد يفتح هو الاخر باب المحاصصة على تمثيل تلك المذاهب في عضوية المحكمة الاتحادية العليا لتدخل بذلك بمتاهات جديدة ولا سيما ان التمثيل من الافضل ان يكون بعدد فردي لحسم الخلاف بالتصويت الا اننا نجد ان من الافضل حصر ذلك التمثيل بشخصية فقهية واحدة انطلاقا من محدودية دوره في المحكمة وتضييق الدستور حق النقض بما يتعلق بثوابت احكام الاسلام دون التوسع باتجاه الاتجاهات الفقهية مع نزع صلاحياته لنزع فتيل الصراع السياسي حوله ولمنع التذرع بالأغلبية السكانية ليكون منتدبا عن المؤسسة الدينية دون صلاحية التصويت بغير ما يتعلق بثوابت الاسلام مع ضمان كفاءة ومؤهلات هذا العضو وحياديته لمنع تسيس المنصب .

ومما تقدم نجد ان المؤهلات تلعب دورا محوريا في الاختيار لبسط احترام المحكمة وفرض الاذعان لدورها ولأحكامها الامر الذ يتطلب تحديد معايير للمؤهلات التي يجب ان يتمتع بها المرشحون لعضوية المحكمة الاتحادية ولا سيما ان العراق بلد يتمتع بالعديد من الكفاءات المهنية من القضاة والاكاديميين في مجال تخصصهم القانوني وان كان ذلك لا يعالج نقص الخبرة السياسية من دون التحزب او الانحياز لجهة معينة .

لذا وفي خضم الاحداث المفصلية التي يمر بها العراق تظهر الحاجة الملحة لتشريع قانون المحكمة الاتحادية العليا استجابة لتلك الحاجة لتكون الثمرة قانونا يعيد الرقابة الدستورية لممارسة دورها في عملية الاصلاح الدستوري وضمان الالتزام بنصوص الدستور.

 

 د. ايناس عبد الهادي الربيعي / مركز النسيم للدراسات الاستراتيجية 

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
أستاذ الحوزة العلميّة العلّامة السيّد أحمد الصافي يُلقي المحاضرة العلميّة السابعة خلال اجتماع ثلاثي بالدوحة .. طهران تدعو الأسد والمعارضة “المشروعة” إلى حوار سياسي ! من الشمال والشرق .. “هيئة تحرير الشام” تدخل حمص والجولاني: “دمشق تنتظركم” ! إسرائيل تصفه بتحول دراماتيكي يغير واقع الشرق الأوسط .. “نتانياهو” يستعد لانهيار كامل لنظام الأسد ! من “الدوحة” .. “لافروف” يؤكد دعوة موسكو لحوار بين الحكومة السورية والمعارضة الشرعية “لا الإرهابية” ! عبر “القائم” .. أكثر من 1500 عنصر منسحب من الجيش السوري يدخلون الأراضي العراقية ! بعد انسحاب قوات النظام .. الفصائل المسلحة أصبحت على بعد 10 كلم من “دمشق” ! “الأسد” سيكون جزءًا من الحل السياسي .. “واشنطن” تبلغ بغداد أنها مراقبة عن كثب لعدم تدخلها بالأزمة ال... محذرًا من التطورات السورية .. “حسين” يؤكد عدم سماح العراق بأن يكون جزءًا من الصراع ! تكذيبًا لـ”نيويورك تايمز” .. “بقائي” ينفي إخلاء السفارة الإيرانية في دمشق !