المقالات

سورية والمنطقة وعقد من الصراع..

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

✍️ إياد الإمارة

▪ أعتقد إن العقد الثاني من هذا القرن بدأ بإندلاع الصراع في سوريا ليُشعل من بعد صراع المنطقة الذي أمتد إلى العراق ومناطق أخرى من شبه الجزيرة الغنية بالخيرات والمزدحمة بالهموم والمتاعب من أجل توفير أوسع مساحة من الحماية للكيان الصهيوني الإستيطاني الغاصب لأرض فلسطين..
عقد من الزمن مر على إندلاع الصراع في بلاد الشام العزيزة الذي راح ضحيته آلاف الضحايا من السوريين وغيرهم في داخل سوريا وفي خارجها حيث أمتد الإرهاب إلى مساحات أخرى ضمن نفس المخطط الذي أراد إشعال المنطقة بالمستوى الذي أشتعلت فيه طوال الفترة السابقة ولا يزال الجمر متقداً قابلاً للإشتعال في أي وقت من الأوقات..

صراع المنطقة الذي إتقد من سوريا هو مخطط “عشري” أمريصهيوني لا يقتصر على سوريا وحدها بل يشمل عموم منطقتنا العربية وجزء مهم من المنطقة الإسلامية..
وسبق لي أن أشرت إلى أن امريكا لديها مشاريع عشرية “كل عشر سنوات” تستهدف بها المنطقة وقد أحصيت هذه المشاريع في دراسة مستقلة منذ العام (١٩٠٠) وحتى وقت قريب جداً من إعداد دراسة سابقة مختصة بهذا المجال..
عقد من الزمن أتى على الكثير من سكان هذه المنطقة التي اتقد فيها الصراع وعلى مقدراتهم وأعادهم عشرات السنوات إلى الوراء وهي مدة طويلة من الزمن تسمح للكيان الصهيوني من تنفس الصعداء مجدداً!

وكان لمنطقتنا أن تضيع أكثر لولا وقوف مشروع المقاومة الشرعية الذي حد إلى قدر كبير من المشروع الأمريصهيوني ووقف حائلاً دون أن يُطبق تماماً عليها..
لقد حد مشروع المقاومة من عمليات الإبادة الشاملة التي خطط لها مشروع الصراع الأمريصهيوني، كما حد من عمليات الإستلاب التي حدثت في المنطقة، وبالرغم من رصد العدوان لإمكانات هائلة في سبيل إسقاط المنطقة ومقاومتها إلا ان المقاومة تمكنت فعلاً من إثبات وجودها وقدرتها على المواجهة التي لا تزال مستمرة في جيوب متفرقة تستنزف إماكاناتنا البشرية والإقتصادية وسط تآمر داخلي مفجع وجهل مدقع!

دعونا ننظر مرة أخرى إلى المشروع الامريصهيوني العشري الجديد في المنطقة والذي بدأ فعلاً بسياسات مالية وإقتصادية هدامة تنوي قطع أرزاق الناس ليموتوا جوعاً بعد أن كانوا يموتون قتلاً بأبشع الطرق..
الصراع الجديد هذه المرة من لبنان وسينتقل منها إلى أجزاء مختلفة من المنطقة “سوريا والعراق” وكل مراكز المقاومة التي تقف بالضد من المشاريع العشرية سيئة الذكر..
لذا ينبغي الحذر كل الحذر من مشروع التجويع حد الموت الذي سيستمر عشر شنوات متتالية يُراد لها أن تحقق ما لم تستطع العشر سنوات الماضية تحقيقه من خلال سيل الدماء الذي تدفق بغزارة يفتك بالأبرياء من أبناء هذه المنطقة.

علينا أن نكون بحجم المسؤولية ونواجه المشاريع العشرية المذلة التي تقودها أمريكا والصهيونية وأذنابهما في المنطقة..
ولا سبيل لنا للعيش بحرية وكرامة ورفاهية إلا بمواجهة أمريكا ومشاريعها التآمرية في منطقتنا التي تأن من ضربات هذه المشاريع الخبيثة..
لا بد لنا من أن نكون بحجم هذه المسؤولية الأخلاقية والشرعية والوطنية لكي نعبر هذه المرحلة الخطرة جداً بأقل الخسائر في أسوء التقادير..
والله ولي التوفيق.

 

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار