المقالات

النجف وقطبي الديانات .

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

بقلم : رحيم الخالدي

صارت النجف الأشرف ومنذ إنتقال “علي بن ابي طالب” (صلوات ربي وسلامه عليه) ومعه الخلافة الإسلامية، قطب العالم الإسلام المعتدل.. وهذا ليس بجديد، رغم محاولات من يريد ربط الإسلام بالشخوص والعقائد الشاذة ، في محاولة لجعلها عقبة تحول بيننا وبين العالم، وتدعي أن الإسلام دين إرهاب حسب تعبيرهم، من خلال الأداء وتكفير الغير.. وهذا مخالف لتعاليم الرسالة المحمدية، كون السياسات التي تحصن نفسها، أوجدت دينا خاصٌ بها، للمحافظة على بقائهم على عروش الضلالة .

عندما أعلن في الأمم المتحدة، أن (الإمام علي بن أبي طالب) أعدل حاكم، لم يكن هذا من وحي الخيال، أو جملة عابرة بل نتيجة تحري التاريخ، وما كتبه المؤرخون والعلماء إستناداً لوثائق، شملت أكثر من مئة وستين صفحة باللغة الإنكليزية، وبعد مرور عدة أعوام قامت باعتماد مقولته (يا مالك إن الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) .

إختيارهِ مقر الخلافة في عهد (علي بن ابي طالب)، صلوات ربي وسلامه عليه “النجف”، ليس قرار عاطفيا او عديم المعنى، بل كان عن معرفة بالمستقبل، حسب العلوم التي إستقاها إمام الموحدين، من منبع الرسالة، لتكون مناراً مشعاً، والنتائج ملموسة منذ بداية الخلافة، والا التاريخ يذكر كيف تكالبت الفتن على أمير المؤمنين، منذ توليه الخلافة لحين إستشهاده في شهر الصيام وهو يصلي، ليقول مقولته المشهورة (فزت ورب الكعبة)، وبشهادته إستلمت بني أمية لتعلب الدور، الذي لا زلنا نعاني بسببها ما نعانيه من الفتن ليومنا هذا .

أثبت المرجع السيستاني للعالم، أن الأخلاق التي يتمتع بها، هي نفسها التي كانت لإمام الموحدين، وقد أثبت بكلمات لسماحة البابا، عند زيارته له في داره البسيط، أهم مصداق في الوطنية الشيعية، قدم المرجع السيستاني في لقاءه البابا، عندما تحدث بلسان عراقي فصيح، عن محامد شعب العراق بكل إنتماءآته، وتحدث عن حقوق المسيحيين كسائر العراقيين.

عمق مدرسة النجف الأشرف بتاريخها وتراثها، ودورها المؤثر في ماضي العراق وحاضره ومستقبله، إبتداءاً من الشيخ الطوسي (ره) الى يومنا هذا يمثل، صلب فكرة (الوطنية الشيعية)، وهذا ما لا تراه في باقي المدارس الفقهية الشيعية..

هذا يأخذنا بان مدرسة النجف غير تابعة، بل هي الأم التي خرجت مراجع أثبتوا للعالم أن علم الأنبياء يبدأ من النجف الاشرف، ومنها ينهل طالبوا العلم، التي تأتي اليها طلبة العلم من كل أسقاع الأرض .

لقاء البابا بسماحة السيّد السيستاني، أخذ صدى واسع، وأثبت أن مرجعية النجف تمثل المذهب الشيعي في العالم، وما الفتوى التي أطلقها البابا حول حرميّة المثلية، الا لأرجحية الفكر الذي يتمتع به سماحة المرجع الأعلى في العراق، عند لقائه البابا وتنويهه لهذه المفصلة المهمة، وأن الأديان وإن إختلفت، حسب تسلسلها السماوي، لكنها بالأخير تثبت أنها صادرة من نصوص الهية، وقد لاقى تصريح البابا إعتراضات من قبل من يعاكسون إرادة السماء، وهذا طبيعي لانه يخالف المصالح التي تعتاش عليها مؤسسات عالمية .

 

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
خلال اجتماع ثلاثي بالدوحة .. طهران تدعو الأسد والمعارضة “المشروعة” إلى حوار سياسي ! من الشمال والشرق .. “هيئة تحرير الشام” تدخل حمص والجولاني: “دمشق تنتظركم” ! إسرائيل تصفه بتحول دراماتيكي يغير واقع الشرق الأوسط .. “نتانياهو” يستعد لانهيار كامل لنظام الأسد ! من “الدوحة” .. “لافروف” يؤكد دعوة موسكو لحوار بين الحكومة السورية والمعارضة الشرعية “لا الإرهابية” ! عبر “القائم” .. أكثر من 1500 عنصر منسحب من الجيش السوري يدخلون الأراضي العراقية ! بعد انسحاب قوات النظام .. الفصائل المسلحة أصبحت على بعد 10 كلم من “دمشق” ! “الأسد” سيكون جزءًا من الحل السياسي .. “واشنطن” تبلغ بغداد أنها مراقبة عن كثب لعدم تدخلها بالأزمة ال... محذرًا من التطورات السورية .. “حسين” يؤكد عدم سماح العراق بأن يكون جزءًا من الصراع ! تكذيبًا لـ”نيويورك تايمز” .. “بقائي” ينفي إخلاء السفارة الإيرانية في دمشق ! كاشفًا أطراف المؤامرة بسورية .. “العامري” يؤكد عدم صحة بقاء بغداد تترقب “الهجوم خير وسيلة للدفاع” !