تكسر البنيان السياسي و (المجتمعي).
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
بقلم : الدكتور محمد ابو النواعير
على مدى سنوات طويلة كنت اراقب فيها ما ينتج من سلوك وتثقيف وفكر عملي، من مختلف المجموعات والوجودات السياسية والاجتماعية في العراق، ثبت لي مما تعلمته من الحياة بالاخص في السياسة،
هو عدم وجود فئة او جهة باطلة بالكامل، وتمثل شرا مطلقا بالكامل في كل ما يصدر عنها ومنها/ مع الاخذ بنظر الاعتبار الحسابات الاستراتيجية العميقة التي تعتمدها هذه المجموعات، في حساب كل مخرجاتها الفكرية والعملية.
اليوم الشيعة في العراق عبارة عن فريقين:
الشيعة الولائية المتهمين بتبعيتهم الكاملة لايران.
وشيعة آخرين غير واضحة الى الان وبدقة، ملامح مشروعهم الفلسفي السياسي بشكل عام، مرة يُتهمون بانهم شيعة امريكا، ومرة بانهم شيعة الحداثة والليبرالية ،ومرة بانهم شيعة الانفتاح والتسامح (التسامح حتى في بعض وجوه الالتزام الديني) !
ومرة شيعة التبعية للامارات والسعودية. !
سؤالي هنا:
هل ان كل ما يصدر عن جماعة الشيعة الولائيين يمثل تبعية ايرانية ويمثل معلومات تضليلية كاذبة بعيدة عن جوهر التشيع ومعادية للعراق ، وانهم لا ينطقون باي شيء صحيح وان كل المعلومات التي تصدر عنهم كاذبة مفلترة ايرانيا؟
في المقابل:
هل ان كل ما يصدر من شيعة الطرف الثاني يمثل معلومات تضليلية كاذبة بعيدة عن جوهر التشيع ومعادية للعراق ، وانهم لا ينطقون باي شيء صحيح وان كل المعلومات التي تصدر عنهم كاذبة مفلترة غربيا وسعوديا واماراتيا؟
ما يحدث الان يمهد وبشكل تراتبي (زماني) بطيء، لحدوث شرخ عميق جدا، قد يقود بعد عقود لردات فعل مجتمعية تخلق وجود اجتماعي شيعي متساهل مع تعاليم دينه، ووجود اجتماعي شيعي متعصب لحد الاجرام والقتل والابادة.
لا اتحدث عن زماننا هذا، ولكنني اتحدث عن منهج يقوم بخلق الفعل الاجتماعي القائم على وعي تراكمي زماني ممتد سابق.
لابد من ايجاد نقاط اشتراك بين الطرفين(تُبَرّز إعلاميا)، لكي تبقى حالة التشيع تملك حيزها وتمثلاتها الاجتماعية(المجتمعية) النقية، ولكي تبقى راسخة كحالة وجودية (انطلوجية)، تستمر في بعدها الافقي (التاريخي) ، والعمودي (الآني).